مدارات

داعش يجبر طلبة الموصل والحويجة على دراسة مناهج دينية

بغداد - طريق الشعب
عاد الطلاب إلى المدارس في أجزاء من مدينة الموصل شمال العراق، التي يحكمها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ليجدوا مناهج دراسية جديدة، بما في ذلك مواد التاريخ والجغرافية والأدب.
وتقول وكالة "بلومبيرغ" إن "داعش" حظر المواد الدراسية باستثناء الدراسات الدينية، وفقا لرسالة بعث بها إلى مكتب وزارة التعليم المحلية في الموصل.
وقالت الرسالة انه سيتم قريبا توفير المناهج البديلة من قبل التنظيم، في حين ينبغي الإستعاضة عن عبارة "جمهورية العراق أو سوريا" أينما وجدت بـ "الدولة الإسلامية" في الكتب المدرسية الحالية.
وتعكس هذه الخطوة الجهود التي يبذلها التنظيم لترسيخ نفسه في أجزاء من العراق وسوريا المجاورة، حيث أعلن ما يسمى بـ "الخلافة الإسلامية".
وافادت مها العزاوي 33 عاماً، وهي مدرسة رياضيات ولغة عربية في احدى المدارس الإبتدائية في الموصل ان التنظيم "هدد بمعاقبة أي معلم يرفض الذهاب إلى المدرسة"، واضافت "اننا في عام 2014، لكنني أشعر اننا عدنا 14 قرناً".
وذكر ياسر العبادي، وهو مسؤول في وزارة التعليم في نينوى، انه كان هناك نحو 850،000 طالب "قبل القتال" في محافظة نينوى موزعين على 2450 مدرسة، لكن الآلاف فروا إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في أعقاب تقدم تنظيم الدولة الإسلامية، وكثير منهم ينتمون إلى الأقليات المسيحية واليزيدية.
وقال العبادي "95 بالمئة من المدارس تحت سيطرة الدولة الإسلامية". واضاف انه تم الفصل بين الفصول الدراسية، مع السماح للنساء بتعليم الفتيات فقط، في حين لا يزال دفع رواتب المعلمين جار من قبل الحكومة المركزية في بغداد.
وقالت نور النعيمي، 27 عاما، وهي في سنتها النهائية من دراسة التمريض، انها حاولت الفرار من الموصل لمتابعة تعليمها في كركوك التي تسيطر عليها القوات الكردية. لكنها، وبعد اجتياز عدة نقاط تفتيش تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، تمت اعادتها من قبل اول نقطة تفتيش واجهتها لقوات البيشمركة الكردية. واضافت نور "أشعر ان مستقبلي قد دُّمر".
وقال طالب آخر، طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية أن تنظيم "داعش" أغلق كلية القانون، معتبرا أن الممارسات القانونية التقليدية لن يتم التعامل بها "في دولة تحكمها الشريعة الإسلامية".
وقالت داليا البرزنجي، 21 عاما وهي طالبة في جامعة الموصل، ان القيود التي يفرضها المسلحون على الشباب في الموصل تعمل على خلق رد فعل عنيف.
واضافت البرزنجي، انه "في البداية، عندما استولى مسلحو الدولة الإسلامية على المدينة، رحب ثلث سكان الموصل بهم، معتقدين أنهم "متمردون" ضد الحكومة الظالمة". واكدت البرزنجي "الآن أستطيع أن أقول لكم، ان 98 بالمئة من اهالي الموصل يريدون طردهم من المدينة في أقرب وقت ممكن".
ولم تكن مدينة الحويجة التابعة إلى محافظة كركوك، والواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي، بمنأى عن اجراءات التنظيم الارهابي بخصوص المناهج الدراسية في مدارسها.
حيث أمر التنظيم بحذف مصطلحات مثل وزارة التربية وإستبدالها بديوان المعارف وحذف إسم جمهورية العراق ووضع الدولة الاسلامية بدلا من إسم الجمهورية.
وتشير إحدى نقاط الوثيقة التعليمية الجديدة لداعش، إلى إلغاء مواد التربية الفنية والموسيقى والوطنية ومواد أخرى.
وبشأن تغيير المناهج الدراسية وإمكانية تعاطي طلبة الحويجة مع هذا الإجراء تفيد المصادر، إن الأهالي رفضوا تدريس أولادهم بهذه الطريقة معتبرين أنها مسألة وقتية لحين استباب الأمن في المنطقة.
وأن أهالي الطلبة الرافضين لهذه المناهج أغلبهم نزحوا باتجاه مدينة كركوك من أجل الحفاظ على سلامتهم وتجنب العواقب التي يمكن أن تحدث لهم في حال بقائهم في الحويجة.
وقال مصدر تربوي في الحويجة أن هناك بعض الطلبة مجبرين على التعاطي مع إجراءات داعش بما يخص تغيير المناهج، لكن ذلك لن يدوم طويلا.