مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978- 1989 ) "15" / فيصل الفؤادي

العمليات العسكرية لعام 1983
- في بداية شباط تمكنت قوات الأنصار من الدخول إلى القوش وباعذرة ودهوك وشقلاوة وأقامت عدة سيطرات على الطرق الرئيسية.
- في 2/شباط وفي باعذره هاجمت قوة من انصارنا نقطة حراسة المستوصف وحرق بيت المجرم فاروق بقذائف آر بي جي 7 ودمرت نقطة الحراسة. ومع بداية المعركة أطلقت رصاصة من العدو أصابت نائب آمر السرية الرفيق أبو علي (محمد حسين راشد)، الذي أستشهد في الحال. وجرح 3 أنصار منهم النصير درويش(أبو أمال).ومع احتدام المعركة انسحبت القوة الى موقعها حاملت الشهيد الذي دفن في المنطقة المحررة.(تم نقل الجثمان في 2012 الى مدينة الناصرية,حيث استقبلوه اهله واقربائه ).
- في نفس الفترة ,دهوك اقتحمت قوات أنصارنا مع بيشمه مركة الحزب الديمقراطي الكردستاني ربئتين ومقر سرية وحطمت سيارة زيل ومدرعة ومدفع 82 ملم، وقامت مجموعة اخرى وعلى طريق مانكيش– دهوك بقصف مدفعي لربئية مطلة على الشارع مما ادرى الى تدميرها وتدمير سيارة جيب قيادة وتعطيل ناقلتي جنود.
- قامت مفارز انصارنا كمينا بين منطقة طق طق– وكويسنجق وقعت قوات النظام وعملائه فيه ,مما ادى الى تدمير سيارتي تيوتا كاز، وتم السيطرة على مكان العملية والتي تكبيدت فيها قواته العديد من القتلى والجرحى, وغنمت المفارز آر بي كي رقم 1395 ودكتاتريوف و11 بندقية وكلاشنكوف و2000 اطلاقة و10 صواريخ آر بي جي 7 وجهاز تلفون و20 قنبلة يدوية ومعدات عسكرية وجهاز استنساخ الخرائط من دائرة التسجيل العقاري.
- في السليمانية قامت منظمات حزبنا بتوزيع الأدبيات داخل المدينة، كما أطلقت النار على المجرم حمه بيروز مدير تربية السليمانية الذي نقل على اثرها إلى المستشفى. كما نفذ حكم الشعب بالمجرم ماموستا رشيد في (صابون كران) بعد أن جرد من مسدسه.
- في قاطع السليمانية وبمناسبة مرور سنة على الإنتفاضة الجماهيرية، قامت مجموعة من الأنصار بضرب مواقع المرتزقة في جوارقورنه. فبعد أن تمت تهيئة كل المستلزمات الفنية ومنها القوارب لعبور بحيرة دوكان التي شقت طريقها نحو الهدف المراد. قبل انتصاف الليل أنزل الأنصار قواربهم على الشاطئ وتوزعوا على الأماكن وفق الخطة المرسومة، ومع أول قذيفة آر بي جي أطلقتها المجموعة مع وابل من الرصاص باتجاه الهدف، في حين توجهت مجموعة أخرى لغرض تحريض الناس على الإنتفاض بوجه السطلة عبر مكبرات الصوت، ثم كتب الأنصار على الجدران الشعارات المطلوبة وتركوا المنشورات والأدبيات في القرية.
- في 25/5 قامت قوة مشتركة من أنصار الفوج الثالث وأنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني – محلية العمادية بضرب مواقع العدو في برواري بالة بمختلف الأسلحة، وأدى القصف إلى تدمير موقعين للعدو وإصابة ربيئتين إصابات مباشرة وإسكات نيران سرية سركه لي، خسائرنا جريح واحد من (حدك).
- في 30/5 قامت قوة مشتركة من أنصار سرية نينوى لحزبنا وأنصار محلية شيخان للحزب الديمقراطي الكردستاني بضرب ربيئة بيركار وقتل 6 جنود فيها، وضرب نقطة حراسة الشارع، وفي الكمين الذي نصبته القوة وقعت سيارتان عسكريتان محملتان بالجنود، فتح الأنصار نيرانهم فقتل اكثر من 20 عسكريًا.
درج العمادية
في يوم 6-7/11/1983 قرر أنصار السرية الخامسة (سرية العمادية) تلقين المرتزقة في مدينة العمادية درسا لن ينسوه ، ردًا على استشهاد الرفيق فريد الذي اغتالته يد أثيمة وهو يلصق البوسترات والشعارات على الجدران بمناسبة ذكرى ثورة اكثوبر. فقد تطوع 4 رفاق في إعداد درج مستخدمين أشجار السبندار الطويلة. في الساعة المحددة تحركت المجموعة نحو أهدافها، بحيث فوجئت مجموعة الصعود بالدرج الخشبي متكئًا على جدارن الدبل أكثر من 12 مترًا، تسلق الأنصار الدرج وتوجهوا نحو بيوت المرتزقة المحددين سلفًا. وقد جابوا مدينة العمادية ودرابينها بحثًا عن هؤلاء الذين اختبئوا، وبعضهم كان غير موجود. فقد تركت العملية صدى واسعًا بين جماهير المنطقة، فقلعة العمادية المحصنة لم تعد مكانًا آمنًا لهم كالسابق. في اليوم التالي ألقي القبض على الدرج وتحول الأمر إلى حكاية يتندر فيها الناس. وان احد مطربي كردستان غنى لهذا الدرج.
