مدارات

تظاهرات ضد اليمين في مدينة كولونيا احتجاجاً على الجرائم ضد الاجانب

برلين- متابعة طريق الشعب
في رد مباشر على تظاهرات اليمين المتطرف في شرق ألمانيا من حركة "بيغيدا" في دريسدن، تظاهر الآلاف في مدينة كولونيا بغرب ألمانيا ضد النازيين الجدد واليمين المتطرف وضد ظاهرة العداء للأجانب، يأتي هذا في وقت تشير تقارير الشرطة الالمانية الى زيادة واضحة في جرائم العنف ضد الاجانب.
وتجمع نحو 15 ألف متظاهر في مدينة كولونيا بغرب ألمانيا ضد التطرف اليميني وكراهية الأجانب، وانطلقت التظاهرة تحت شعار "هذه كولونيا، حيث لا مكان للنازيين"، بمشاركة العديد من الموسيقيين والفنانين المعروفين، ضد التظاهرات الأسبوعية التي يقوم بها أنصار حركة "أوربيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" اليمينية المتطرفة والمعروفة اختصارا بـ "بيغيدا".
وفي كلمة له على هامش التظاهرة، قال عمدة المدينة الاشتراكي الديمقراطي يورغن روترز إن "هذه الفعالية تشكل علامة فارقة ضد عنف مثيري الشغب من الهوليغانز واليمين المتطرف، التي هزت المدينة نهاية تشرين الأول الماضي".
وبحسب الشرطة الألمانية والمنظمين، فإن عدد المشاركين في التظاهرة فاق التوقعات التي تحدثت عن إمكانية مشاركة من خمسة إلى عشرة آلاف شخص.
ويتنامى القلق داخل ألمانيا بشأن حركة "بيغيدا"، وفي هذا السياق قال رئيس مؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية رالف ييغر، إن "المبادرين المتزعمين لهذه الحركة يعملون على إثارة المخاوف لدى المواطنين من خلال التحريض المعادي للأجانب وإثارة الفتن المعادية للإسلام".
وكشفت الشرطة الألمانية عن زيادة كبيرة في التطرف اليميني والهجمات التي تستهدف الأجانب، إذ ارتفع عدد الجرائم ضد الأجانب إلى 179 جريمة، مقارنة بـ152 العام الماضي. بالتزامن مع ظهور حركة "اوربيون وطنيون ضد اسلمة الغرب" المعروفة بـ"بيغيدا" اليمينية المتطرفة.
ويُنظر إلى تلك الظاهرة كرد فعل على الزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئين إلى ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاديات أوروبا والوجهة الأولى لطالبي اللجوء وغيرهم من اللاجئين.
وأفاد رئيس مكتب الشرطة الجنائية الفدرالية هولغر ميونخ "نشهد زيادة كبيرة في أنحاء البلاد للمخالفات ضد الأجانب"، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مشاركين في المؤتمر.
وأضرمت النار بإحدى المباني ببلدة فورا قرب نورنبيرغ و ان الشرطة وجهت أصابع الاتهام إلى يمينين، يعتقد أنهم فعلوا فعلتهم احتجاجا على تحويل المبنى إلى مركز لإيواء اللاجئين.
وفي احدث الهجمات أُضرمت النيران في ثلاثة مبان مخصصة لإيواء طالبي اللجوء في بلدة فورا (Vorra) الجنوبية القريبة من نورنبرغ في وقت متأخر من الخميس، ورُسمت إشارة الصليب المعقوف النازية وكتبت عبارات عنصرية على جدران المباني.
وتعتبر مدينة دريسدن، عاصمة ولاية ساكسن، مهد حركة "بيغيدا" اليمينية المتطرفة، والتي تمكنت من حشد أكثر من 10 آلاف شخص في مسيرة احتجاجية، وكان العدد الأكبر من المشاركين في المسيرات مواطنين عاديين غاضبين لوح العديد منهم بالأعلام وهتفوا بشعارات ألمانية قومية.
وقالت مجلة دير شبيغل الأسبوعية إن ثلاثة من منظمي الحركة الاحتجاجية اليمينية المتطرفة لهم ملفات إجرامية، وإن الحركة استمدت الدعم من حركات مشاغبي مباريات كرة القدم من النازيين الجدد واليمينيين المتطرفين.
من جانب آخر، قالت المتحدثة باسم الحكومة كريسيتان فروتز الجمعة إن المستشارة انغيلا ميركل "تدين هذه التطورات بأكثر حزم ممكن. لا يوجد في ألمانيا مكان للعداء للمسلمين ومعاداة السامية وكره الأجانب والعنصرية".
واستقبلت ألمانيا منذ مطلع العام 180 ألف لاجئ بزيادة 57 بالمائة عن الفترة ذاتها من عام 2013، ولاسيما من الفارين من بلدان تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق وأفغانستان والصومال، فضلاً عن العديد من غجر الروم من البلقان.