مدارات

مشاريع أمانة بغداد.. عشر سنوات من التغيير والحال على ماهو عليه / لويس فؤاد العمار/ علاء الماجد

ربما لم تتحفنا أمانة بغداد حتى الآن بمشروع خدمي يستحق الإشادة غير اقتصار عملها في الأعم الأغلب على مشاريع قلع الأرصفة وإعادة تشييدها من جديد في متوالية غريبة وعجيبة لهدر المال العام وإقلاق راحة المواطنين، فاغلب مشاريع أمانة بغداد منذ سقوط النظام المباد وحتى يومنا هذا اقتصرت على هذا النوع من العمل, اللهم باستثناء مشروع هنا أو هناك لا يدخل ضمن هذا المجال ولا يكاد يلبي طموح الناس في مشاريع تخدم واقعهم اليومي والخدمي. وفي هذا التحقيق سنتناول معاناة المواطن من نقص الخدمات وفي مجالات عدة:
ضفاف دجلة مهملة ومليئة بالنفايات
على الرغم من قلة الأماكن الترفيهية العامة في بغداد واقتصارها على أماكن محدودة هنا وهناك تشهد عادة زحاما شديدا خصوصا في أيام الجمع والعطل الرسمية والأعياد, إلا أن أمانة بغداد لم تبادر إلى حل هذه المشكلة من خلال الاستثمار الأمثل لضفاف نهر دجلة لتحويلها إلى أماكن ترفيهية عامة وواسعة لتكون متنفسا جميلا لأهالي بغداد.. إذ بقيت ضفاف نهر دجلة على مدى سنوات طويلة مهملة ومرتعا للنفايات والتلوث والأتربة القذرة.
مواطنون طالبوا أن تبادر أمانة العاصمة بتحويل ضفاف نهر دجلة إلى أماكن ترفيهية عامة بدلا من تركها مهملة وعرضة لتجمع وانتشار النفايات فيها لكي تساهم في جعل بغداد أجمل وأنظف طبقا لشعارها المعلن.
المواطن/ عبد المنعم العميدي/ من أهالي حي الكرادة ببغداد بين أن ضفاف نهر دجلة لم تشهد مشاريع تطوير حقيقية خلال فترة طويلة كان يمكن أن تحولها إلى متنفس للعائلة البغدادية وأماكن جذب للسائحين والوافدين إلى العاصمة من بقية المحافظات العراقية. مشيرا إلى أن الأتربة القذرة والأوساخ والنفايات هي ابرز ما يميز ضفاف نهر دجلة في الوقت الحالي بحيث أن أكثر النفايات المرمية على ضفاف النهر أخذت تتسرب إلى مياهه. العميدي طالب أمانة بغداد وانطلاقا من واجباتها ومسؤولياتها بان تكون أكثر حرصا على نهر دجلة وضفافه والعمل على تحويلها إلى أماكن جميلة وسياحية تستقطب العوائل بدلا من تركها على حالها الذي لا يسر أحدا من أهالي بغداد الكرام.
وترى المواطنة/ إيناس بدر/ أن استثمار ضفاف نهر دجلة في جعله مكانا سياحيا وترفيهيا عاما للعوائل وعموم المواطنين, سيكون له أثر إيجابي على جمالية مدينة بغداد ويزيح عنها ركام الإهمال الذي يطالها في الوقت الراهن. مبينة أن قلة الأماكن الترفيهية في بغداد كان من المفترض أن يدفع أمانة بغداد ويحفزها لكي تبادر إلى استثمار ضفاف نهر دجلة وتحويلها إلى أماكن ترفيهية بدلا من إهمالها.
كما يرى المواطن/ إحسان عبد المهدي/ أن استثمار ضفاف نهر دجلة في جعلها أماكن سياحية وترفيهية عامة, سيخلق فرص عمل جديدة للعديد من الشباب العاطلين عن العمل , موضحا أن العائلة العراقية متعطشة للاماكن الترفيهية الجميلة في الأعياد والمناسبات وان الموجود منها لا يلبي الحاجة كونها قليلة وتشهد في الأعياد والعطل زحاما شديدا ربما يؤثر سلبا على راحة العوائل الساعية إلى قضاء أوقات سعيدة.
