مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978- 1989 ) "9" / فيصل الفؤادي

قواعد الانصار العسكرية
أنشاء الانصار الشيوعيين ثلاث قواعد عسكرية رئيسية في ثلاث مناطق من كردستان إضافة إلى قواعد أخرى أقل عددًا وقوة من أجل تعزيز الصلات مع الجماهير والقواعد (كانت تسمى قوة في البداية) هي:
1- قاعدة حلبجة وهي لمنطقة هورمان والسليمانية والمناطق التي تحيط بها من الأقضية والنواحي والقرى والتي تأسست في 31/3/ 1979. حيث تم إرسال الرفيق ملا علي إلى حلبجة لتأسيس قاعدة جديدة هي قاعدة هورمان في السليمانية.
2- قاعدة بهدينان والتي تضم منطقة الموصل ودهوك وتوابعها، والتي تأسست في 4/تشرين الأول 1979.
3- قاعدة كوسته لقيادة منطقة أربيل وتأسست في 25 تشرين الثاني من عام. 1979
وتكونت قواعد ومقرات أخرى وحسب الظروف العسكرية منها (هيركي وكافيه)
ثم شكلت وتأسست في البداية قواعد أخرى اصغر ومنها في قرية بليزان الإيرانية التي تجمع فيها كثير من الكوادر الحزبية اصغر من القواعد المشار لها في الوقت نفسه جرى تقسيم التشكيلات الأنصارية على الشكل الاتي – الحضيرة وهي اصغر تشكيلة عسكرية و الفصيل والذي يتكون عادة من ثلاث حضائر والسرية وتتكون من ثلاثة فصائل (وحسب تواجد العدد من الأنصاروالفوج ويتكون من ثلاثة سرايا والبتاليون ويتكون من ثلاث أفواج (ويسمى قاطع). وترتبط هذه التشكيلات بقيادة عسكرية وسياسية وادارية بصفة عامة. وهذه القيادة العسكرية غالبا ماتتكون من المسؤول الحزبي أي السياسي والأمر العسكري للتشكيلة والإداري وأحيانًا يوجد بعض المساعدين لجميع المسؤوليات ولامر السرية.
وحول بداية تنظيم العمل الانصاري يشير باني خيلاني الى, (...بما ان قوتنا ومقراتنا كانت ومنذ البداية حتى اواخر 1979 مشتتة وغير مستقرة وبالشكل المطلوب .فقد بدأنا بتنظيمها اوائل عام 1980 خاصة بوجود الكوادر العسكرية والإدارية وتشكل اول مكتب للحركة الأنصارية وهذا المكتب العسكري يتكون من أبو عامل (يوسف سليمان) وأبو سرباز (أحمد باني خيلاني) وأبو رائد (نعمان علوان سهيل) وملا علي (عبد الله قرداغي). وقرر المكتب تشكيل أربعة أفواج (بتاليون)، بتاليون رقم 11 في مقر القيادة بقيادة ملا علي، بتاليون رقم 5 في أربيل ويقوده علي كلاشنكوف، وبتاليون رقم 7 هورمان بقيادة الرفيق نصر الدين هورامي، وبتاليون رقم 9 في السليمانية بقيادة محمود دكتاريوف، والمسؤول السياسي ماموستا سردار وبتاليون رقم 15 قرداغ بقيادة حمه رشيد قرداغي) .
وكل هذه القواعد كانت تمر في ظروف صعبة ومزرية في المؤن والأفرشة والبطانيات وغيرها.
