مدارات

أوروغواي.. مرشح اليسار يفوز بجولة الانتخابات الأولى

رشيد غويلب

تتواصل نجاحات قوى اليسار الإنتخابية في امريكا اللاتينية، فبعد الفوز الكاسح للرئيس البوليفي والانتصار الهام الذي حققته رئيسة جمهورية البرازيل ديليما روسيف في جولة الانتخابات الثانية، شهد يوم الاحد الفائت انتصاراً آخر حققه تاباريه فاثكيث رئيس جمهورية الأروغواي السابق، ومرشح جبهة "أمبليو" اليسارية، التي تقود السلطة في البلاد منذ عام 2004.
فبعد فرز أكثر من 97 في المائة من الاصوات في الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية، حصل " فاثكيث" على 47 نسبة في المائة. وبهذا سيخوض الجولة الثانية الحاسمة في 30 من تشرين الثاني المقبل ضد منافسه مرشح الحزب القومي اليميني لويس لاكال.
وسيخلف فاثكيث الرئيس الحالي خوسيه موخيكا، المعروف بتواضعه وزهده، والذي لا يجيز له الدستور الترشح لولاية رئاسية ثانية على التوالي. وحل ثالثا مرة أخرى بيدرو بوردابيري مرشح "حزب كولورادو" ، بحصوله على 14 في المائة، وقد اعلن فور معرفة النتائج الاولية انه سيدعم مرشح اليمين في جولة الانتخابات الثانية. وشهدت الانتخابات نسبة مشاركة عالية من مجموع الناخبين البالغ 2.6 مليون، لان القانون يلزم المواطنون بالاشتراك في عملية الاقتراع، ويعاقب االمقاطعين بغرامة مالية.
وفي تجمع احتفالي، شارك فيه الآلاف من انصار اليسار في اوروغواي،عبر تاباريه فاثكيث عن سعادته بالنتائج المتحققة، وشكر انصاره وناخبيه قائلاً: " سوف نبني بلدا لجميع المواطنين، بلدا للعدالة والتضامن، والإنسانية، وحتى النصر".
وعبر الزعيم اليساري عن تفاؤله في كسب جولة الانتخابات الثانية واضاف: "ما زالت فرصنا قوية لتشكيل الحكومة المقبلة".
والى جانب انتخابات الرئاسة في اوروغواي، جرت انتخابات جناحي السلطة التشريعية، وحيث لم تستطع جبهة اليسار الدفاع عن الأكثرية المطلقة التي كانت تتمتع بها في مجلس النواب. ولكنها احتفظت بـ 49 في المائة من مقاعد المجلس، بعد ان خسرت بعض مقاعدها لحزبين يساريين صغرين، ولحزب انصار البيئة الذي حصل لاول مرة على مقعد في البرلمان. اما الاكثرية في مجلس الشيوخ فستحدد في جولة انتخابات ثانية ايضا، تجري في الثلاثين من الشهر المقبل كذلك.

وقد فشلت المعارضة ايضا في الفوز باستفتاء عام، جرى في نفس اليوم، طالبت فيه بخفض سن المسئولية الجنائية من 18 الى 16 عاما. فقد حصل مشروع المعارضة على 46 في المائة من الاصوات فقط. وجاءت هذه النتيجة مناقضة لما تنبأت به استطلاعات الرأي التي سبقت اجراء الاستفتاء.
وجاء نجاح المرشح اليساري على خلفية المنجزات التي حققها في دورة رئاسته الاولى في سنوات 2005 - 2010 ، حين نجح في تطوير اقتصاد البلاد، و في تنفيذ برنامج للضمان الاجتماعي. كما انه افاد من الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها رئيس الأورغواي الحالي خوسيه موخيكا، الذي عمق ووسع منجزات سلفه في الجوانب الاجتماعية، وفي مجال حريات الافراد الشخصية، فضلا عن نجاحه في تطوير علاقات بلده الخارجية. وبهذا رفع من جماهيرية جبهة اليسار في اوساط المواطنين. وقد رشح موخيكا لعضوية مجلس الشيوخ في هذه الدورة، التزاما منه بالدستور.
وفي المقابل يؤكد مرشح اليمين، وهو ابن آخر رئيس محافظ حكم الأوروغواي ، على العودة الى التحالف مع الولايات المتحدة، وتشجيع عمليات خصخصة الاقتصاد.
وخلال الحملة الانتخابية ذكرت "جبهة اليسار بالانجازات التي حققتها في الدورتين الرئاستين السابقتين. وبهذا الخصوص جاء في برنامج الجبهة "وصلنا الى السلطة ومعدل الديون الفردية للمواطن يبلغ أعلى مستوياته في العالم، مع ركود اقتصادي مزمن ادى الى خلق اعلى مستويات للفقر في البلاد".
وفي المقابل استطاع اليسار خلال عشر سنوات خلق نمو مستدام للناتج المحلي الإجمالي، وزيادة حقيقية في الأجور والرواتب التقاعدية، ومكافحة البطالة، والتوسع في السياسات الاجتماعية لمكافحة الفقر والبؤس."
ومن المعروف ان جميع البرامج الانتخابية لمرشحي حكومات اليسار في امريكا اللاتينية تبدأ بالاشارة الى المنجزات التي حققتها، ومقارنتها بالواقع المريع الذي كان يسود هذه البلدان في حقبة سيادة الليبرالية الجديدة.