وذهب / سامي داوود/ في خياله بعيدا في حال استجابت أمانة بغداد لمطالب المواطنين في تحويل ضفاف نهر دجلة إلى أماكن ترفيهية عامة, حيث طالب منذ الآن أمانة بغداد بان تخصص في الأماكن الترفيهية على ضفاف النهر أماكن خاصة لمحبي وهواة صيد السمك كونه من ممارسي هذا النوع الجميل من الهوايات ويعاني من قلة الأماكن الملائمة لممارستها . إذ يشير بالقول: مابين الممنوع وبين قلة الأماكن الملائمة , أصبحت هواية صيد السمك للعديد من ممارسيها مشكلة صعبة تبحث عمن يحلها.
سنوات طويلة مرت وضفاف نهر دجلة تشكو الإهمال رغم جمالها المختبئ تحت النفايات وتلال الأتربة المنتشرة على أكتافها.. ترى هل تستجيب أمانة العاصمة لمطالب مواطنيها في تحويل ضفاف نهر دجلة إلى أماكن سياحية وترفيهية عامة تستوعب بين جنباتها ضحكات الأطفال ولعبهم البريء وهمسات الحب وأحاديث العوائل العراقية الشيقة المنتشية بنسائم دجلة الخير؟ تجدر الإشارة إلى أن أماكن قليلة جدا على ضفاف نهر دجلة تم استثمارها لتكون أماكن سياحية وترفيهية , إلا أن ابرز ما يميزها هو أن اغلبها عبارة عن مطاعم صغيرة تقدم مأكولات غالية الأسعار كما في منطقة العطيفية والكاظمية.
يا غافلين إلكم الله
يبدو أن ظاهرة ترك منهولات شبكة المجاري وتصريف مياه الأمطار بلا أغطية باتت مألوفة في عرف أمانة بغداد ودوائرها البلدية لتشمل اغلب الشوارع والأحياء السكنية ما يعرض حياة الناس إلى مخاطر حقيقية جراء هذا الإهمال.؟ الغريب أن الظاهرة لا تقتصر على الشوارع الثانوية والأحياء السكنية البعيدة عن مركز المدينة , وإنما شملت الشوارع الرئيسة في قلب العاصمة بغداد كذلك!.
المواطن/ غازي دواي/ يشير إلى أن العديد من الشوارع تخلو فتحات المنهولات فيها من أغطية حديدية فوقها , سواء أكانت هذه المنهولات صغيرة تقع بالقرب من الأرصفة أم كبيرة تتوسط الشوارع في الأحياء السكنية, مبينا أن الأهالي عادة ما يقومون بتغطية هذه الفتحات بما متوفر من قطع معدنية لسيارات قديمة أو أبواب ثلاجات مستهلكة بغية درء مخاطرها على المارة وأصحاب السيارات, مؤكدا أن المناشدات العديدة للدوائر البلدية في سبيل تغطية هذه الفتحات بأغطية نظامية لم تثمر شيئا.
ويبين /احمد مجيد/ أن بعض عمال الدوائر البلدية يهملون إعادة الأغطية الحديدية فوق المنهولات بعد الانتهاء من أعمال تنظيفها من الأوساخ استعدادا لموسم الأمطار , مستغربا من هذا الإهمال الذي يتسبب عادة بحوادث خطيرة للمواطنين ولممتلكاتهم, مطالبا بايلاء هذا الأمر اهتماما اكبر كون الإهمال فيه يعرض حياة الناس للخطر وممتلكاتهم للتدمير.
ويشير المواطن / عبد الرضا اللامي/ أن اغلب الشوارع العامة لا تتوفر فيها أغطية حديدية تغطي فتحات المنهولات بحيث باتت أماكنها معروفة للسائقين لطول الفترة التي تركت فيها على هذا الحال, مبينا أن العديد من السيارات وقعت في هذه (الفخاخ) إلى أن أصبحت أماكنها معروفة ومحددة , مطالبا أمانة بغداد أن تفعّل جهدها للقيام بحملة واسعة لتركيب أغطية فوق هذه الفتحات لتفادي مخاطرها على حياة الناس.