حصل الحزب على بعض قطع السلاح وأجهزة اللاسلكي المحمولة (هوكي توكي) من الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني خاصة عندما سيطروا على معسكر مهاباد كما ذكر سلفا، إضافة إلى حصولنا على بعض قطع السلاح من الإتحاد الوطني الكردستاني. وبصورة عامة ليس هناك خطة معدة سلفا للحصول على السلاح خاصة في نهاية 1978 ولكن المبادرة بدأت في بديات الاشهر الأولى من سنة1979 حيث تم الطلب والتنسيق مع القوى العراقية المتمثلة في الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكرستاني العراقي والإيراني، وكذلك مع بعض القوى العربية وخاصة من فصائل منظمة التحرير الفسلطنية بفصائلها المختلفة الجبهة الشعبية التي يتزعمها جورج حبش والجبهة الديمقراطية التي يتزعمها نايف حواتمه وحركة فتح التي يتزعمها ياسر عرفات، وفيما بعد مع اليمن الديمقراطية، وكانت كل الأسلحة تمر عبر سوريا ويتم نقلها إلى مواقع الأنصار في كردستان العراق.
وعلى العموم كانت توجد لدى الحزب الأسلحة الخفيفة والذخائر بأنواعها وكذلك قإذفات (ار بي جي).
أغلب قواعد الأنصار تم بناؤها وخاصة في البداية من قبل الأنصار المتواجدين فيها. فقاعدة ناوزنك بنيت من الرفاق الذين التحقوا من الداخل وبالذات الرفاق من تنظيمات السليمانية والموصل وبغداد. أما قاعدة بهدينان وكوستا فقد تم بناؤها من قبل الرفاق الذين وصلوا من الخارج.
كان للرفيق بهاء الدين نوري دورًا مهمًا للغاية في التنسيق مع القوى الكردية التركية إذ سبق وأن (إقترحت على الرفيق بهاء الدين نوري الذي كان يعيش في سوريا وكنت أعيش معه خلال تلك الفترة، أن أعود إلى كردستان مشيًا وذلك بأن اسافر إلى تركيا ومن هناك أذهب إلى قاعدة رفاقنا في بهدينان وبمساعدة بعض الأحزاب الكوردية في تركيا الذي يعرفهم الرفيق بهاء الدين نوري وكان له علاقة جيدة معهم) ، حيث كان ينسق مع هذه الأحزاب التي أبدت إستعداها في مساعدة عبور الأنصار وكذلك السلاح خاصة في البداية، وبدأت عملها بإرسال الأنصار منذ أيلول من عام 1979 إلى منطقة بهدينان حيث وصل الرفيق قادر رشيد إلى بهدينان ونسق مع حدك ليكون المشرف على تأسيس أول قاعدة أنصارية في كلي كوماته التي تقع في منطقة بهدينان,اذ ( كانت الوجبات الأولى تذهب إلى هناك لكي تبني البيوت وتسهم في إنشاء القاعدة وسط صعوبات جدية ماليًا ومعنويًا. لم نكن نملك هناك أية قطعة سلاح، ولم يكن بالإمكان أخذ الأسلحة مع رجالنا حين يذهبون، وقد أختير لبناء القاعدة ذات المكان الذي بنى فيه البارتي قاعدته) .
تأسست قاعدة هورمان في نهاية آذار 1979 وكانت خلف حلبجة ويقع المقر في سلسة جبال سورين. الجبهة الأمامية تابعة للعراق والخلفية تابعة لإيران، وهي سلسة جبلية تمتد من بياره وطويلة حتى ناحية سيد صادق. وكان مقر القاطع في قرية أحمد اوه، أي مقر البتاليون السابع ويقوده علي العسكري ويوسف عرب، والبتاليون التاسع في قرية باني شار التابعة إلى قريه شيرمر ويقوده ماموستا سردار وملازم سامي وسيروان (أحمد رجب). البتاليون الخامس عشر ويقع على جبل ممو (خورنوزان) في منطقة حلبجة ويقوده حمه رشيد قرداغي وأبو زاهر الإداري وأبو عادل السياسي.وفي الاعوام الاخرى تكونت قيادة الفوج السابع تكون من ملازم فاضل وعادل وعبد الله مامه.
