مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978- 1989 ) "5" / فيصل الفؤادي

   كانت أهداف محاولات الصعود الى الجبل تكمن في الخلاص من الهجمة الشرسة للنظام الفاشي، وإيجاد مكان آمن لاختفاء الرفاق، ولا يمكن أن تجد رفيقًا بدون إنذار حزبي في أغلب تنظيمات الإقليم، وكانت المناطق الحدودية مع إيران هي المناطق الآمنة لوجهة الحزب وتأمين السلاح للرفاق الأنصار المتواجدين والمتوقع وجودهم.
من جانبه يشير أحمد باني خيلاني(أبو سرباز) إلى أنه: " – عندما وصلت إلى مهاباد كان الرفيق محمود عباس عضو مجلس التشريعي قد وصل... جالبًا معه أسلحته وبالنسبة للرفاق الآخرين مثل دلزار وأبو تارا قد وصلا كلّ بطريقته الخاصة. وفي اليوم التالي عدت إلى مهاباد وفي تلك الفترة عاد من الخارج كلّ من الرفاق بهاء الدين نوري وملا علي ورفيق صابر وأبو حاتم وفوجئوا بوجود مقر لنا في مهاباد وكذلك في ناوزنك، وقد وصلوا مهاباد بمساعدة ورفقة المرحوم كريم حسامي"[1].
كان مهمًا إيجاد الملإذ للرفاق من مسؤولية الحزب برغم الوضع المربك لجميع التنظيمات. ولكن قيادة الحزب لم تطرح أيّ قرار صائب يساعد التنظيم الحزبي على إيجاد مخرج لإنقإذ الرفاق.
   أما قادر رشيد (أبو شوان) فيكتب في مذكراته أنه : "في بداية سنة 1979 بادرت كوادر قيادية من الحزب الشيوعي العراقي، وبالذات منطقة إقليم كردستان بعد التخلص من التحالف مع حزب البعث العراقي، التوجه إلى الجبال للتهيؤ والاستعداد للحرب التي أعلنها النظام العراقي والدفاع عن تنظيمات الحزب، حرب عادلة من قبلنا وظالمة من قبل النظام، من أجل الدفاع ليس عن وجود الحزب فحسب وإنما عن الشعب ". ويضيف: "بعد عودتي من ناوزنك وحسب الإتفاق السابق معهما وصل أبو جوزيف وأبو حكمت وعقدنا إجتماعًا خاصًا لدراسة وضعنا وقررنا تسمية هيئتنا (هندرين-تيمنا بمعركة هندرين التي خاضها الأنصار الشيوعيون في أيار 1966 وانتصروا فيها على القوات الحكومية). تشكلت من رفاق قيادة منظمة الإقليمالذين بعضهم أعضاء في اللجنة المركزية للحزب وبعضهم ممن شارك في العمل الأنصاري في عام 1963 و1970, وأن يبقى أبو حكمت معنا ويعود أبو جوزيف إلى ناوزنك كمسؤول عن القاعدة ويساعده أبو آسوس في العلاقات، وكذلك نفكر بإرسال ملا علي إلى منطقة سليمانية في وقت لاحق وإلى أن يتبين وضع رفاقنا الباقيين". ويواصل قادر رشيد قائلا إنه "يعتبر يوم 9/1/1979 هو بداية تأسيس قاعدة ناوزنك العسكرية "[2].
يقصد الاجتماع الذي ضم الرفاق أبو سرباز وجلال الدباغ ونائب عبد الله وأبو حكمت إضافة قادر رشيد في بيت أخ جلال الدباغ السيد كمال الدباغ.
واستنادا إلى المعطيات السابقة التي وردت على لسان أكثر من متحدث يمكن الإستنتاج أن هذه المجموعة مع الرفاق: فاتح رسول أحمد باني خيلاني وتوما توماس وفتاح توفيق فتاح (ملا حسن) وبعض الكادرات الحزبية من تنظيمات السليمانية والموصل هم من قرر بناء قواعد للأنصار والتي انتشرت في عام واحد أو أكثر قواعد الأنصار للحزب الشيوعي العراقي خاصة بعد اجتماع اللجنة المركزية في تموز 1979 في براغ ورفع شعار (في سبيل جبهة وطنية ديمقراطية لإنهاء الحكم الدكتاتوري وإقامة نظام ديمقراطي في العراق).
