مدارات

السكرتير الأول للشيوعي الأوكراني: نريد أوكرانيا فيدرالية / رشيد غويلب

اعلن السكرتير الاول للحزب الشيوعي الاوكراني بيترو سيمنكو في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الالمانية برلين، التي قدم اليها زائرا تلبية لدعوة عدد من النواب في كتلة حزب اليسار الالماني، بهدف الاطلاع على رؤيته لما حدث ويحدث في بلاده، اعلن سيمنكو عدم قدرته على الحركة داخل العاصمة كييف، واضاف لقد تم ايقاف سيارته في مركز العاصمة وسط الشهر الحالي، وقام مجهولون بتحطيم النوافذ والقوا زجاجة حارقة داخلها.
ولم يحدث الأسوأ لان الزجاجة الحارقة لم تنفجر وقام مرافقه بالقاها خارج السيارة. والتقى سيمنكو بثلاثة نواب من كتلة حزب اليسار، وتوبياس فلوغر نائب رئيس الحزب المنتخب حديثا، الذي اكد الحاجة الى التضامن مع القوى المعادية للفاشية في اوكرانيا، وطالب الحكومة الالمانية الاتحادية بالاهتمام بالحركة الاحتجاجية الجارية في شرق اوكرانيا، فيما اكد عضو كتلة اليسار فولف غانغ عيركة على البعد الاجتماعي في الصراع الدائر هناك.
وكان الحزب الشيوعي الاوكراني قد حصل في الانتخابات البرلمانية في عام 2012 على13.2 في المائة من اصوات الناخبين منحته 32 مقعدا في البرلمان الأوكراني من اصل مجموع المقاعد الكلي البالغ 450 . وعلى العكس من ذلك لم يتمكن الحزب من المشاركة في انتخابات الرئاسة الاخيرة بعد ان انسحب مرشحه من السباق الانتخابي بسبب عدم تمكن ناخبي الحزب الادلاء بأصواتهم بحرية في المناطق التي تمثل ساحات اساسية لنشاط وجماهيرية الحزب. فقد انضمت القرم الى روسيا الاتحادية، والمناطق الشرقية من البلاد هي عمليا ساحة معارك حقيقية.
وطالب السكرتير الاول للشيوعي الاوكراني بـ "اوكرانيا فيدرالية"، وبالتوجه الى طاولة حوار مستديرة بمشاركة جميع الاطراف بدون استثناء. ووصف سيمنكو حكومة كييف بـ"حكومة قومية فاشية". وبوروشينكو جزء من هذا النظام ومن الطغمة التي تمثل الرأسمال الكبير، وكان يدعم حركات الميدان التي دعمت بدورها مشاركة حزب الحرية الفاشي في الحكومة.
يذكر ان الفاشيين قاموا باقتحام وإحراق المقر الرئيسي للحزب الشيوعي، والحزب مهدد الآن بمنع نشاطه قانونيا، بعد ان قدم عدد من المنظمات المعادية للشيوعية طلبا الى النيابة العامة لمنع نشاط الحزب، بحجة انه يشجع الانفصاليين الروس، وانه يتعاون مع المخابرات الروسية. لقد منع نشاط الحزب الشيوعي في اوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 واستمر الحظر الى عام 2001، رغم ان الحزب اعيد تأسيسه في عام 1993. وبهذا الخصوص ذكر سيمنكو ان حظر الحزب قد رفعته الحكومة الدستورية في عام 2001.

قوى يسارية تطعن بشرعية الانتخابات الرئاسية

من جانبه طعن اتحاد "بوروتابا"، الذي تأسس عام 2011 من عدة مجاميع يسارية منها منظمة الماركسيين الأوكرانية، وهي جزء من الشبيبة الشيوعية، و حركة الشبيبة المعادية للرأسمالية، وجمعية شبيبة جيفارا، طعنت في بيان لها في 26 أيار الحالي بشرعية الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد الفائت في البلاد. ووصفت المنظمة الانتخابات بانها "غير حقيقية ولا تمتلك الشرعية"، وأكدت ان الانتخابات جرت في أجواء الحرب الاهلية في شرق البلاد وتحت ارهاب فاشي في غربها. وكانت الحملات الانتخابية خالية من أية معايير ديمقراطية. وأشارت المنظمة ا?ى الاعتداء على المرشحين لرئاسة الجمهورية، وعدم تمكنهم من تنظيم حملتهم الانتخابية، ولهذا انسحب بعض المرشحين قبيل التصويت احتجاجا على هذه الممارسات. وذكر البيان ان العديد من مناطق البلاد لم تشهد انتخابات أصلا. وفي مناطق اخرى بقيت مراكز الاقتراع خالية.

من هو الرئيس الجديد

وذكر البيان بسيرة الرئيس الجديد مذكرا بانه خرج من ضلع النظام، وانه يمثل مصالح الرأسمال الكبير، وهو ابن الطغمة الطفيلية التي اثرت في العشرين سنة الاخيرة من خلال النهب المنظم لخيرات البلاد. انظم بروشنكو في التسعينيات الى الحزب الاجتماعي الديمقراطي، الذي كان مواليا للرئيس السابق كوتشما. بعدها اصبح احد مؤسسي حزب الولايات، ومن ثم صديق ومستشار الرئيس المخلوع فيكتور يوشينكو. وكان احد اعضاء اللوبي للتكامل مع منطقة اليورو، ثم اصبح قائدا وممولا لـ"ميدان اليورو".