أما التنظيم المدني ويقع في منطقة هزار ستون يبعد ساعة ونصف عن مقر القاطع في كرجال. وقد إنتقل فوج السليمانية التاسع اكثر من مرة حتى عام 1986 إلى قريه (جاله خزينه) بمنطقة شارباشير وهي منطقة حدودية مع إيران، ولم يبقَ إلا القليل من الأنصار من بتاليون (15)، وأن هذا إرتبط بشكل مباشر في المعارك الدائرة بين الجيش العراقي والإيراني. (إن إحتلال منطقتي خورنوزان وإيلانبي المقابلة لأحمد اوه من قبل القوات العراقية وتعزيز تواجدها فيها مكنها من الإطلاع على مناطق تواجد مقرات الأنصار وبالأخص تحت رحمة القصف المدفع. وبدأنا بالبحث عن مواقع تصلح لاختيارها كمقرات، على أن تكون بعيدة عن القوات الإيرانية والباسدرية، وأن تكون أيضًا في مأمن من القصف المدفعي من الجانب العراقي. وبعد أيام من البحث وقع إختيارنا على قرية سبيار حيث بدأنا ببناء مقرات القاطع. وخلال فترة قصيرة أنجزنا بناء عدد لا بأس من الأبنية لمقرات القاطع والطبابة والإعلام والمخابرة والفصائل وحتى حظيرة للحيوانات أيضًا، ومن ثم بدأنا بنقل محتويات مقر كرزال أجهزة الاتصال والسلاح وغيرها. وفي الوقت ذاته أقام رفاق الفوج السليمانية التاسع مقرًا لهم في قرية جه مه ك على بعد نصف ساعة زمن من مقرنا الجديد، بعد ذلك إنصرفنا لتأمين التموين اللازم والإتصال بالأفواج والمفارز ومنظمة المدنية، وقام فوج هورمان التاسع بإرسال إحدى مفارزه بقيادة الرفيق كريم حاجي لإختيار موقع لإقامة مقر لهم فوقع إختيارهم على مكان مناسب في سفح جبل سوركيو مالبثوا أن انتقلوا إليه) .
أما مسؤولوا قاطع سليمانية وكركوك فكانوا بهاء الدين نوري، أبو تانيا، أبو تارا، ملا علي، أبو لينا وأبو ناصر.
على مدى السنوات الثلاث التي أعقبت تشكيل أولى المفارز الشيوعية في بداية عام 1979، إتخذت قياده الحزب والمكتب العسكري المركزي لقوات الأنصار العديد من الإجراءات لتثبيت الركائز والمفارز العسكرية وتطويرها ومن أهم القرارات التي توصلت إليها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في أيلول 1982 في إجتماعها الإعتيادي في نوكان هو الصيغة الجديدة للعمل، حيث وزعت التشكيلات العسكرية على ثلاثة قواطع، وفق المناطق الرئيسية في كوردستان ويقود كل قاطع مكتب عسكري مصغر، مما فسح في المجال للحركة الأنصارية أن تتمتع بالمرونة والديناميكية المطلوبة في إتخاذ القرارات بما يخدم تطوير عملها.
ويشير النصير الزهاوي الذي عاش فترة طويلة في السليمانية في مذكراته إلى أنه (في آذار 1982 تم إنشاء بتاليون فوج 15 قرداغ وكه رميان وضم في قيادته الرفاق حمه رشيد قرداغي آمر البتاليون ورؤوف حاجي محمد جوهر مسؤولاً سياسيًا وسهيل زهاوي (كمال) مسؤول عن الإدارة والمالية.
منطقة العمل تغطي قرداغ ودربندخان وصولاً إلى كه رميان وخانقين. بدأ بتاليون 15 بالعمل جنبًا إلى جنب مع بتاليون 9 السليمانية الذي كان بإمرة الشهيد نصرالدين عابد وبتاليون 7 بإمرة الشهيد علي كلاشنكوف ومع سريه مقر القاطع صارت فيما بعد القوة الأساسية لقيادة قاطع السليمانية وكركوك) .
