مدارات

البرازيل.. روسيف تفوز ثانية برئاسة الجمهورية

رشيد غويلب

فازت رئيسة جمهورية البرازيل "ديلما روسيف" في جولة الانتخابات الثانية التي جرت يوم الأحد الفائت، وتمكنت روسيف وهي مرشحة تحالف اليسار، الذي يقوده حزب العمل البرازيلي من الحصول على 51.64 بالمئة من الأصوات، فيما حصل منافسها "ايسيو نيفيز" مرشح الحزب الاجتماعي الديمقراطي البرازيلي المدعوم من اوسع تحالف لقوى اليمين، ومن الاسواق المالية العالمية ، على 48.6 بالمئة من الأصوات. وبلغ فارق الأصوات بين المتنافسين 3.4 مليون صوت، وهو اقل فارق بين متنافسين على الرئاسة في تاريخ الانتخابات في البرازيل. وبهذا ستقود روسيف البرازيل في فترة رئاسية ثانية تمتد الى عام 2020 .
وحققت "روسيف" افضل نتائجها في ولايات شمال شرق البرازيل، وهي الولايات الافقر في البلاد، فيما حصل منافسها على نتائج جيدة في ولايات الجنوب البرازيلي. وفي اول خطاب لها لتوجيه الشكر للناخبين بعد اعلان انتصارها، عبرت رئيسية الجمهورية عن استعدادها للحوار، وعن قناعتها بوحدة البرازيل قائلة " أعتقد أن هذه الانتخابات أنتجت، في العديد من الأماكن أفكارا ومشاعر مختلفة، لكنها أوصلتنا إلى شعور مشترك في البحث عن مستقبل أفضل". ووعدت الزعيمة اليسارية، باعطاء الأولوية للإصلاح السياسي في برنامج الحكومة الجديدة، ومواجهة الفساد بشدة. من جانبه هنأ مرشح اليمين المهزوم في مكالمة هاتفية روسيف على انتصارها. وفي كلمة قصيرة له في مسقط رأسه، شكر نيفيز ناخبيه وقال: "لقد كافحت بشكل جيد". وخاض المتنافسان معركة انتخابية شرسة، على خلفية استقطاب سياسي واجتماعي شديد الحدة شهدته البلاد غداة وأثناء الحملات الانتخابية. وفي الأيام الاخيرة حاولت مؤسسات الاعلام التي يهيمن عليها اليمين وتمتلك نفوذا هائلا، والمدعومة من الولايات المتحدة الامريكية، حاولت بواسطة حملة واسعة من الاتهامات التأثير على التفوق النسبي الذي تمتعت به رئيسة الجمهورية في آخر استطلاعات للرأي الامر الذي دفعها الى تحفيز قوى اليسار والتقدم، وطلب مساعدتها في هذه المعركة الفاصلة، والتي حددتها على النحو الآتي: اما العودة الى سنوات الليبرالية الجديدة والتحالف مجددا مع الولايات المتحدة الامريكية، ، وبالضد من مصالح اكثرية البرازيليين، واما الانتصار والاستمرار في تعميق التجربة التقدمية التي بدأها حزب العمل وحلفائه منذ 12 عاما. وقد دفع نداء "روسيف" الكثير من نقادها في معسكر اليسار، والحركات الاجتماعية التقدمية الى تجاوز نقاط الخلاف والنزول بقوة الى الشارع. وفي هذا السياق اصدر اكثر من 3 آلاف شخصية سياسية وثقافية نداء للتصويت لصالح رئيسة الجمهورية، وشمل طيف الموقعين على النداء قادة سياسيين، واكاديميين، وشخصيات من حركة "لاهوت التحرير"، وممثلين بارزين في الحركات الاجتماعية ذات التأثير الكبير في الشارع السياسي.
وفي جميع انحاء البرازيل احتفل انصار "روسيف" ومؤيدوها بهذا الانتصار الهام، وتجمع الآلاف في مركز مدينة "ساوباولو، وقالت احدى المشاركات في التجمع الاحتفالي: "ان نيفيز يمثل طغمة اليمين في البلاد، ولهذا خسر الانتخابات".
وكانت اولى التهاني بالانتصار الانتخابي قادمة من الرئيسة الارجنتينية كريستينا فرنانديز كريشنر، والرئيس البوليفي ايفو موراليس ، ورئيس جمهورية الإكوادور رافاييل كوريا، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي وصف الانتصار بأنه انتصار لشعوب أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وكذلك هنأ روسيف والشعب البرازيلي رئيس جمهورية السلفادور سلفادور سانشيز سيرين، معتبرا يوم الانتخابات "عيدا للبرازيل وامريكا اللاتينية"، واضاف "لقد قررت شعوبنا مواصلة بناء رفاهيتها وسعادتها". وستواجه رئيسة الجمهورية المنتخبة صعوبات في التعامل ، مع الاكثرية اليمينية في البرلمان. وهي مشكلة قديمة جديدة عانت منها التجربة البرازيلية منذ انطلاقتها الاولى عام 2002 بقيادة زعيم حزب العمل، ورئيس الجمهورية السابق لولا، وكانت احد اهم الاسباب في عدم تحقيق منجزات اعمق لصالح ملايين من فقراء وشغيلة البلاد.