   وهذا يعني أن الحزب تخلى عن النضال السلمي الذي أصبح أحد الأساليب النضالية مع أسلوب الكفاح المسلح ,فقد اجتمعت اللجنة المركزية في تموز 1979 في براغ وبحضور 16 من اصل 40 عضو لجنة مركزية ورفعت الشعار الجديد, على ضوءه إتخذت جملة من القرارات منها: التوجه إلى المناطق الجبلية في كردستان لتكوين قواعد ومقرات لتجميع الأنصار والبدء في عملية النضال المسلح وغيره ضد النظام الدكتاتوري. (ثمة تفاصيل أكثر عن الاجتماع في فصل قرارات الحزب في استخدام الكفاح المسلح)[3].
لقد تواجدت مجموعة من الرفاق في سهل كويسنجق بعد ان التقوا مع مفرزة من الحزب الاشتراكي الكردستاني , وقد جابوا قرى السهل بمفارز صغيرة قبل صعودهم الى وادي ناوزنك.
يشير القائد الانصاري توما توماس الى : (في اليوم نفسه 15 /12 غادرت الموصل إلى بغداد، حيث التقيت بأحد الرفاق في المكتب السياسي وكان يتهيأ لمغادرة العراق. طلبت منه تزويدنا بتعليمات الحزب وما هي الوجهة، وهل يمكن التفكير جديًا بإيجاد قواعد عسكرية في كردستان. وكالعادة لم أحضَ من الرفيق بأيّ جواب واضح ومقنع، بل اكتفى بإخباري "بأن الرفيق أبو سرباز في كردستان، وإذا ترغب أذهب إليه وتفاهم معه". أبلغته بوجود (80) رفيقًا في ريف القوش في وادي او تلال(كند) قرب دوغات، بانتظار قرار الحزب بالمباشرة في العمل. فاستغرب الرفيق إستعدادهم للقتال دون أن يملكوا أيّة أسلحة . قلت له: "إن ثورة كوبا ابتدأت بأثني عشر مقاتلاً فقط، كلّ شيء ممكن. ما نحتاج إليه حاليا هو القرار[4]."
لقد أشرت في موضوعة الصعود إلى الجبل إلى أن الآراء والاجتهاداتالمختلفة التي ظهرت في تصرف بعض الرفاق والمنظمات بدافع الحرص على رفاقهم وعلى التنظيم، وكان بعضهم يعيش في صراع داخلي بين موقف النظام واعتقاله للرفاق في أغلب منظمات الحزب وبين موقف الحزب الذي لم يعلن بسبب سرعة تنفيذ خطة البعث في تشتيت التنظيم وبالتالي انهاء الحزب بصورة كلية والى الابد. أنذاك كلفت مجموعة من الرفاق بالبحث عن الرفاق في القرى والنواحي والمدن الصاعدين للجبل وتجميعهم وإيصالهم إلى المناطق التي تجمع فيها الأنصار (ناوزنك).
ويشير أحد الرفاق الانصار (توفيق يزيدي)[5]إلى (كنا حوالي 24 رفيقًا، لا نملك غير قطعتين إنكليزيتينقديمتين وبعض المسدسات، تركت القطعتين في بيتنا حيث أرسلتها بيد أحد معارفي عمره خمسون عأما لأننا لا نريد أن يأتي معنا إلى الجبل وهو بهذا العمر, ولعدم قدرته على المسير الطويل, لهذا تم إرجاعه، ولكن ولطول فترة مكوثنا في وادي كنده وقراها باعذره ودوغات, لم نحتمل هذه الفترة فغادرنا الجبل) ورجعوا الى مناطق سكناهم , واعتقد هذه الفترة كانت في الفصل الاخير من 1978 . وفي فترة لاحقة في 21/ اذار 1979 غادرت مجموعة من الرفاق من منظمة نينوى الى مقر الاقليم في اربيل لمعرفة قرار الحزب والموقف من ممارسات النظام ، وبحجة الإحتفال بعيد نوروز وصلوا إلى قاعدة ناوزنك بنهاية ليلة 31 آذار عيد تأسيس الحزب.
إن خصوصية التنظيم في المناطق القريبة من الجبل (كردستان) أو المنظمات التي تقع من ضمن إقليم كردستان، تحظى بسهولة الصعود والإختفاء، لقربها ولما تملكه من كوادر انصاريةوعسكرية لسنوات خلت، ولهذا تراها تبادر في إيجاد ملجأ للاختفاء وإبعاد التنظيمات عن أخطار الانظمة الدكتاتورية والرجعية، كما حدث في عام 1963 و1970 وغيرها.
