مدارات

قتيل و3 جرحى من "الراسبين بالغش".. وعمليات بغداد: لا إصابات! / علي عبد الخالق

وكأنه كان مقدراً لطلبة السادس الإعدادي للعام الدراسي الحالي، أن يشهد موسم الامتحانات الوزارية، وضعاً امنياً سيئاً بشكل استثنائي، حتى أضيفت لها فوضى الخدمات وتلكؤ تجهيز الكهرباء لبعض المراكز الامتحانية، ويُختم عامهم بان تقرر وزارة التربية اعتبار طلبة 57 مركزا امتحانياً "راسبين بالغش الجماعي".
وتظاهر مئات الطلبة الراسبين وذووهم أمام مبنى وزارة التربية وسط بغداد، أمس الثلاثاء، اعتراضاً على قرار مجلس الوزراء القاضي بالسماح لهم بأداء الدور الثاني، مطالبين وزارة التربية برفع الحجب عن دفاترهم الامتحانية وتدقيقها لإنصافهم.
القصة بدأت بحسب الطالب زين علاء الذي تحدث لـ"طريق الشعب"، "تظاهرنا بالمئات من طلبة السادس الإعدادي والثالث متوسط من مناطق الكرخ الثانية، الأحد الماضي، لرفع الحجب عن دفاترنا الامتحانية التي تم التأشير عليها راسب بالغش".
لكن هذه التظاهرات لم تكن لتمر بسلام، وأظهرت لقطات مصورة عبر كاميرا هاتف محمول، رفعت على موقع "اليوتيوب"، مئات من الطلبة والأهالي وهم يتجمعون أمام بوابة بناية تربية الكرخ الثانية في البياع، جنوبي بغداد، وقد تطورت التظاهرة السلمية من مشادات مع القوة التي تحرس البناية، إلى إطلاق نار عشوائي لتفريق الطلبة وذويهم.
لكن قيادة عمليات بغداد سارعت إلى نفي سقوط أية ضحية خلال تفريق تظاهرة طلبة السادس الإعدادي أمام مبنى المديرية العامة لتربية الكرخ الثانية من قبل القوات الأمنية، الأحد الماضي، وقالت إنها كانت "تظاهرة غير مرخصة وتم فضها بسلام". وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد العميد سعد معن ان "القيادة لم تسجل حصول أية حالة قتل أو إصابة خلال تفريق التظاهرة".
وشدد الناطق الأمني على ان "ما يتداوله الطلبة وبعض مواقع التواصل الاجتماعي لا يخص ما حصل في التظاهرة وبعيد عنها بالمرة"، من دون ان ينفي أو يؤكد لقطات الفيديو على اليوتيوب.
الطالب أسمر الجنابي قال إن "رجلا طاعنا في السن أصيب أثناء إطلاق النار العشوائي، وجرح طالبان آخران".
وما يعزز من رواية شهود العيان، ما أكدته الصور، حيث دفعت عناصر القوات الأمنية الطلبة المتظاهرين إلى تقاطع البياع، ومع إصرار الطلبة على سماع مطالبهم، بدأ إطلاق النار العشوائي لتفريقهم، ما أدى إلى استشهاد شخص واحد على الأقل وجرح 3 آخرين. اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق أدان التعامل التعسفي مع الطلبة المتظاهرين، وطالب بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المقصرين.
وقال سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق عمار البياتي انه "كان من المفترض التعامل مع مطالب الطلبة بشكل عادل وعدم معالجة الخطأ بأخطاء أخرى".
وأضاف البياتي في حديث إلى "طريق الشعب"، "وصلتنا معلومات بأن هناك خروقات حدثت في بعض المراكز الامتحانية مسببة حالات غش جماعية"، مستدركاً ان "هذا لا يعني ان يكون العقاب جماعياً، هناك من أجل الامتحان ولم يحضر، وهناك من لم يشارك في الغش".