وبالنسبة لقاعدة بهدينان التي تأسست في الرابع من تشرين الأول 1979 في كلي كوماته، والتي تم إرسال الرفاق الذين تدربوا في الخارج لبنان، سوريا واليمن الديمقراطية. يكتب بهاء الدين نوري عن ظروف تأسيس قاعدة بهدينان يقول: (... حين عدت من تركيا إلى الشام في 18 أيلول 1979 أبلغت كريم وغيره بنتائج زيارتي إلى هناك وترتيب الأمور للبدء فورًا بإرسال الشباب وإنشاء أول قاعدة عسكرية لنا في بهدينان، واضطررت في اللحظة الأخيرة إلى إرسال قادر رشيد الذي قبل المهمة دون تردد ليكون شرف المشاركة في إنشاء القاعدة ولو لمدة أسبوعين، كنت أرسل وجبة كل أسبوع وأرسلت الوجبة الثالثة مع الضابط السابق أحمد الجبوري ليحل محل قادر رشيد) .
ارسلت مجاميع من الرفاق من المعسكرات الى المكان المطلوب على الحدود العراقية – التركية ,حيث وصلت في نهاية ايلول من نفس السنة
عند وصولنا الى كلي كوماته في المنطقة الحدودية العراقية التركية وقد عشنا في البداية في غرفة صغيرة (مكتبة ) تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني , قررنا بناء مقر (قاعدة فيما بعد ) في ظرف 18 يوما ببطولة نادرة رغم اننا لم نملك الخبرة الكافية في البناء.وتم الاعتماد على بعض الانصار القدمــــاء (ابو يعقوب وابو ازدهار) اللذان وضعا خبرتهم في بناء هذه القاعدة منذ البداية.
ثم توسعت القاعدة ( القوة) إلى سريتين الأولى على الخابور بقيادة الشهيد أبو مكسيم والثانية على يسار مقر القاطع وهي بقيادة الشهيد أبو فؤاد حيث إنتقل رفاق كانوا في قاعدة ناوزنك هم من اهالي الموصل ودهوك إلى القاعدة (بقيادة الرفيق أبو ماجد – علي خليل ) . أبو ماجد كان من المناضلين المعروفين في أرياف تلكيف ونينوى وقد نال شرف العضوية عام 1962 وهو من أوائل الأنصار الذين حملوا السلاح عام 1963، وكان يعمل في مناطق تلكيف والشيخان وسنجار والموصل وقاد أول سرية مسلحة في سهل الموصل.
ثم تأسس فصيل يك ماله في نفس القرية بهذا الإسم وكانت مهمته استقبال الرفاق الذين يصلون إلى بهدينان، هو فصيل متقدم عن المقر الرئيسي والذي أصبح مقرًا للسرية 47 منذ آذار 1981.
شكلت في نهاية 1980 مفرزتان للنزول إلى الداخل، وفي نهاية عام 1982 وبعد أن زاد عدد الأنصار شُكلت سرايا أخرى، وبالتالي شُكل الفوج الثالث الذي يضم (السرية الأولى والثالثة والخامسة وثم شكلت السابعة وفصيل المقر)، والفوج الأول (السرية الثانية والرابعة وفصيل المقر). تغيرت القيادة بمرور الأيام، ففي بداية التأسيس كان أحمد الجبوري ودنخا البازي (أبو يعقوب) وأبو علــــي (كاطع عجلان) المسؤول الإداري. بعد عام 1980 أصبح أبو عايد (نعمان علوان سهيل) المسؤول العسكري وأبو علي (عمر الياس) المسؤول السياسي. في تموز 1980 أصبح توما توماس (أبو جميل)المسؤول العسكري وسليم اسماعيل (أبو يوسف) السياسي وعمر الياس (أبو علي) الإداري.
