مدارات

فرص اكبر لمرشحي اليسار في الولايات المتحدة الامريكية / رشيد غويلب

يتزايد عدد الامريكيين الرافضين لنظام الحزبين في الولايات المتحدة، ووصلت شعبية الكونغرس الامريكي الى مستوى متدنٍ لم تبلغه في اي وقت مضى. هذا ما أكدته كاشاما سوانت العضو اليساري في مجلس مدينة سياتل الامريكية في حوار أجرته معها جريدة "يونغه فيلت" اليسارية الصادرة في العاصمة الالمانية برلين
واشارت النائبة اليسارية الى ان الكثير من المواطنين يبحثون عن بديل لنظام الحزبين المهيمن على الكونغرس الامريكي، وان هذه الظاهرة تفتح إمكانيات متزايدة امام مرشحي اليسار. ويأتي ذلك على خلفية السمعة السيئة التي يتمتع بها الجمهوريون والديمقراطيون لدى عدد غير قليل من الناخبين في الولايات المتحدة. وتدور مناقشات حول امكانية بناء حزب يساري جماهيري. فكلا الحزبين فاقد القدرة، ولا يفكر في مواجهة الفقر المتنامي، والتمييز ضد المواطنين السود والملونين، وقمع المهاجرين، وتأثير التغيرات المناخية. وترى سوانت ان نتائج الانتخابات التكميلية الاخيرة، التي شهدت ادنى نسبة مشاركة منذ عام 1942 ، لا تعكس توجها نحو اليمن، وانما جاءت نتيجة لخيبة الامل السائدة بين الناخبين، وخصوصا الفقراء منهم، من سياسات الحزب الديمقراطي، والرئيس اوباما، الذي اعتقد كثيرون في البداية بقدرته على احداث تغيير ما. ولم يفِ الرئيس وقادة حزبه بالوعود الانتخابية التي التزموا بها امام الناخبين لكسب اصواتهم، بل جرى التخلي عنها تدريجيا. وفي الوقت نفسه تمكن المواطنون في بعض الولايات من التصويت لصالح حد اعلى للأجور، واستمرار دفع الأجور والرواتب في حالة المرض. والنتائج على العموم تؤشر حركة للناخبين نحو اليسار، وضد مصالح الرأسمال الكبير، فالناس يبحثون عن البديل، والولايات المتحدة بعيدة عن التوجه نحو اليمين المتطرف. وطرحت سوانت تجربتها الشخصية ، حيث انتخبت في العام الفائت عضواً في مجلس مدينة سياتل الكبيرة المتكون من 9 مقاعد، عن قائمة "البديل الاشتراكي"، بعد حملة انتخابية جريئة، اهتمت اساسا بمصالح الفقراء والعاملين، وعكست تطلعهم نحو بديل للحزبين الديمقراطي والجمهوري. وطالبت حملتها الانتخابية بحد ادنى للاجور مقداره 15 دولار عن ساعة عمل واحدة. وفور مباشرة المجلس الجديد اعماله، اطلقت سوانت حملة " 15 دولار الآن"، وكانت الحملة فرصة لتنشيط وتعزيز العمل المشترك بين نشطاء في النقابات، ومجموعات المبادرات، والتحالفات من اجل العدالة الاجتماعية. ونجحت الحملة خلال اشهر معدودة في الضغط على الشركات الكبيرة، والإدارة المحلية، وفرض اقرار الحد الأدنى من الأجور، الذي لم يحدث بالتأكيد، كما اشارت وسائل الاعلام التقليدية، نتيجة لقناعة المدراء التنفيذيين، وعمدة المدينة، بل جاء نتيجة ضغط الحركة المطلبية، الذي تصاعد بشكل منظم، واجبر الحاكمين على اتخاذ هذه الخطوة.
وبالتعاون مع نشطاء حركة السكان الاصليين (الهنود الحمر)، تم إبدال الاحتفال بـ"يوم كولومبس"، الذي يحتفل فيه باستعمار الامريكتين، وإبادة السكان الأصليين، وجعله " يوم شعوب الهنود الحمر". كذلك اصدرت قائمة "البديل الاشتراكي" بيانا لإدانة العنف الاسرائيلي ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، كان له صدى في اوساط اجتماعية واسعة. وإثناء مناقشة الموازنة، التي جاءت لتلبي مصالح الأثرياء والشركات الكبيرة،، وغضت النظر عن مشاكل الايجارات المرتفعة، استطاعت قائمة "البديل الاشتراكي"، ادخال بعض التغييرات، فمثلا التزمت مدينة سياتل، لإول مرة بدفع ايجارات سكن النساء المشردات، كذلك دفع تكاليف العناية الطبية للمشردين، الذين تم جمعهم في ملجأ. وبواسطة التعبئة الجماهيرية في الشارع، والضغط الذي مارسته على مجلس المدينة، تم التصويت لصالح التغييرات الممكنة التي طالب بها اليسار. لكن هذا لا يعني ان الموازنة بعمومها جاءت ملبية للطموح.