أما بخصوص الرفيق أبو سرباز فقد كان مكتب الإقليم قد أرسله نهاية 1978 إلى المنطقة الحدودية للإلتقاء بجلال الطالباني لبحث إمكانية تواجد رفاقنا هناك، في حالة إضطرار الحزب لذلك. ولنفس الغرض تمّ تكليف الرفيق يوخنا توما سكرتير محلية دهوك لإيجاد صله مماثلة مع مسؤولي القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة الحدود مع تركيا، إلا أنه لم يوفق بالالتقاء بأحد, رغم أن قرارًا من القيادة المؤقتة كان قد صدر إلى مسؤول المنطقة محمود يزيدي بمساعدة الشيوعيين إذا توجهوا إلى المنطقة، إلا أن محمود يزيدي كان قد استشهد قبل وصول رفيقنا اليه.
   وبشان عملية بناء القواعد والحصول على الاسلحة فإنه يمكن القول إن العملية برمتها لم تكن سهلة اذ "بعد إعلان قيادة الحزب الشيوعي عن سياستها الجديدة (من الجبهة إلى الجبل) قررت لجنة هندرين للإقليم إنشاء قواعد عسكرية لحركة الأنصار في مناطق مختلفة داخل أراضي كردستان المحررة من سيطرة النظام لتوسيع مهمات الكفاح العسكري والتصدي لسياسة النظام العراقي الدموي ومن أجل إسقاطه، وتحرير أرض الوطن من براثنه... (وقد بدأنا بإنشاء قواعد عسكرية في (ناوزنك) بمساندة الإتحاد الوطني الذي أهدى رفاقنا 6 قطع سلاح"[6].

[1]مذكراتي احمد باني خيلاني دار الرواد المزدهرة للطباعة 2009 ص 272
[2]
[3]تفاصيل اكثر في اجتماعات اللجنة المركزية وقراراتها, الفصل الخامس عشر.
[4]مذكرات توما توماس رقم (18) المنشورة في موقع الناس الالكتروني
[5]توفيق يزيدي كادر عسكري وحزبي ,مداخله في غرفة ينابيع العراق على البالتوك 2011.
[6]مقال من اوراق قادر رشيد النضالية المنشورة في موقع الناس الالكتروني. صدرت المذكرات على عدة حلقات، متاح على الانترنيت على الرابط التالي:
   كانت أهداف محاولات الصعود الى الجبل تكمن في الخلاص من الهجمة الشرسة للنظام الفاشي، وإيجاد مكان آمن لاختفاء الرفاق، ولا يمكن أن تجد رفيقًا بدون إنذار حزبي في أغلب تنظيمات الإقليم، وكانت المناطق الحدودية مع إيران هي المناطق الآمنة لوجهة الحزب وتأمين السلاح للرفاق الأنصار المتواجدين والمتوقع وجودهم.
من جانبه يشير أحمد باني خيلاني(أبو سرباز) إلى أنه: " – عندما وصلت إلى مهاباد كان الرفيق محمود عباس عضو مجلس التشريعي قد وصل... جالبًا معه أسلحته وبالنسبة للرفاق الآخرين مثل دلزار وأبو تارا قد وصلا كلّ بطريقته الخاصة. وفي اليوم التالي عدت إلى مهاباد وفي تلك الفترة عاد من الخارج كلّ من الرفاق بهاء الدين نوري وملا علي ورفيق صابر وأبو حاتم وفوجئوا بوجود مقر لنا في مهاباد وكذلك في ناوزنك، وقد وصلوا مهاباد بمساعدة ورفقة المرحوم كريم حسامي"[1].
كان مهمًا إيجاد الملإذ للرفاق من مسؤولية الحزب برغم الوضع المربك لجميع التنظيمات. ولكن قيادة الحزب لم تطرح أيّ قرار صائب يساعد التنظيم الحزبي على إيجاد مخرج لإنقإذ الرفاق.