(بدأت قوة قاطع بهدينان بـ (150) مقاتلاً فقط من خلال تشكيل فوج واحد وسرية مستقلة، وتم إرسال بقية الأنصار إلى المكتب العسكري. هذا في الوقت الذي كانت فيه تشكيلاتنا تتكون من فوجين , الفوج الأول الذي يقع في كلي مرانه بالقرب من قضاء سرسنك وناحية سواره توكا وينشط في منطقة المزوري في مناطق قضاء عقرة والقصبات التي حولها زاويته وناحية القوش وناحية باعذره وقضاء شيخان وناحية تلسقف وعشرات القرى في سهل الموصل ومنها بيرموس وكاني مازي وميرزا، الفوج الثالث وينشط في منطقة برواري بالا والدوسكي ومانكيش وزاخو وسرينك وكاني ماسي وعدة قصبات وقرى باطوفة وبامرني والداودية وكلاني بلاف والسرية الخامسة في منطقة العمادية وشيلادزه، إضافة إلى سرية المقر والإدارة وفصيلا الحماية والإسناد. وكانت السرية السابعة (قيد التشكيل) تنشط في منطقة زاخو. وبلغت القوة العددية لقاطعنا حينذاك قرابة 500 نصيرًا. ومن المعروف أن منطقة بهدينان تعد من أوسع مناطق كردستان، وكانت على عاتق أنصارنا عدة مهمات وواجبات إضافية كنقل السلاح والتسفير من وإلى الخارج والعلاقة مع الداخل، إلى جانب العمل العسكري والاعلامي. ولم نتوصل في حينها لحل هذه المشكلة الغريبة والعويصة في آن واحد) .
ومع تطور العمل العسكري والتحاق الرفاق من الخارج شكلت سرايا جديدة وتوسع عملها في مناطق واسعة، خاصة بعد إنسحاب معسكرات الجيش من المنطقة الذي سهل العمل الأنصاري وتطوير إمكانياته، فقد تم تشكيل فوجين لقاطع بهدينان الفوج الأول ويضم السرية الثانية والرابعة وفصيل المقر، أما الفوج الثالث فيضم السرية الأولى والثالثة والخامسة ومقر الفوج وأضيفت في سنة 1985 السرية السابعة، وكان التنظيم المحلي للحزب الشيوعي في دهوك والموصل على صلة بقيادة القاطع والأفواج. وقاد الفوجين مكتب تكون من المسؤول العسكري للفوج الأول فتناوب على قيادته عسكريًا أبو نصير وملازم هشام وأبو ليلى معاون آمر فوج. أما السياسي فكان أبو أمجد وأبو باسل والإداري أبو حازم أما الفوج الثالث أبو طالب وأبو سربست والسياسي أبو عبير والإداري أبو تغريد. كما تم إنشاء قواعد جديدة مكملة للقواعد الرئيسية هي كوستا وهيركي وكيشان وكافية الذي كان مقر الإقليم وذلك عام 1985.
تقع قاعدة كوستا في المنطقة الحدودية مع تركيا شمال مدينة أربيل وكان الغرض من تأسيسها هو أن تكون همزة الوصل مع قاعدة ناوزنك وقواعد أخرى. وخرجت كثير من السرايا من هذه القاعدة التي تم إنشائها في نهاية تشرين الثاني عام 1979 وأصبحت منطلقًا لكثير من السرايا داخل أربيل، وأغلب أنصارها من الرفاق الذين وصلوا إلى قاعدة بهدينان من الخارج وأرسلوا إلى هذه القاعدة، وأصبح المسؤول الأول عنها أبو يعقوب وأبو علي المستشار السياسي وأبو داود المسؤول الإداري، وبذلوا جهودًا كبيرة في إدارة المقرات والعمل الأنصاري.وقد عانت هذه المجموعة من البرد القارص والجوع وقلة الارزاق وقلة المبالغ التي بحوزتهم, ولم تتوفر ابسط المستلزمات الحياتية فيها.
