مدارات

الشيوعي المصري: خطاب مرسى يدق المسمار الأخير فى نعش نظامه وجماعته

جاء خطاب مرسي الأخير وقبل انقضاء مهلة الثماني والأربعين ساعة بقليل دالاً على حجم الاستخفاف وعدم الاحترام، إن لم نقل العداء، الذي يكنه هذا الرجل وجماعته للشعب المصري بكل فئاته وطوائفه، والذي خرج عن بكرة أبيه في الثلاثين من يونيو الى الشوارع، في اجماع شعبى غير مسبوق وبأعداد لانظير لها. وليطيح بآمال المصريين في انتقال سلمي وسلس للسلطة حسبما طالبت هذه الجماهير في أكبر ثورات التاريخ البشري قاطبة وبشهادة كل المراقبين والمحللين.
فلقد رفض الاستجابة الى أي من مطالب هذه الجماهير وقرر التمسك بالسلطة، بل والاستعداد للموت دونها.

ولعل أكثر كلمة تم ترديدها فى هذا الخطاب المشئوم هى "الشرعية"، ولا يدرى أحد أي معنى للشرعية يقصد ؟؟ فهل تعني اطلاق يده فى تدمير اقتصاد البلاد والانقضاض على مؤسساتها والانتقاص من سيادتها وتخريب وحدتها الوطنية؟ وهل تعني البقاء جاثما على قلب الوطن رغم الرفض العارم له؟

ان مصدر الشرعية هو الشعب، وتستمد كل مؤسسات الدولة شرعيتها من ارادة هذا الشعب، ولقد بدا جلياً حجم هذه الارادة ومقدار قوتها. ثم ان هذه الارادة الشعبية التي هي جوهر الديمقراطية ومصدر كل شرعية انما طالبت بمطلب ديمقراطي ودستوري صحيح تماماً، ألا وهو اجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو تقليد معروف في كل التجارب الديمقراطية.

ان هذا الخطاب لم يكن موجهاً، في الحقيقة، الى الشعب المصري، فهو لم يعد يعنيه في شىء، وانما كان موجهاً الى أهله وعشيرته من الارهابيين وداعميهم ليدفعهم الى اراقة المزيد من دماء المصريين، اعتماداً على ما يظنه من قوة عددية وخبرة ارهابية قديمة لديهم.

أما اذا كان يستقوي بالدعم الأمريكي أو أي قوى خارجية لوجوده – مؤكدا عمالته وخيانته لبلاده – فقد خاب سعيه لأن لا أحد يمكنه أن يقف في وجه الشعب مهما أوتي من قوة ولن يقبل هذا الشعب حاكما يرفضه مهما كان من يقف وراءه ويسانده. كما أن أحدا فى العالم لايمكنه أن يقبل التعامل مع حاكم مرفوض من شعبه مهما كانت أهميته.

ونحن هنا نحمل مرسي وجماعته مسؤلية أي عنف وأي دماء أريقت أو ستتم اراقتها من الجسد المصرى الطاهر، ونؤكد أنهم سيدفعون ثمنها غالياً جداً. وستزيد هذه الدماء من اصرار المصريين على مواصلة الثورة حتى الخلاص النهائي منهم.

ولذا فان حزبنا يدعو جموع الشعب المصري البطل الى استمرار التظاهر فى الشوارع والميادين، والبدء فى التطبيق الفوري للعصيان المدني الشامل ومحاصرة جميع مراكز الحكم من وزارات ودواوين المحافظات ومجالس المدن والأحياء…الخ، فهذا هو السبيل الوحيد لقطع الطريق على كل المناورات والمساومات التي يمكن ان تفرغ الثورة الشعبية من مضمونها.

عاش كفاح الشعب المصري .. عاشت الثورة .. والموت للارهابيين أعداء الشعب وأعداء الحياة

الحزب الشيوعى المصري

صبيحة الأربعاء 3/7/2013