ويؤكد / ريسان الساعدي/ أن حالات عديدة تصل إلى طوارئ مستشفى مدينة الصدر تكون أسبابها سقوط أطفال في فتحات منهولات تركت بلا أغطية, مبينا أن اغلب الإصابات ينتج عنها كسور في العظام, مشيرا إلى أن المستشفيات لو كانت تقوم بإجراء إحصائيات عن عدد المصابين الوافدين إليها جراء التعرض للسقوط في هذه المنهولات المكشوفة لا تضح حجم الكارثة التي يسببها إهمال أمانة بغداد في ترك المنهولات بلا أغطية, مطالبا أن تجري معاقبة المقصرين في الدوائر البلدية واتخاذ إجراءات شديدة بحقهم لتدارك حصولها مستقبلا, كما يطالب أمانة بغداد بان تكثف من حملاتها لتركيب أغطية حديدية فوق فتحات المنهولات المكشوفة بطريقة يصعب معها رفعها من قبل العابثين.
المواطن / فلاح المياحي/ بين أن الظاهرة لا تقف عند حد ترك فتحات المنهولات بلا أغطية فوقها , وإنما تتعداها إلى عيوب في التنفيذ من حيث إن أغلب المنهولات إما تكون أعلى من مستوى الشارع أو اقل من مستواه بكثير والنتيجة أنها تكون لأصحاب السيارات مشابهة تماما لترك المنهول بلا غطاء, مطالبا أمانة بغداد بان تراعي هذه المسألة أثناء تشييد فتحات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي بحيث تكون بمستوى الشارع كي توفر السلامة للسائقين وإبعاد خطر الوقوع فيها.
مخلفات وأنقاض
عدد من المواطنين الذين التقتهم "طريق الشعب "أشاروا إلى سلبيات أخرى رافقت الأعمال التي تقوم بها امانة العاصمة . ويرى المواطن / عبد الكريم كاظم زبون/ أن اغلب هذه الأعمال وعلى الرغم من اكتمال بعضها بصورة نهائية إلا أنها لم تبرز حجم التغيير الذي جاءت من اجله, مبينا أن بعض هذه المشاريع أو اغلبها على الأصح تخلف وراءها بقايا المواد الإنشائية المستخدمة في العمل كالأتربة والرمال من دون أن تعمد جهة التنفيذ سواء أكانت أمانة بغداد أو الشركة المتعاقدة معها إلى رفعها نهائيا كما هو حاصل في شارع النضال وأبي نؤاس أو بعض الفضاءات تحت جسر محمد القاسم للمرور السريع , مضيفا أن الرمل المستخدم في ملء المساحات الصغيرة بين أحجار الرصيف بقي منتشرا ومكدسا على أرضيات تلك الأرصفة بعد الانتهاء من رصف الأحجار, ما اضطر أصحاب المحال التجارية في الشارع المذكور إلى رفعها بأنفسهم وغسل الرصيف بعد ذلك.. مواطنون آخرون بينوا أن ترك مخلفات العمل وبقايا المواد الإنشائية في مكانها بعد الانتهاء من المشاريع الخدمية تلك فوق الأرصفة والجزرات الوسطية للشوارع العامة شوه منظر المدينة بشكل يكاد أن يكون بصورة اكبر مما كانت عليه في السابق , مطالبين الأمانة برفع هذه المخلفات كي يبرز التغيير الجديد الذي يحصل للاماكن التي تمت إعادة تأهيلها وتطويرها.
محطات غسل السيارات
ان عدم تفعيل الضوابط الخاصة بإجازة إنشاء محطات غسل السيارات وغياب الرقابة الجادة من قبل أمانة بغداد عليها, جعلت من محطات غسل السيارات في المناطق التي تعاني أصلا من شح المياه تنتشر بكثافة مسببة هدرا بالماء الصالح للشرب. وتعد منطقة الحسينية "حي الزهور" واحدة من المناطق التي يعاني سكانها من نقص حاد في المياه الواصلة إلى منازلهم من محطات التصفية, غير أن هذا الأمر لم يمنع من انتشار محطات غسل السيارات فيها بشكل ملحوظ مستفيدة من غياب الإجراءات الرادعة من قبل أمانة العاصمة بحق أصحابها المخالفين.