وكان مسؤولوا قاطع اربيل , يوسف حنا القس ( أبو حكمت)، والمسؤول عن التنظيم الحزبي ثابت حبيب العاني (أبو ماهر) وأصبح أيضًا (حاجي سليمان) أبو سيروان مسؤولاً عن التنظيم وخضر روسي المسؤول العسكري وأبو ربيع المسؤول الإداري، وأصبح النصير ملازم خضر (أبو عايد) مسؤولاً عسكريًا للقاطع في وقت أخر.
كان القاطع يتكون من فوج 31 الذي يضم سرية (كويسنجق) أو (سرية محمود قادر). وكان في حينها آمر السرية (بكر جوله) وفي فترة لاحقة النصير (محمد الحلاق).
سرية بتوين (سرية بران ه تي) أو (سرية خوشناو ه تي) وكان آمر السرية النصير علي حاجي نادر والمسؤول السياسي ماموستا رزكار، وكان النصير الشهيد سعدون أحد أعضاء هذه السرية بعد أن حُلت مقرات روست وسرية روست فقد تحولت إلى مناطق أخرى.
وأصبح النصير سعدون آمر سرية (بران هتي)، وأهم مناطقها هي سهل خوشناوةتي ضمن مناطق برانه وباليسان وحرير وشقلاوة.
وسرية (قره جوغ) ومسؤولها (جاسم الحلفي) أي أبو حلام ورياض قرجوغ الإداري. ومجموع السرايا (الكوي وسرية بتوين وسرية بشتاشان فيما بعد)، حيث كان يتم التنسيق في ما بينها خاصة في المعارك والعمليات الكبيرة.
في صيف 1985 إنتقل مقر قاطع أربيل إلى منطقة (كافية) وأصبح له مقرًا جديدًا بعد تهديدات السيد (محمد خالد البرزاني) وهو من الإسلاميين لمقرنا في بارزان حيث بعث برسالة موقعه باسمه وبأسم قائد القوات الإيرانية تقول الرسالة (إلى الشيوعيين الكفرة أن أرض بارزان الطاهرة لا يمكن أن تكون ملاذًا للكفرة والملحدين، ننذركم بإخلاء مناطق برزان خلال ستة أيام وإلا جحافل الاسلام جاهزة لإخراجكم منها بالقوة. وختم الرسالة بعبارة: جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا) . توقيع القائد الإيراني رحمان رضائي والشيخ خالد. وتم إنتقاد هذا التصرف من قبل الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكردستاني.
مقر كافية أصبح مقرًا للجنة إقليم كردستان ومقر لجنة محلية أربيل. وتم بناء غرف خاصة بالأنصار والإدارة والتموين والإعلام وزريبة للحيوانات وغرفة للخياطة، وكثير من المرافق التي يحتاجها المقر.
أما قاعدة هيركي فأنشئت في حزيران من عام 1980، حيث تم فتحها من قبل أنصار بهدينان والتي تبعد ثلاثة أيام مشيًا عن تلك القاعدة، وهي محطة إستراحة ونقل البريد بين قاعدة كوستا وقاعدة بهدينان وأصبح المسؤول عنها الرفاق أبو طالب ودكتور سليم وتوفيق يزيدي وإنضمت إليها مجموعة رفاق جيدين على مستويات حزبية مختلفة وكذلك إلتحقت فيها مجموعة من الرفيقات (عايدة وأم عطا وأم ذكرى ومها وأم أنصار وأم جواد) وقد شاركن في بعض العمليات العسكرية، وكان لرفاق القاعدة دورًا جيدًا في منطقة هيركي والقرى المحيطة بها في تعريف الجماهير بالحزب وسياسته الجديدة وأصبحت السرية الخامســة (العمادية) بعد النزول إلى مناطق العمادية وشيلادزه وبري كارا وقرى جبلي كارا ومتين في مقارعة تلك المنطقة في عام 1982، وسميت (سرية العمادية أو السرية الخامسة المستقلة) وكانت لها عمليات متميزة دكت السلطة وأعوانها.
