مدارات

التعليم ركيزة اساسية في بناء أمن المجتمع، ووحدته وسلامته / نعمت الآغا

ان التغييرات الجسيمة والمتلاحقة، التي شهدها العالم في بداية الألفية الثالثة، قد قلبت الموازين العالمية والاقليمية في مختلف مناحي الحياة، فالتقدم العلمي والتكنولوجي المذهل، ادى الى اتساع نطاق المعرفة، والى تراكمها وتشعبها وتعدد فروعها، وزيادة مدة التخصصات. وبالرغم من ذلك اصبح التقدم العلمي يتم عن طريق تعاون عدد كبير من العلماء من اختصاصات مختلفة، ودول متعددة، هادفين الى توفير الاجواء المناسبة لاستيعاب المستحدثات التكنولوجية وجعلها في خدمة العملية التعليمية، وبالتالي استثمار نتائجها في التطور التنموي والاجتماعي والاقتصادي. فالتعليم الجيد والمتطور هو التعليم الذي يهدف الى تنمية مهارات الحصول على المعارف المتنوعة واستخداماتها المنتجة، هو الذي يخلق جيلا متعلما متسلحا بقيم البحث والمعرفة والتفكير المبدع وقيم الديمقراطية والمهارات الفذة المتنامية.
* مما تقدم يتطلب الامر من جميع المواطنين الذين لهم صلة بالتعليم من ابناء وآباء وامهات، ومعلمين وتربويين، ورجال فكر ومثقفين وساسة واعلاميين، خاصة بعد ان وصل التعليم عندنا لمراحل من التخلف لا نريد ان نخوض باساليبها. عليهم ان يطالبوا وبالحاح بأعادة النظر بصورة جذرية في اصلاح النظام التعليمي، منهجا وطرق تدريس، ونشاطات صفية ولا صفية، وفي اساليب التعامل من قبل الادارات والمعلمين مع الطلبة. بما يتفق وارساء قاعدة تعليمية متطورة، تشجع الابتكار والبحث العلمي وتساهم في ربط العملية التعليمية، بعملية التنمية الشاملة في البلاد واهدافها الكبرى.
* ومن الضروري تضمين قيم السلام والديمقراطية في المناهج الدراسية، فأنه يساعد على تنمية الوعي السياسي للدارسين، ويعزز ارتباطهم بالوطن وخاصة عندما نضع استراتيجية تربوية، تحقق التكامل بين المؤسسات التربوية والاعلامية والثقافية، في اطار مفهوم ثقافة الديمقراطية والسلوك الديمقراطي، وتتيح المواطن الديمقراطي القادر على تلبية متطلبات التنمية وبناء الوطن الديمقراطي.
* ان ظروفنا الآنية تحتاج الى سياسة تعليمية جادة لتنمية ثقافة ديمقراطية، تقوم على تنمية الوعي السياسي لدى الطلبة وكل شبيبة الوطن وتنمية ثقافتهم الديمقراطية، وتأكيد دور التربية في دعم مفهوم السلام الاجتماعي القائم على اساس الوفاق الوطني والوحدة الوطنية كركيزة اساسية في بناء امن المجتمع وتقويته، وتأكيد الروابط مع قيم الانتماء الوطني والقيم الاخلاقية في بنية ثقافة الديمقراطية، وتنمية القدرات العقلية للشبيبة لنستطيع تحقيق مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وتثبيت الأمن الوطني والسلام الاجتماعي.