يقول المواطن/ عبد الزهرة الفرطوسي/ أن منطقة الحسينية تعاني طيلة أوقات السنة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب, مبينا أن انتشار محطات غسل السيارات فيها بهذا الشكل الكبير سيزيد من معاناة الأهالي في الحصول على الماء خصوصا في فصل الصيف الذي يشهد عادة نقصا كبيرا جدا في إمدادات الماء للمنطقة لاتنفع في معالجتها في أكثر الأحيان حتى استخدام المضخات من قبل الأهالي, مطالبا أمانة بغداد أن تأخذ دورها بجدية في غلق محطات غسل السيارات في منطقة الحسينية كونها تسبب هدرا بالماء الصالح للشرب بشكل كبير جدا.
ويشير المواطن /جواد الأسدي/ إلى تخبط أمانة بغداد في معالجة أزمة نقص المياه إلى جانب عدم جديتها في إيجاد حلول حقيقية لتوفير الماء الصالح للشرب للمواطنين خصوصا في المناطق البعيدة عن مركز بغداد,مبينا أن غلق محطات غسل السيارات في منطقة الحسينية هو احد تلك الحلول لإيقاف الهدر بالماء الذي تسببه هذه المحطات من جهة, وتحويلها لاستخدام المواطنين في منازلهم من جهة أخرى. مطالبا أمانة بغداد أن تكون أكثر حرصا في معالجة هذه المشكلة. وكانت امانة بغداد قد كشفت عن زيادة مرتقبة في انتاج الماء الصالح للشرب تقدر بـ 180 الف متر مكعب خلال الشهرين المقبلين بما يساهم بتقليل أزمة شح المياه في العاصمة.
وقال مدير العلاقات والاعلام في الامانة حكيم عبد الزهرة إن "الامانة اوشكت على انهاء مشروع التوسعة الثانية الذي سيضيف 180 الف متر مكعب لسد حاجة العاصمة من الماء الصالح للشرب . عبد الزهرة اوضح ان "انتاج امانة بغداد من الماء الصافي يتأثر بشكل كبير بالتجاوزات الحاصلة على الخطوط الرئيسة الناقلة والقيام بإحداث الكسور فيها لسقي وري المزروعات وملء احواض تربية الاسماك بطرائق غير قانونية الى جانب انشاء عشرات المواقع غير النظامية لغسل السيارات من خلال قيام بعض ضعاف النفوس بكسر الأنابيب وعمل (ربطات) غير نظامية، واستعمال مضخات بأحجام كبيرة، ما تسبب بهدر الآف الامتار المكعبة، منوها بان الامانة اعلنت في وقت سابق عن إن نسبة الهدر تتجاوز الـ 30 بالمئة من الكميات المنتجة بسبب التجاوزات على الخطوط الرئيسة الناقلة". ولفت مدير العلاقات والاعلام في الامانة الى ان "مشاريع ومجمعات انتاج الماء الصافي تعمل بكامل طاقاتها ولا تعاني من اي مشكلات فنية، علاوة على انه تمت معالجة موضوع تذبذب التيار الكهربائي بتوفير مولدات ووضعها في حالة جاهزية تحسباً لاي طارئ"، مشيرا الى ان "الماء المنتج يخضع بشكل يومي للفحص المختبري لضمان مطابقته لمحددات منظمة الصحة العالمية"، مطالبا "بترشيد وتقنين استعمال الماء الصافي وفقاً للحاجة الفعلية وتجنب هدره لأغراض السقي او غسل السيارات والشوارع "وعلى الرغم من أن مشاكل نقص المياه في بغداد على مدار العام هي مشكلة كبيرة وتسبب للمواطنين معاناة لاتوصف خاصة في فصل الصيف , إلا أن مايزيد من هذه المعاناة هو التجاوز على شبكات ماء الشرب بطرق غير قانونية مما يسبب هدراً كبيراً للماء الصالح للشرب وهو ما يستدعي أن تقوم أمانة بغداد وعلى الفور بمعالجة هذه التجاوزات للمساهمة ولو في حل جزء من معضلة نقص المياه.