وكذلك تم تأسيس مقر تابع إلى قاعدة بهدينان في قرية يك ماله وهو مقر صغير في مستوى فصيل يبعد ساعة واحدة عن القاعدة، وكذلك في منطقة كيشان وهو مقر وسطي للرفاق الذين يلتحقون من الخارج وأصبح المسؤول عنها سامي دريشا وأبو سعاد وأبو عماد. وكذلك مقر مؤقت أو استرحة في سناط بالقرب من الحدود العراقية التركية.
في أواخر عام 1985 أصبحت أطراف قرية كافية مقر لقاطع أربيل مع مقر لإقليم كردستان ويقع في المناطق القريبة من الزيباريين.
وأصبحت هناك مقرات جديدة كثيرة على ضوء ظروف العمل الأنصاري في دراو وفي قرية ليلكان و(لولان) وبيربينان المحاذية للحدود الإيرانية بمقراتها الخمسة (ارموش السفلى والعليا وسبندار وسبيكا وموسلوك وبيربنان وجورجيان وسفين) مقرات للمكتب السياسي والإعلام والمكتب العسكري.
وانتقلت مقرات قاطع السليمانية إلى مناطق أخرى (شهرزور وجبل سورين وجاله خزينه).
كان وضع قاطع سليمانية صعبًا جدًا بعد أحداث بشتاشان حيث تأثر الأنصار معنويًا خاصة وأن بهاء الدين نوري أساء في عمله الحزبي للحزب والرفاق وخلق جوًا غير مريح، فحالة الأنصار مربكة متوتره (... لاشك أن هزيمتنا في بشتاشان تركت آثارًا وانعكاسات سلبية على وضع القواطع الأنصارية، ولكن ما جرى في قاطع السليمانية كان شيئًا مغايرًا وغير طبيعي فمسؤول القاطع أبو سلام كان يقود بنفسه عملية تخريب القاطع ويعمل بأتجاه أن لا يعود القاطع إلى أحضان الحزب مرة أخرى، أو على الأقل أن ينجح في فرض شروطه على الحزب، فيما لو أجبر على إعادة القاطع إلى الحزب ).
أما بناء القواعد فكان في الغالب يتم بالقرب من الأحزاب المتواجدة في المنطقة، وبالقرب من مكان العيون أو الأنهر وكثافة الأشجار (الغابات) على ان يراعى مدى حصانة هذا المكان من القصف المدفعي والجوي، كما انه من المفروض أن يكون بعيدًا عن عيون السلطة وعملاءها وقوتها ورباياها العسكرية، أي أن يكون نوعما آمنا لكي يكون مقرًا تتوفر فيه كافة المستلزمات التي تؤمن الحد الأدنى من الضرورات للنصير، ومستلزمات العمل الأنصاري وللحزب بشكل عام. الأمر الآخر أن البناء, بعد توفر المستلزمات الضرورية له من أداوت العمل، غالبًا ما يجري الإهتمام بالصخور الموجودة في هذا الكلي أو ذاك وتعدل من قبل البناءين أو المساعدين وكذلك إيجاد الأشجار (الاعمدة) المستقيمة وأحيانًا الإسبندار و(هو شجر سامق جذوعه مستقيمه)، كنا نستعمله في بناء سقوف القاعات الكبيرة ونستعمل الأغصان التي توضع بعد هذه الاعمدة ثم التراب الذي يضغط على هذه الأغصان ويتم إعدادها في (باكردان- على شكل بكرة كبيرة وثقيلة تستعمل في تعديل وتسوية السقوف وسطوح البيوت) وأحيانًا نستعمل النايلون للسقوف لمقاومة المطر المخيف حقًا. ولأن الشتاء في كردستان بارد جدًا، تستعمل الصوبات الحديدية، وتوضع عادة قرب الباب وهي تُرفد بخشب يقطع منذ المساء وبكميات جيدة ويتناوب عليه الحراس، أما تقطيعه فيكون يوميًا وحسب جدول معد من قبل الإداري أو آمر الفصيل.