   أما قادر رشيد (أبو شوان) فيكتب في مذكراته أنه : "في بداية سنة 1979 بادرت كوادر قيادية من الحزب الشيوعي العراقي، وبالذات منطقة إقليم كردستان بعد التخلص من التحالف مع حزب البعث العراقي، التوجه إلى الجبال للتهيؤ والاستعداد للحرب التي أعلنها النظام العراقي والدفاع عن تنظيمات الحزب، حرب عادلة من قبلنا وظالمة من قبل النظام، من أجل الدفاع ليس عن وجود الحزب فحسب وإنما عن الشعب ". ويضيف: "بعد عودتي من ناوزنك وحسب الإتفاق السابق معهما وصل أبو جوزيف وأبو حكمت وعقدنا إجتماعًا خاصًا لدراسة وضعنا وقررنا تسمية هيئتنا (هندرين-تيمنا بمعركة هندرين التي خاضها الأنصار الشيوعيون في أيار 1966 وانتصروا فيها على القوات الحكومية). تشكلت من رفاق قيادة منظمة الإقليمالذين بعضهم أعضاء في اللجنة المركزية للحزب وبعضهم ممن شارك في العمل الأنصاري في عام 1963 و1970, وأن يبقى أبو حكمت معنا ويعود أبو جوزيف إلى ناوزنك كمسؤول عن القاعدة ويساعده أبو آسوس في العلاقات، وكذلك نفكر بإرسال ملا علي إلى منطقة سليمانية في وقت لاحق وإلى أن يتبين وضع رفاقنا الباقيين". ويواصل قادر رشيد قائلا إنه "يعتبر يوم 9/1/1979 هو بداية تأسيس قاعدة ناوزنك العسكرية "[2].
يقصد الاجتماع الذي ضم الرفاق أبو سرباز وجلال الدباغ ونائب عبد الله وأبو حكمت إضافة قادر رشيد في بيت أخ جلال الدباغ السيد كمال الدباغ.
واستنادا إلى المعطيات السابقة التي وردت على لسان أكثر من متحدث يمكن الإستنتاج أن هذه المجموعة مع الرفاق: فاتح رسول أحمد باني خيلاني وتوما توماس وفتاح توفيق فتاح (ملا حسن) وبعض الكادرات الحزبية من تنظيمات السليمانية والموصل هم من قرر بناء قواعد للأنصار والتي انتشرت في عام واحد أو أكثر قواعد الأنصار للحزب الشيوعي العراقي خاصة بعد اجتماع اللجنة المركزية في تموز 1979 في براغ ورفع شعار (في سبيل جبهة وطنية ديمقراطية لإنهاء الحكم الدكتاتوري وإقامة نظام ديمقراطي في العراق).
   وهذا يعني أن الحزب تخلى عن النضال السلمي الذي أصبح أحد الأساليب النضالية مع أسلوب الكفاح المسلح ,فقد اجتمعت اللجنة المركزية في تموز 1979 في براغ وبحضور 16 من اصل 40 عضو لجنة مركزية ورفعت الشعار الجديد, على ضوءه إتخذت جملة من القرارات منها: التوجه إلى المناطق الجبلية في كردستان لتكوين قواعد ومقرات لتجميع الأنصار والبدء في عملية النضال المسلح وغيره ضد النظام الدكتاتوري. (ثمة تفاصيل أكثر عن الاجتماع في فصل قرارات الحزب في استخدام الكفاح المسلح)[3].
لقد تواجدت مجموعة من الرفاق في سهل كويسنجق بعد ان التقوا مع مفرزة من الحزب الاشتراكي الكردستاني , وقد جابوا قرى السهل بمفارز صغيرة قبل صعودهم الى وادي ناوزنك.
يشير القائد الانصاري توما توماس الى : (في اليوم نفسه 15 /12 غادرت الموصل إلى بغداد، حيث التقيت بأحد الرفاق في المكتب السياسي وكان يتهيأ لمغادرة العراق. طلبت منه تزويدنا بتعليمات الحزب وما هي الوجهة، وهل يمكن التفكير جديًا بإيجاد قواعد عسكرية في كردستان. وكالعادة لم أحضَ من الرفيق بأيّ جواب واضح ومقنع، بل اكتفى بإخباري "بأن الرفيق أبو سرباز في كردستان، وإذا ترغب أذهب إليه وتفاهم معه". أبلغته بوجود (80) رفيقًا في ريف القوش في وادي او تلال(كند) قرب دوغات، بانتظار قرار الحزب بالمباشرة في العمل. فاستغرب الرفيق إستعدادهم للقتال دون أن يملكوا أيّة أسلحة . قلت له: "إن ثورة كوبا ابتدأت بأثني عشر مقاتلاً فقط، كلّ شيء ممكن. ما نحتاج إليه حاليا هو القرار[4]."