نفايات .. نفايات .. وما من رقابة
رمي النفايات بالقرب من المناطق السكنية يعد ظاهرة تستدعي المعالجة ، حيث اصبحت غالبية مناطق بغداد تفتقر الى الجمال في حين ان امانة بغداد لم تستطع معالجة هذه الظاهرة معالجة جذرية ، والكثير من سواق الحاويات المرتبطين بعقود مع امانة بغداد لنقل الازبال والنفايات الى مناطق الطمر الصحي، يرتكبون المخالفات ويتحينون الفرصة للتخلص من الحمل في اقرب مكان.
يقول المواطن حيدر حسين الذي يسكن منطقة الدورة : اصبحت رؤية تلال من النفايات ظاهرة مألوفة بالقرب من الأحياء السكنية ، لأن المتعهدين مع أمانة بغداد لنقل النفايات يعمدون الى افراغ الحمولات في المناطق السكنية لعدم وجود متابعة ورقابة عليهم ، الامر الذي ادى الى تأثيرات سلبية كبيرة على حياة الاطفال بسبب وجود هذه النفايات التي تتجمع حولها الكلاب السائبة التي تهاجم المارة ، لذلك نطلب من المسؤولين متابعة سواق نقل الازبال والنفايات واجبارهم على نقلها مباشرة الى مناطق الطمر الصحي.
المواطن علي كاظم من منطقة حي العامل قال : ان المخالفات وعدم اهتمام المواطن واصحاب سيارات حمل النفايات ظاهرة استفحلت بشكل كبير وعلى امانة بغداد ان تنظر اليها بجدية وتجد لها الحلول الناجحة والشاملة وليس الحلول الترقيعية والمؤقتة ، وذلك من خلال تفعيل عمل ( المراقب البلدي ) لان هذه النفايات اثرت بشكل كبير على العوائل والاطفال وتعرضهم للامراض المختلفة التي تستوجب العلاج وهذا ما يثقل كاهل العوائل من أصحاب الدخل المحدود، وأضاف علي كاظم " قمنا بتقديم شكاوى للمسؤولين ، إذ تمت الاستجابة لشكاوانا ونفذت حملات لرفع تلك النفايات.. ولكن بعد فترة رجعت هذه النفايات كما كانت سابقا ، وذلك بسبب ضعف المتابعة .
البيع على الأرصفة
ظاهرة البيع على الارصفة ظاهرة قديمة وليست وليدة اليوم ، يقول عنها الباعة الذين يتخذون من أرصفة الشوارع مكاناً لعرض بضائعهم " ان سببها البطالة ، وعدم ايجاد فرص للعمل ، هناك الكثير من الخريجين واصحاب الحرف والمهن المهمة يمارسون هذا العمل لاجل العيش .
يقول الخريج مهدي حسن إن " الأسباب التي دفعته لامتهان هذه المهنة هي غياب فرص العمل للناس المحتاجين ، وهذه المهنة لا تحتاج إلى رأس مال كبير". ويضيف أن "العمل على الأرصفة لا يكلفنا دفع إيجارات ولا يتطلب عرض بضاعتنا سوى توفير طاولة من الحديد او الخشب ، و(شمسية ) تقينا حرارة الشمس " .
بائع آخر قال : الأرصفة كما نعرف هي ملك عام ، ولكن رغم ذلك فإن بعض أصحاب المحلات المقابلة لهذه الأرصفة يقومون بإيجارها لأصحاب البسطيات بمبلغ كبير ، وغالبا ما يجري تعتيم تلك الاتفاقات " .ويضيف " في بعض المناطق التجارية المتميزة يصل سعر المتر الواحد من الرصيف إلى مليوني دينار (سر قفلية )" .
أمانة بغداد تشن حملات بين فترة واخرى على أصحاب البسطات. الناطق الرسمي باسم أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة قال : " إن قرار أمانة بغداد في هذا الخصوص ليس الغرض منه قطع الأرزاق وإنما إعادة تجميل شوارع العاصمة وتأهيلها". واضاف " أن هناك العشرات من المشاريع الخدمية والبلدية المؤجلة بسبب التجاوزات على الأرصفة والأراضي التابعة للدولة بسبب انتشار الباعة المتجولين والبسطات غير النظامية ".