بمرور الأيام والسنوات أصبحت خبرة الأنصار جيدة طبعًا في هذا المجال، وتمت الإستفادة من خبرة الأنصار القدماء الذين شاركوا في عام 1963، وكذلك الضباط الذين كان لهم دور متميز في البناء والتوجيه والمشوره ورفع المعنويات.
لقد نشبت في الوقت ذاته مشاكل واختلافات في العملية الانصارية وادارتها ومن اهمها هو الصراع بين المسؤول السياسي والمسؤول العسكري ومن هو الذي يقود مفاصل العمل أبتداً من القاطع حتى اخر تشكلية عسكرية/ انصارية وهي الحضيرة ولم يستطع الحزب حلها وبقيت حتى نهاية الكفاح المسلح والرؤيا تختلف في قيادة العمل العسكري والسياسي , ( وبرزت في وقت مبكر من العمل التناقضات بين المسؤولين العسكريين والمستشاريين السياسيين في الوحدات الانصارية وكذلك العاملين في المجال الانصاري والناشطين في مجال التنظيم المدني , ونجم عن هذه التناقضات التقليل من اهمية العمل التنظيمي المدني والخلل في موازنة وتنسيق العملين الانصاري والتنظيمي بسبب الظروف الموضوعية او لاسباب ذاتية , ولم يتمكن الحزب من حلها وتذليلها لاحقا ).
وعلى ضوء متطلبات العمل الانصاري والعسكري تم بناء غرف خاصة لمشاجب الاسلحة في كل قاطع ومقر للافواج التي توضع فيها مختلف الاسلحة والعتاد .وبناء غرفة خاصة لجهاز الاسلكي الذي كان الصلة الاساسية مع القواطع والافواج وقيادة الحزب, بشفرات توضع من قبل قيادة القاطع بالاتفاق على رموزها مع القواطع الاخرى , وتتغير بين فترة واخرى لكي لاتكشف السلطة هذه الشفرة.كذلك تم بناء غرفة خاصة للتصوير الخاص برفاق الذين يذهبون الى الداخل وتنجز هنا كل الامور الفنية لهؤلاء الرفاق والسجن والحمام والمطبخ والاعلام والادارة وغيرها . كان للبغال دور مهما في حياة الانصار والبيشمه مركة في نقل الحمولة المختلفة وهو افضل حيوان يتلائم مع بيئة الجبال العالية والطرق الصعبة فقد بنيت زريبة خاصة لهذه الحيوانات والتي اطلق على بعضها اسماء معينة لكي يتم معرفتها , وتم توفير ( العلف ) من المنطقة, وقد استفادت منها القواطع في جميع اعمال السرايا والافواج ونقل المرض والجرحى, برغم عدم معرفتنا في البداية التعامل مع هذه الحيوانات الصبورة, خاصة في نقل الامتعه والارزاق والاسلحة وغير ذلك.
+++++++
مذكراتي باني خيلاني ص 299 (ليس اوائل عام 1980 بل في نيسان لان أبو رائد وصل إلى بهدينان الشهر الاول من نفس العام وذهب في مفرزة في اذار).
2 مذكراتي باني خيلاني ص 285
3بهاء الدين نوري ص 502
4مذكراتي باني خيلاني ص 413 و414
5مذكرات الزهاوي المنشورة في موقع ينابيع العراق
6 بهاء الدين نوري ص 501
7استشهد في 27/8/1987 اثر نوبة قلبية بسبب مرض مزمن تفاقم اثر جراح اصيب بها في احدى معارك الانصار عام 1963حيث استقرت عدة شظايا في رئتيه,توفي وترك زوجة وستة ابناء)
8مذكرات توما توماس ( 27 ) مصدر سابق
9بشتاشان بين الالام والصمت ص 93
10 باني خيلاني ص 392
11 تقيم الحركة الانصارية ص 86