مدارات

اليونسكو تدين حرق مكتبات الموصل:أكبر تطهير ثقافي في تاريخ البشرية

طريق الشعب
أعربت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، إيرينا بوكوفا، امس الاربعاء، عن قلقها العميق بعد المعلومات الواردة في العديد من وسائل الاعلام عن إضرام النيران في آلاف الكتب في المتاحف والمكتبات والجامعات، في مدينة الموصل.
وأفادت وسائل اعلام عربية ومواقع اخبارية، بان عناصر تنظيم داعش أقدموا على حرق مئات الكتب الموجودة في المكتبات الخاصة والجامعية في مدينة الموصل أمام جموع الناس، مشيرة إلى أن تلك الكتب والمخطوطات يعود تاريخها إلى أوائل القرن العشرين وفترة الحكم العثماني، في وقت رجح شهود عيان أن تكون عمليات الحرق تلك غطاء لنقل التحف والآثار العراقية إلى سوريا وبيعها عبر مافيات تهريب التراث.
وأشارت بوكوفا، الى ان "هذه الحرائق المتعمدة ضد الكتب تمثل خطوة أخرى في التطهير الثقافي الذي يرتكب في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المتطرفة المسلحة في العراق".
وقالت بوكوفا في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن حرق الكتب بالإضافة إلى التدمير المنهجي للتراث واضطهاد الأقليات أمور تهدف إلى تدمير التنوع الثقافي الذي هو روح الشعب العراقي.
واضاف البيان انه وفقا لمصادر موثوق بها، فإن آلافا من الكتب في الفلسفة والقانون والشعر والعلوم قد أحرقت عمدا في الأسابيع الماضية، مفيدة بانه إذا تأكدت هذه التقارير، فإن هذا الأمر يكون واحدا من أكبر أعمال التدمير المتعمدة للكتب في تاريخ البشرية.
واشارت الى أن حرق الكتب يندرج في خط الهجوم على المعرفة والثقافة، والذاكرة، وكان آخرها في تمبكتو، مع حريق المخطوطات في مركز أحمد بابا.
ولفتت النظر الى أن هذا العنف يعكس مشروع تعصب، يستهدف على حد سواء الناس وكل ادوات التفكير، موضحة انه من أجل محاربة هذا العنف فقد أنشئت اليونسكو قبل 70 عاما، لجعل التعليم والعلم والثقافة أدوات للحوار والسلام.
وبينت أن هذه الحرائق المتعمدة هي تذكير قاس بواقع التعصب اليوم وما على الأمم إلا أن تتحد في ما بينها للرد عليه.
ونقلت مواقع اخبارية، عن أستاذ للتاريخ في جامعة الموصل قوله، إن "المتطرفين بدأوا بتدمير مجموعات كتب في المكتبات العامة الأخرى الشهر الماضي"، وأفاد بوجود "أضرار جسيمة بشكل خاص للمحفوظات في مكتبة إسلامية تعنى بالمذهب السني، وفي مكتبة الكنيسة اللاتينية البالغ عمرها 265 سنة، وفي دير الآباء الدومينيكان، ومكتبة متحف الموصل مع الأعمال التي يعود تاريخها إلى 5000 سنة قبل الميلاد". وذكرت مواقع اخبارية مختلفة، أن "ما دُمّر في المكتبة المركزية في نينوى من مجموعات يشمل الصحف العراقية التي يعود تاريخها إلى أوائل القرن العشرين، والخرائط والكتب من الإمبراطورية العثمانية، ومجموعات كتب قدمتها نحو 100 من العائلات الراسخة في الموصل". وافادت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، بان اليونسكو تعمل منذ أشهر عديدة على توثيق وإدانة التطهير الثقافي التي ترتكبها الجماعات المتطرفة المسلحة في العراق، والتي تستهدف التراث الثقافي، والأقليات الثقافية والدينية، ووثائق ومصادر مكتوبة لحضارة هي من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية.
وفي منتصف الشهر الماضي أبلغ مصدر محلي من داخل الموصل بأن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"الارهابي أشعل النيران في كتب أدبية استولى عليها من مكتبات المدينة.
وكانت مواقع مقربة من داعش قد أشارت إلى ان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قد أمر في آب الماضي عناصر تنظيمه بجمع وإحراق جميع كتب الفلسفة والتصوف التي تعود الى محي الدين بن عربي أحد اشهر شيوخ المتصوفين.
وسبق ذلك أمر آخر تمثل في منع نشاطات الجماعات المتصوفة ومنع تدريس الفلسفة في المدارس.