مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978- 1989 ) "1" / فيصل الفؤادي

الاهداء

(لو رأيت الجميع ضدك والالوان غير لونك والكل يمشي عكسك لا تتردد , امشي وراء قلبك وتمسك بمبادئك و لا تأبه لهم حتى وان اصبحت وحيدا لا تتردد فالوحدة افضل من أن تعيش عكس نفسك لارضاء غيرك).

جبران خليل جبران

الفهرست
- تمهيد ص 1-6.
- المقدمة ص 6 – 13.
1- تأسيس قواعد الأنصار في كردستان العراق ص 14- 39.
2- القوى والأحزاب القومية في منطقة (ناوزنك). ص 40 - 57.
3- قواعد الأنصار والوضع العسكري والتنظيمي والإداري،
- التنظيم المحلي - التموين والارزاق- السلاح – الاتصالات - السجون – الطبابة. ص 40- 96.
4- تجربة النصيرات الشيوعيات.ص 97- 105
5- العمليات العسكرية للأنصار. ص 106- 253 .
6- الأسلحة الكيمياوية وحلبجة. ص 260- 266
7- العلاقة مع الجماهير – الحصار الاقتصادي.ص 267- 277
8 - الإنتفاضات – 278- 288
9- تهجير القرى والمواطنين. ص 289-294
10 - الحرب العراقية الإيرانية وتأثيراتها على العمل الأنصاري. ص 294 300.
11 - محطات داعمة للعمل الأنصاري. ص 301-317 .
12- إعلام وأدب الحركة الأنصارية. ص 318 - 335.
13- دور مخابرات النظام الدكتاتوري ودور الجحوش. ص 336 – 365 .
14- التحالفات السياسية (جبهة جود وجوقد). ص 366- 380.
15- قرار الحزب في الكفاح المسلح، الأسلوب الرئيسي 1981، إجتماعات اللجنة المركزية الأعوام 1982، 1984، 1985، 1986 و1988. ص 382 – 431.
16- بشتاشان – 432 -464
17 - الهجوم التركي على مواقع الأنصار. ص 465-470 .
18- الخروج من كردستان – والأنفال ص 471 – 489 .
- أمور أخرى في الحركة الأنصارية. ص 490-526 .
نفسية الانصار- خاتمة التجربة الأنصارية-
اسماء شهداء جريمة بشتاشان 1983.
الفهرست- ص 527
تمهيد
لا يستطيع أيّ شخص ولا جهة معينة أن يحدد بالدقة يوم إنطلاق الحركة الأنصارية الشيوعية في كرستان العراق، إذ لم يحدده أيّ اجتماع ما لهيئة أو مجموعة. حيث بادر أفراد ومجموعات من أعضاء الحزب بالتوافد إلى الجبل قادمين من جميع أنحاء العراق هاربين من إرهاب السلطة الدكتاتورية, وأرادوا أن يثبتوا لهذا النظام موقف الشيوعيين من تصرفاته الهمجية.
ففي تشرين الثاني من عام 1978 بدأت مجموعة من الرفاق القياديين والكوادر وأعضاء في الحزب التوافد إلى كردستان وبالذات الى سهل كويسنجق حيث إلتقت بمجموعة من الحزب الإشتراكي الكردستاني والأحزاب الكردية الأخرى, وكونت مفارز صغيرة تجوب السهل، وبعد انتقالها الى الحدود العراقية الايرانية بنت لها مقرًا في أطراف الجبال في وادي ناوزنك، ومالبثت أن التحقت مجاميع أخرى بهذا المقر لتصبح قوة توضع في الحسبان , برغم قلة الأسلحة التي كانت بحوزتها ناهيك عن رداءة نوعيتها.
وتشير أغلب كتابات الأنصار الشيوعيين (أحمد باني خيلاني، وبهاء الدين نوري, وتوما توماس, وكريم أحمد وغيرهم) إلى أن بدايات الحركة غير معروفة وهي مبادرات مرهقة وبدائية جابهتها ظروفًا في غاية الصعوبة من حيث الحياة المعيشية والطقس وصعوبة نقل الأرزاق والاكساء. . . الخ.
كان مناضلوا الحزب الشيوعي العراقي يدركون حقيقة واحدة ألا وهي ضرورة الصمود في سبيل حزبهم وشموخه أمام همجية السلطة، وكان الحلم والامل يراودهم في أن يبقى الطموح خالدًا بضمير الفقراء من العمال والفلاحين والكسبة والمثقفين وغيرهم من أبناء شعبنا.
