مدارات

الشيوعي الفرنسي يدعو لأوسع جبهة ممكنة لقوى اليسار

رشيد غويلب
المهرجان السنوي لجريدة "اللومانتيه" الشيوعية، ليس عيدا شعبيا فرنسيا، وفضاء للاحتفال والمتعة، وانما ايضا ساحة لحوارات ومناقشات متنوعة، وفي دورته لهذا العام هيمن الاستياء المتزايد من سياسات الرئيس فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء مانويل فالس . وجاءت طبيعة المناقشات التي سادت فعاليات المهرجان خلال ايامه الثلاثة، في الفترة 12 -14 ايلول الجاري، انعكاسا للرفض المتزايد اكثر فأكثر داخل فرنسا لسياسة الحزب الاشتراكي الحاكم.
وقبل بضعة ايام من طرح حكومة مانويل فالس الجديدة لنيل الثقة امام الجمعية الوطنية الفرنسية، دعا السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي بيير لوران، في اطار فعاليات المهرجان، مجموعة من القادة السياسيين والشخصيات البرلمانية للقوى المؤتلفة في "جبهة اليسار"، وكذلك الشخصيات اليسارية، الناقدة لاداء الحكومة، في الحزب الاشتراكي الحاكم وحليفه حزب الخضر، الى مأدبة غداء في اليوم الثاني من ايام المهرجان. وخلال المأدبة اوضح الزعيم الشيوعي: "ان سياسة الحكومة الحالية تقود الى طريق مسدود. ويجب علينا سوية البحث عن طرق جديدة. ويمكن لمقترحاتنا ومشاريعنا البديلة ان تكون ناجحة فقط، عندما نشكل اوسع جبهة ممكنة لليسار". ويرى روجيه مارتيلي وهو قيادي شيوعي سابق ترك صفوف الحزب منذ سنوات، ان لوران يسعى الى تجميع القوى التي تقف على يسار الحزب الاشتراكي، وان الحزب الشيوعي قادر على ان يكون محورا لهذا التجمع، بشرط تجاوز الحساسيات التي يمكن ان تؤدي الى عودة الاختلاف بين الشركاء كما حدث في تجارب سابقة، لان ذلك سيكون كارثة لليسار، على حد قوله.
من جانبه، قال جان لوك ميلينشون، زعيم حزب اليسار الفرنسي، بعد انتهاء اللقاء مباشرة: "ليس لدي قناعة في مثل هذا الجمع غير المشروط لقوى اليسار. وما هو مهم الآن ، تعبئة الجماهير. وبهذه الطريقة، حسب ما يرى ملينشون، ينبغي فرض الجمهورية الفرنسية السادسة، التي تحد من سلطات رئيس الجمهورية، وتعطي البرلمان المزيد من الصلاحيات، وتعتمد آليات الديمقراطية المباشرة. ويضيف "وسنكون محل ثقة الناس العاملين، عندما لا يجمعنا جامع على الاطلاق مع الذين يحكمون اليوم، والذين خذلوا العاملين وخانوهم". وياتي تصريح ميلنشون استمرارا لطريقته في اعتماد خطاب يساري شعبوي.
وعكست استطلاعات للرأي اجرتها صحفية "نويز دويجلاند" (المانيا الجديدة) الالمانية، المشاركة في المهرجان، الرفض المتزايد لسياسات الرئيس هولاند في اوساط ناخبي اليسار: "لقد انتخبنا هولاند في عام 2012 ، لاننا نريد من رئيس يساري، وحكومة يسارية، سياسة يسارية لصالح العاملين"، هذا ما قاله اندريان فيدالس. وهو يساري مستقل، وموظف في شركة تامين، ومن زوار المهرجان الدائمين.واكد ان الرئيس الفرنسي لم يلتزم بجميع وعوده الانتخابية "لقد ادعى حينها انه عدو للرأسمال المالي، وانه لا يحب الاثرياء. وفي الواقع قدم للشركات 40 مليار يورو، وفي المقابل رفع من نسبة الضرائب على الجماهير الفرنسية، وهذه ليست سياسة يسارية".
وايضا يشعر عامل السكك الحديدية باتريك كوهين بمرارة تجاه سياسة الحكومة التي "لا يجد فيها على الاطلاق شيء من اليسار". لقد شارك في حزيران الفائت، لمدة اسبوعين، في الاضراب، وخسر جراء ذلك جزءاً كبيراً من راتبه الشهري، ورغم ذلك قال "كان يجب ان يكون ذلك، لكي نؤشر بوضوح، اننا ضد الخصخصة التدريجية لشركة السكك الحديدية".
ويعتقد رئيس "مبادرة المواطنين" في حي "سيرجي" الباريسي موسى كمارا، ان "هولاند لم يلتزم، مثل الحكومات التي سبقته، باقرار حق مشاركة الاجانب في انتخابات البلديات، بل وضعها ثانية على الرف".