مدارات

الميدان، الصحيفة التي لم تتوقف عن الصدور منذ ميلادها*

ما كان لها أن تتوقف طوال ستين عاماً منذ رؤيتها للنور وملامستها لقضايا الشعب والوطن. فالميدان هي الرئة التي يتنفس منها الحزب مع البيانات التي يصدرها والندوات التي يقيمها ليُسمع الجماهير رأيه والحلول التي يقدمها لقضاياها ودفاعه المستميت عنها.
كان الشهيد عبد الخالق محجوب ثاقب الرؤية عندما قال أن اليوم الذي يبتعد فيه الحزب الشيوعي عن الجماهير وينكفئ على نفسه، هو يوم موته. ولهذا كان التمسك بإصدار الميدان في كل الظروف مهما كانت ضراوتها وقسوتها يعني بقاء الحزب بين الجماهير في علاقة جدلية لا تنفصم عراها. لذلك لم يكن صدفة أن قررت قيادة الحزب أن الميدان يجب أن تمنح الأسبقية في المال والصرف في ميزانية الحزب.
رغم الإستهداف المجحف الموجه للحزب وبالتالي صحيفة الميدان وحرمانها من أبسط الإعلانات الحكومية ومنع الشركات العامة من نشر إعلاناتها فيها، واصلت الميدان الصدور بقوة الشعب وصمود الحزب والعاملين فيها في أحلك الظروف والتضحيات الجمة التي يقدمونها بكل نكران ذات.
ظلت الميدان مطاردة من قبل الحكومات والأنظمة الشمولية العسكرية والمدنية، إلا أنها عاجلاً ما تبرز من تحت الأرض مثقلة بهموم الجماهير وقضايا الوطن منذ الإستعمار وحتى يومنا هذا ومقدمة الحلول العلمية لها وما أكثرها وأعمقها وليس هذا المجال الذي يتسع لسردها. غير أن الحقيقة الماثلة هي أنها لم تحتجب قط.
رغم كل ذلك فإننا في الحزب الشيوعي لا ندعي بأن الميدان وصلت الكمال. عكس ذلك، فهي تعاني من العديد من المشاكل التي تقلل من سرعة تطورها شكلاً ومضموناً. وهي قضايا تهم مركز الحزب في المقام الأول والعاملين في الميدان وكل عضوية الحزب داخل البلاد وخارجها وكل أصدقاء الحزب وقراء الميدان والحادبين على إستمراريتها وبقائها قلعة قوية سامقة مدافعة عن قضايا الجماهير والوطن.
في الذكرى الستين، نتقدم بالتحية والتجلة لكل رؤساء التحرير السابقين والذين عملوا فيها سوءا فوق الأرض أو تحت الأرض ونعاهدهم بأن راية الميدان ومسيرتها المهتدية بالماركسية وخط الحزب الشيوعي المقر في مؤتمراته لن تنتكس بل سنرفعها نحن العاملون فيها الآن عالية خفاقة، متطورة شكلاً ومضموناً.

*صحيفة الميدان  1/9/2014