إن كتابة تأريخ الحركة الأنصارية للحزب الشيوعي تحتاج إلى جهد استثنائي, وجهد جمعي يسعى لتلافي النواقص. وهذا يعتمد بالأساس على مذكرات الأنصار الذين عاشوا المرحلة وخاصة من الأوائل، ويعتمد على اللقاءات لتذكيرهم بتلك السنوات وصعوبات البداية بكل تجلياتها ودور الحزب في دعم هذه الجهود ماديًا ومعنويًا واعلاميًا.
كما أشرت فإن كتابة تاريخ الحركة الأنصارية بحاجة إلى معلومات من تلك المجاميع التي عاشت في مقرات ومفارز تلك القواعد وخاضت العمليات العسكرية في حينها، والكتابة عن حياتهم وطعامهم واكتسائهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ووجودهم في تلك المقرات وأسلوب معيشتهم ومشاكلهم واَمالهم وطموحاتهم. وأعتقد أنّ تأريخ الحركة الذي جاوز العشر سنوات بحاجة الى كتابة عدة أجزاء لتوثيق النضال المسلح، لابراز ما قام به المئات من النساء والرجال ممن كانوا يحملون فكرًا وقضية. فقد ضمت تشكيلات الحركة الأنصارية السياسيين والمثقفين والطلبة وخريجي المعاهد والجامعات وحرفيين وأصحاب مهن مختلفة وغيرهم، منهم الطبيب والمهندس والطيار والعالم والعامل والفلاح والأديب والرسام والصحفي، كلهم ينتمون إلى هذا الخليط المتنوع لشعبنا ففيهم المسلم والأيزيدي والصابئي والمسيحي والأرمني وكذلك التركماني والكردي والعربي.
كما تحتاج تأرخة الحركة الأنصارية للكتابة عن الظروف التي ولدتها ومشاركة القوى والأحزاب الكردية في العراق والمنطقة وتأثيرها، وعملية التجإذبات بين أطرافها، ومكانة الشعب الكردي ومدى تلاحمه ودعمه للحركة ككل خاصة حركة الأنصار الشيوعيين، اضافة عن طبيعة وجغرافية المنطقة ومدى الإستفادة من تكوينها الطوبغرافي في التحقيق المادي لغايتها المستقبلية.
إضافة الى ذلك لابد للبحث أن يمرّ على تفاصيل مهمة منها، مدى تأثير مؤسسات السلطة على مجمل العمل الأنصاري والنضالي للپيشمه رگة ودور مخابرات النظام الدكتاتوري في التأثير الكبير على الحركة للحد منها وكذلك دور الجحوش (الفرسان) والأفواج الخفيفية التي ساعدت وساندت النظام المذكور في التصدي لنضال القوى الوطنية والقومية ومحاولة التخفيف من وطأتها على النظام وقواه المساندة.
ثم محاولة فهم موقف دول الجوار (إيران, وتركيا, وسوريا) وأنظمتها السياسية وموقفها من الحركة الأنصارية خاصة والحركة الشيوعية عامة، ومدى التدخلات فيها وتأثيراتها على الموقف السياسي والنضالي للحركة ككل، بما فيها القواسم المشتركة والمساعدة والمواقف المعادية. هذا المثلث الذي أعتقد أنه قد ساهم في (تأخير) و(تطوير) عملية الكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري.
في الوقت نفسه لا يمكن أن نكتب هذا التأريخ بدون معرفة موقف القوى والأحزاب الكردية المعارضة في هذه البلدان الثلاثة والتي كان لبعضها دور إيجابي مثل : الأحزاب الإيرانية (الكوملة, وحدكا ,وفدائي خلق, وتوده)، والأحزاب الكردية التركية (الاي رزكاري ,وداده قده, وكوك, وحزب العمال الكرستاني التركي).
ولا بد من الإشارة إلى أن موضوعات تأريخ الأنصار متداخلة مترابطة بشكل لا يمكن أن تفصل بينها بشكل كامل، خاصة بين تأسيس القواعد المسلحة والتشكيلات العسكرية والمحطات والعمل العسكري (العمليات) وقرارات اللجنة المركزية للحزب وتطورات الوضع السياسي والحرب العراقية الايرانية وغيرها.