مدارات

اليونان .. الكارثة الانسانية متواصلة

متابعة "طريق الشعب"

تعد اليونان اكثر بلدان منطقة اليورو تضررا من تداعيات الازمة المالية، وسياسة التقشف القاسية التي تنفذها حكومة تحالف اليمين - الوسط وفق املاءات اللجنة الثلاثية (صندوق النقد الدولي، البنك المركزي الاوربي، و المفوضية الاوربية)،والتي ادت الى كارثة انسانية .
ويوميا يفقد 2300 مواطن في اليونان حق التمتع بالضمان الاجتماعي، ووصل عدد الذين يعيشون بدون ضمان صحي اكثر من 3 ملايين. وتحاول مستشفيات التضامن ايقاف الانهيار الكلي للرعاية الطبية. واكدت منظمة العمل الدولية في احدث تقاريرها على ان "الفقر في اليونان تصاعد الى مديات تاريخية، وتجاوز في عام 2013 نسبة 35 في المائة من مجموع السكان". واشار التقرير الى ان انهيار القطاع الصحي في اليونان ادى الى ارتفاع نسبة الوفيات، ونسبة انتشار الامراض. وبالاستناد الى مجلة لانسيت الطبية الصادرة في بريطانيا يذكر التقرير ان نسبة الوفيات بين الاطفال بلغت ، على سبيل المثال، 43 في المائة، وان الامر يعكس "مأساة القطاع الصحي العام في اليونان" ، ويمثل "تهديدا خطيرا طويل الامد بالنسبة للبلاد وسكانها".
ويعمل في مستشفيات التضامن جميع الاطباء والعاملين الآخرين دون مقابل، ومستشفيات التضامن جزء من شبكة التضامن التي تدعم محاولات السكان للاستمرار على الحياة، وفي نفس الوقت تنعش عمليات التنظيم الذاتي للمواطنين، وتشكل قاعدة للمقاومة السياسية.
وفي مدينة كونستانس الالمانية عرض جورجيوس كوندوروس من حزب اليسار اليوناني نتائج عمل مجموعة "المبادرة" التي شكلت في المدينة، من قبل اطباء وصيادلة، للتعاون مع مستشفيات التضامن في اليونان. وقد قدمت "المبادرة" على سبيل المثال اجهزة سونار، وتدعم عمل احد مستشفيات التضامن في العاصمة اليونانية.
وفي ما يلي نص رسالة مركز التضامن الصحي في اثينا الى العاملين في "مجموعة المبادرة"

الاصدقاء الاعزاء

نؤكد لكم باسم مركز التضامن الصحي - الاجتماعي في اثينا استلامنا لاجهزة السونار مختلفة الاستخدام، والتي قدمتموها بواسطة تبرعاتكم السخية، والتي وصلت خلال ايام قصيرة. ونعبر لكم عن امتناننا العميق. انها ليست مجرد بادرة تضامن من اناس يفهمون الواقع الصعب الفريد والشدائد التي يعيشها الكثير من اليونانيين، الذين لا يملكون ضمانا صحيا، والذين يتلقون العلاج من اطباء و اطباء اسنان وممرضين يعملون مجانا لضمان علاجهم. وهو ليس كذلك التطوير الهائل لما نقدمه عبر تبرعاتكم. انه قبل كل شيء تسهيل الاغاثة المالية والنفسية والعلاج للكثير من الناس الذين اصبحوا فجأة خارج منظومة الضمان الصحي العام، ويحاولون الاستمرار على الحياة في ظل ظروف لا يمكن وصفها .
ان بادرتكم ومساهمتكم تظهر أيضا أن هناك أوروبا الأخرى ، القائمة على أساس التفاهم والتضامن والدعم، وأوروبا التي تعزز الصداقات وتدفعنا جميعا إلى السعي من أجل غد أفضل، والتي يجب أن تنطلق في أقرب وقت ممكن. ويسرنا ان نبعث لكم تحياتنا التضامنية، ونعبر مرة اخرى عن شكرنا العميق.