مدارات

الحزب الشيوعي الفنزويلي: غلاة الرجعيين يحاولون تخويف القوى الثورية

رشيد غويلب

يتفاقم إرهاب اليمين المتطرف في فنزويلا، ضد قوى التحالف اليساري الحاكم، فبعد افتعال التظاهرات، واستخدام العنف ضد قوات الشرطة، ومؤيدي حكومة الرئيس مادورا، وفشل حملة افراغ السوق المحلية من الحاجات الآساسية للناس. بدأت هذه القوى باللجوء الى عمليات القتل المباشر، واحراق الأبنية العامة.
وفي هذا السياق جرى في الاول من الشهر الحالي،اغتيال النائب عن الحزب الاشتراكي الموحد في البرلمان الوطني، وشريكة حياته في دارهم،و قامت عصابة اجرامية مجهولة رسميا، في الحادي والعشرين من تشرين الاول الحالي، بإحراق احد المقار الرئيسية للحزب الشيوعي الفنزويلي في العاصمة "كاركاس"، والذي تتواجد فيه ايضا القيادة الوطنية للشبيبة الشيوعية. وحسب تقارير اعلامية كان يتواجد في المقر ساعة تنفيذ الجريمة خمسة من اعضاء الشبيبة، الذين كانوا يعدون لنشاط اعلامي، ورفيقان من الحزب الشيوعي، وقد اصيب احدهم بجروح، ونقل على اثرها للمستشفى، فيما ادت الجريمة الى احراق المبنى بالكامل، وتدمير محتوياته.
وكما جاء في تصريح صحفي للحزب الشيوعي الفنزويلي،فقد استطاع المتواجدون في البناية حماية انفسهم من النار والدفاع عن البناية لحين وصول قوات الشرطة وفرق اطفاء الحرائق. وحمل "ارنستو فيليغاس"، رئيس الحكومة المحلية للعاصمة الفنزويلية، ونائب سكرتير منظمة العاصمة في الحزب الاشتراكي المتحد، على موقعه في التوتر، المعادين للشيوعية، واليمين القومي مسؤولية الجريمة، ووعد بتوفير الاموال اللازمة لاصلاح المبنى. واعلن ان رئيس الجمهورية "نيكولاس مادورا" اصدر قرارا سريعا باجراء التحقيق اللازم، واضاف "اننا متأكدون ان ما حدث هو حلقة جديدة في سلسلة جرائم الفاشيين ضد الشيوعيين في تاريخ فنزويلا"، وعبر عن قناعته ان هذا الهجوم جاء ايضا لان "الحزب الشيوعي عزز ارتباطه بالافكار والممارسات الثورية الجارية في البلاد".
من جانبه قارن "كارلوس فلمير" ،سكرتير لجنة العلاقات الاممية في قيادة الحزب الشيوعي، ما حدث بهجوم الفاشيين الأوكرانيين على مقر النقابات العمالية في مدينة أوديسا في الثاني من آيار الفائت، والذي ادى، وفق المعلومات الرسمية الى وفاة 40 نقابيا. وفي بيان لاتحاد الشبيبية الشيوعية اكد على "ان هدف هذه الجريمة هو اثارة الخوف في صفوف الناشطين من الشبيبة والطلبة الثوريين"، واضاف البيان الذي نقلته وسائل الاعلام الرسمية، ان المسؤولين عن هذا الهجوم هم من" المرتزقة والمليشيات المسلحة العاملة في خدمة اليمين المتطرف"، والتي قامت الاشهر الفائتة بتنفيذ جرائم متنوعة.
يذكر ان التحقيقات التي جرت بعد مقتل نائب البرلمان اليساري وشريكة حياته كشفت، وبموجب اعترافات منفذي الجريمة، انهم نفذوا جريمتهم لصالح مليشيات يمنية مسلحة ناشطة في كولومبيا المجاورة، ولهذا يربط الكثير من المسؤولين الرسميين، والمتابعين بين جريمة الاغتيال وعملية حرق المقر الشيوعي.
وكان المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفنزويلي قد اصدر بيانا ضافيا شرح فيه تفاصيل الحادث، وركز على التحليل، الذي خرج به اجتماع مشترك للمكتب السياسي للحزب، وسكرتارية اتحاد الشبيبة، عقد في اليوم الذي تلا وقوع الجريمة ومما جاء فيه"ان هذه الجريمة تؤكد ما كرره الحزب في مناسبات عدة بخصوص خطط القوى الاكثر تطرفا ورجعية في صفوف اليمين ، الهادفة الى تخويف القوى الثورية، واضعاف معنويتها، وبالتالي الانقضاض عليها". وطالب المكتب السياسي الجهات المسؤولة بالبدء بتحقيقات سريعة، لتحديد الجناة ومعاقبتهم. ودعا المكتب السياسي منظمات الحزب، واتحاد الشبيبة، وجميع ثوريي البلاد للوقوف صفا واحد للدفاع عن وتعزيز التغييرات الثورية الجارية، والتحلي باليقضة الثورية القائمة على القناعة بعدالة القضية التي يستمر النضال من اجلها.