لقد أشرت في موضوعة الصعود إلى الجبل إلى أن الآراء والاجتهاداتالمختلفة التي ظهرت في تصرف بعض الرفاق والمنظمات بدافع الحرص على رفاقهم وعلى التنظيم، وكان بعضهم يعيش في صراع داخلي بين موقف النظام واعتقاله للرفاق في أغلب منظمات الحزب وبين موقف الحزب الذي لم يعلن بسبب سرعة تنفيذ خطة البعث في تشتيت التنظيم وبالتالي انهاء الحزب بصورة كلية والى الابد. أنذاك كلفت مجموعة من الرفاق بالبحث عن الرفاق في القرى والنواحي والمدن الصاعدين للجبل وتجميعهم وإيصالهم إلى المناطق التي تجمع فيها الأنصار (ناوزنك).
ويشير أحد الرفاق الانصار (توفيق يزيدي)[5]إلى (كنا حوالي 24 رفيقًا، لا نملك غير قطعتين إنكليزيتينقديمتين وبعض المسدسات، تركت القطعتين في بيتنا حيث أرسلتها بيد أحد معارفي عمره خمسون عأما لأننا لا نريد أن يأتي معنا إلى الجبل وهو بهذا العمر, ولعدم قدرته على المسير الطويل, لهذا تم إرجاعه، ولكن ولطول فترة مكوثنا في وادي كنده وقراها باعذره ودوغات, لم نحتمل هذه الفترة فغادرنا الجبل) ورجعوا الى مناطق سكناهم , واعتقد هذه الفترة كانت في الفصل الاخير من 1978 . وفي فترة لاحقة في 21/ اذار 1979 غادرت مجموعة من الرفاق من منظمة نينوى الى مقر الاقليم في اربيل لمعرفة قرار الحزب والموقف من ممارسات النظام ، وبحجة الإحتفال بعيد نوروز وصلوا إلى قاعدة ناوزنك بنهاية ليلة 31 آذار عيد تأسيس الحزب.
إن خصوصية التنظيم في المناطق القريبة من الجبل (كردستان) أو المنظمات التي تقع من ضمن إقليم كردستان، تحظى بسهولة الصعود والإختفاء، لقربها ولما تملكه من كوادر انصاريةوعسكرية لسنوات خلت، ولهذا تراها تبادر في إيجاد ملجأ للاختفاء وإبعاد التنظيمات عن أخطار الانظمة الدكتاتورية والرجعية، كما حدث في عام 1963 و1970 وغيرها.
أما بخصوص الرفيق أبو سرباز فقد كان مكتب الإقليم قد أرسله نهاية 1978 إلى المنطقة الحدودية للإلتقاء بجلال الطالباني لبحث إمكانية تواجد رفاقنا هناك، في حالة إضطرار الحزب لذلك. ولنفس الغرض تمّ تكليف الرفيق يوخنا توما سكرتير محلية دهوك لإيجاد صله مماثلة مع مسؤولي القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة الحدود مع تركيا، إلا أنه لم يوفق بالالتقاء بأحد, رغم أن قرارًا من القيادة المؤقتة كان قد صدر إلى مسؤول المنطقة محمود يزيدي بمساعدة الشيوعيين إذا توجهوا إلى المنطقة، إلا أن محمود يزيدي كان قد استشهد قبل وصول رفيقنا اليه.
   وبشان عملية بناء القواعد والحصول على الاسلحة فإنه يمكن القول إن العملية برمتها لم تكن سهلة اذ "بعد إعلان قيادة الحزب الشيوعي عن سياستها الجديدة (من الجبهة إلى الجبل) قررت لجنة هندرين للإقليم إنشاء قواعد عسكرية لحركة الأنصار في مناطق مختلفة داخل أراضي كردستان المحررة من سيطرة النظام لتوسيع مهمات الكفاح العسكري والتصدي لسياسة النظام العراقي الدموي ومن أجل إسقاطه، وتحرير أرض الوطن من براثنه... (وقد بدأنا بإنشاء قواعد عسكرية في (ناوزنك) بمساندة الإتحاد الوطني الذي أهدى رفاقنا 6 قطع سلاح"[6].

[1]مذكراتي احمد باني خيلاني دار الرواد المزدهرة للطباعة 2009 ص 272
[2]
[3]تفاصيل اكثر في اجتماعات اللجنة المركزية وقراراتها, الفصل الخامس عشر.
[4]مذكرات توما توماس رقم (18) المنشورة في موقع الناس الالكتروني
[5]توفيق يزيدي كادر عسكري وحزبي ,مداخله في غرفة ينابيع العراق على البالتوك 2011.
[6]مقال من اوراق قادر رشيد النضالية المنشورة في موقع الناس الالكتروني. صدرت المذكرات على عدة حلقات، متاح على الانترنيت على الرابط التالي:
http://al-nnas.com/THEKRIAT/25rashed1.htm