مدارات

الشيوعي في جنوب افريقيا: نصر انتخابي مقنع وتفويض لتعميق الثورة الديمقراطية / رشيد غويلب

اصدر الحزب الشيوعي في جنوب افريقيا في التاسع من ايار الحالي تصريحا حول نتائج الانتخابات البرلمانية، التي جرت في الايام الاخيرة، معتبرا النصر الانتخابي مقنع وتفويض للمضي قدما في المرحلة الثانية من التحولات الجذرية . واعتبر الحزب النصر الانتخابي الذي حققه المؤتمر الوطني المتحالف مع الحزب الشيوعي واتحاد نقابات العمال،بعد 20 عاما من قيادته للبلاد في خضم الازمة الراسمالية العالمية التي انعكست سلبا على البلاد،انجازا كبيرا، يعكس ثقة الاوساط الواسعة بالتحالف، وخصوصا العمال والفقراء، تؤكد ضرورة السير بالتجربة الى امام.
وهنأ الحزب الملايين في جنوب افريقيا داعيا لتعميق وترسيخ الديمقراطية في البلاد، دون الالتفات الى محاولات زرع عدم الثقة و اللا مبالاة.واكد ان نتائج الانتخابات كشفت عن الهوة العميقة بين "الراي العام"، الذي صنعته وسائل الاعلام الخاصة الخاضعة للرأسمال، ورأي الشعب الحقيقي في عشرات الآلاف من البلدات والمجمعات السكنية، والقرى. ومع وجود استثناءات قليلة بقيت وسائل الاعلام في البلاد بعيدة عن التحول، ومستعدة لتلعب دور البوق الدعائي للمعارضة. وابرز التصريح قدرة المؤتمر الوطني الافريقي على المحافظة على مواقعه، على الرغم من هجمات المعارضة،التي لا سند لها، وبالمقابل ظل المؤتمر متسامح، ومتمسك بمهمته التاريخية المتمثلة في بناء جنوب افريقيا موحدة، وغير عنصرية، وليست معادية للمرأة، ديمقراطية ومزدهره، وقادرة ان تقدم للجميع حياة أفضل.
وعبر الحزب عن اعتزازه بالدور المهم للشيوعيات والشيوعيين وأصدقائهم، وبالتعاون مع شركائه في التحالف والحركة الجماهيرية الديمقراطية، في ضمان النصر الانتخابي. ودعا الحزب الى " دعونا لا نتراخى، ونستمر في تعزيز حركتنا الجماهيرية، لنستطيع بواسطة شراكة وثيقة بين الشعب والحكومة، وعلى خلفية هذا الانتصار، السير قدما لتحقيق اهدافنا. ويجب ان يكون برنامجنا للتنمية منطلقا من الشعب، وتحت قيادته".
وشدد الحزب على ان التفويض الواسع الذي حصل عليه المؤتمر الوطني يدعوه لتنفيذ برامج التنمية المقرة، والتي تتضمن توفير فرص العمل. وعلى المؤتمر وحلفائه الالتزام بقرار مؤتمره الاخير المتضمن ضرورة المتابعة الجدية لتنفيذ المرحلة الجذرية الثانية من الثورة الديمقراطية. وان هناك ضرورة الى البناء على التقدم المتحقق منذ عام 1994، وخلال السنوات الخمس الاخيرة، لتعزيز تدخل الدولة في الاقتصاد، بما في ذلك خلق فرص عمل، وإعادة التصنيع، والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، واقرار برنامج حكومي افضل للبنية التحتية على الصعيد الوطني، وتبني سياسة للأجور والواردات تضمن قدر أكبر من المساواة، وإصلاح زراعي يهدف إلى تحسين البيئة المعيشية والنشاط الإنتاجي للفلاحين والعمال الزراعيين . ووفقا للبيان الانتخابي للمؤتمر الوطني الافريقي يجب التصدي للفساد بحيوية ونشاط.
واعطى التصريح اهمية خاصة لالتزام جميع الشركاء في التحالف الحاكم بضمان علاقة عمل يومية افضل بين مؤسسات الدولة المحلية و تجمعات الطبقة العاملة، لان ذلك يؤدي الى رعاية افضل لهذه التجمعات، وتحقيق نمو اقتصادي في المناطق، والوصول الى مستوى أعلى من المشاركة الديمقراطية والنشاط الاجتماعي.