مدارات

الولايات المتحدة.. مسيرات حاشدة ضد العنصرية

رشيد غويلب
من اجل مستقبل بلا تميز عنصري، ولمواجهة عنف الشرطة ضد السود والملونين شهدت السبت الفائت، واشنطن، ونيويورك، وبوستن، والعديد من مدن الولايات المتحدة الامريكية الاخرى، مسيرات حاشدة ضد العنصرية، شارك فيها عشرات الالاف. وجاءت التظاهرات تلبية لنداء اصدرته منظمات حقوق الانسان، تضمن الدعوة لـ"اليوم الوطني للمقاومة". وكان القضاء الامريكي قد برأ ساحة رجال شرطة، قاموا بقتل اثنين من المواطنين السود العزل في اوقات مختلفة.
وجابت اكبر التظاهرات والتجمعات مدن واشنطن، نيويورك، شيكاغو، بوسطن، لوس انجلس، وأوكلاند، وتورنتو الكندية.ومثلت تظاهرات السبت ذروة الحركة الاحتجاجية، التي بدأت مع إطلاق النار من قبل ضابط شرطة أبيض على المراهق الأسود مايكل براون في التاسع من آب في مدينة فيرغسون بولاية ميزوري الامريكية.
ووفق مصادر رسمية تظاهر في واشنطن، وتحت شعار "العدالة للجميع"، 50 الف، وانطلقت المسيرة من مركز المدينة الى بناية "الكابتول" حيث مقر الكونغرس الامريكي. وتقدم التظاهرة الناشط المدني، ومؤسس شبكة اليوم الوطني" آلشاربتون، إلى جانب عدد من أقارب عدة الضحايا، بينهم والدا مايكل براون القادمان مع عدد من المشاركين من مدينة فيرغسون، وساماريا رايس والدة الطفل تامير ، ذي الاثني عشر عاما، والذي قتل اخيرا بعد ان اطلق عليه احد الشرطة الرصاص في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو.وقالت جوين كار ولدة ارك غارنر، الذي مات في تموز الفائت خنقا، في احدى ضواحي نيويورك، على ايدي احد رجال الشرطة: "سنواصل التظاهر حتى تحقيق العدالة"،واضافت "انظروا إلى هذه الحشود من حولكم، ستجدون فيها السود، والبيض، وجميع الالوان ، ومن جميع الاديان". وطالب متحدثون آخرون بضرورة قيام محققين اتحاديين مستقبلا، بتولي ملفات ضحايا عنف الشرطة، لثبوت تواطؤ المحققين المحليين مرارا وتكرارا.
وفي نيويورك ردد المتظاهرون كلمات ارك غارنر الاخيرة "لا استطيع التنفس"، ورفعوا ملصقات كتبوا عليها "اوقفوا الشرطة القتلة"، و"حياة السود ليست رخيصة"، و"فريغسون في كل مكان"، وعند مرور التظاهرة امام مراكز الشرطة، التي تورط منتسبوها في مقتل غرام، وكذلك غيرلي البالغ من العمر 28 عاما، والذي قتل في الشهر الفائت. واستمرت التظاهرة حتى الليل، تخللها ترديد أغاني منها " لا يستطيع بعد الآن احد ايقافنا". واستشهدت جريدة "الواشنطن بوست" بما قاله الشاب الاسود يوش توني، في اشارة منه الى الطيف الواسع المتنوع للمتظاهرين، والى مشاركة النقابات ايضا: "لم اشهد في حياتي شيئا رائعا كهذا".
وكان ممثلوا 25 منظمة مدنية، قد أعلنوا خلال مؤتمر صحفي عقد في نيويورك، مطلع الشهر الحالي، عن موعد انطلاق التظاهرات، عادين إياه بوابة لعام 2015 ، الذي اطلق عليه "عام العدالة والعمل".وبعد مداولات تفصيلية توصل المندوبون الى القناعة بما قاله يوما مارك موريال رئيس "الرابطة الوطنية الحضرية"، لقد حان الوقت "لتجديد الحماس والجهد لإحداث تغييرات جوهرية للوصول الى المساواة امام القانون". ولهذا الغرض، وبعد تظاهرات السبت ستكون الخطوة الثانية عقد قمة في بداية السنة الجديدة تشارك فيها جميع منظمات حقوق الانسان، وشبكات الحركات الاجتماعية، لتأسيس تحالف جديد "لفرض التغييرات الضرورية". الولايات المتحدة.. مسيرات حاشدة ضد العنصرية