ملحمة سويله ميش البطولية
منذ ليلة 24ـ 25 أيلول 1983 تواجدت قوات الأنصارـ البيشمركة البطلة التابعة لبتاليون( فوج) 9 السليمانية بأمرة الرفيق الراحل إسماعيل دكتاريوف في قرية سويله ميش، وقد مرت بالقرية مفرزة تابعة لقيادة قاطع السليمانية وكركوك لحشك) وهي في طريقها إلى كه رجال بالقرب من قرية (أحمد آوى) التابعة لمنطقة هوره مان وكان ضمن تلك المفرزة الرفيقان (الشهيدان) ياسين طاهر حمه صالح وجلال ونه رينه يي ويرافق المفرزة أيضًا إثنان من بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني. بقيت المفرزة في القرية مع الفوج المذكور. في الليلة ذاته حدثنا الرفيق إسماعيل آمر الفوج التاسع السليمانية حول المعركة ما يلي:
مع إطلالة الفجر رصد الرفيق النصير المكلف بنوبة الحراسة حركة غير طبيعية تقترب من القرية، قمت في الحال مع أمراء السرايا باستطلاع الموقف فوجدنا قوة كبيرة من الجيش تتقدمها قوة من الجحوش المرتزقة. ترجلت القوة في مسيرة غير نظامية كأنها قطعان من الماشية تتحرك نحو القرية. إتخذت قرارًا على وجه السرعة بالتصدي للقوة المهاجمة وأعددنا الترتيبات اللازمة لخوض مثل هذه المعركة، وكانت الخطة لا تعتمد على توقيت معين بل تستدعي توجية ضربة مباغتة إلى العدو عندما يقترب أفراد القوة من القرية، بشرط أن يكونوا على مدى مرمى سلاح الكلاشنكوف لضمان النجاح وتحقيق أكبر الخسائر الممكنة بالعدو. إتخذ الأنصارـ البيشمركه مواقع قتالية إنتظارًا للمعركة.
في الوقت نفسه وصلت مفرزة دعم من أنصار الفوج 15/كرميان ومفرزة من أنصار مقر قاطع سليمانية – كركوك ومجاميع من المنطقة ومن أحزاب حليفة.
في الساعة الثامنة صباحًا إنطلقت الكثافة النارية باتجاه العدو من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأسفرت عن قتل وجرح العديد من الجحوش المرتزقة والجنود وفي مقدمتهم المجرم المعروف عثمان علي جتون والذي كان أحد أصدقاء الطاغية صدام حسين.
هذه المفاجئة غير المتوقعة بالنسبة للعدو قلبت موازين القوى في المعركة لصالح الأنصارـ البيشمركه، ورفعت من معنوياتهم رغم ما تمتلكه قوات النظام من عدة وعدد، كما ثبطت عزيمة قوات العدو ونشرت الذعر والتردد فيما بينهم. بعد الضربة القاضية التي وجهتها قوات الأنصارـ البيشمركه الأبطال إلى العدو بدأت قوات السلطة بتعزيز مواقعها بقوات إضافية في المنطقة، وحاولت تطويق القرية، وخلال المعركة استشهد لنا النصيران (ياسين طاهر وجلال هونكريني) وتم أسر 3 من الأنصار هم (محمد حمه فرج وئاراس اكرم (سامان) وكاظم عبد الحسين وروار). وقد وصلت الأخبار بأن النظام الفاشي قد اعدم الأسرى في ناحية سيد صادق.
معركة هناره
مئات من الجنود والقوات الخاصة والجحوش وهليكوبتر وقاصفات و12 مدرعة و7 سيارات جيب تشن هجومًا على قوات الأنصار القليلة في 18/11/1983 في قرية هناره ناحية مصيف صلاح الدين. قوات السلطة طوقت القرية – حيث الأنصار يقضون ليلتهم – وصبت نيرانها عليها منذ الصباح الباكر. الطيران قصفها بالصواريخ ومشطها بالدوشكا حتى الخامسة عصرا ودمر 13 من بيوتها وأحرق 6 بيوت أخرى. عملية إقتحام القرية من قبل العدو فشلت أمام مقاومة وصمود الأنصار. خسائر العدوحوالي 75 قتيلاً وإعطاب مدرعتين وتعطيل ناقلة جنود. خسائر أنصارنا شهيد واحد هو النصير أبو شهدي و11 جريحًا، جراح 7 منهم بسيطة. في اليوم التالي استباح العدو القرية، جماهير أربيل تحدثت طويلاً عن المعركة وعن جسارة الأنصار الشيوعيين وصمودهم.
- أحبط أنصارنا من سرية الشهيد خضر كاكيل يوم 17/12/1983 هجومًا واسعًا شنته قوات السلطة على منطقة روست في أربيل وألحقوا بالمهاجمين خسائر كبيرة. بدأت العملية في الصباح الباكر عندما دفع العدو إلى المنطقة قافلة كبيرة من 70 سيارة زيل عسكرية وأعداد من ناقلات الجنود، ومعها عدد كبير من أفراد الجيش بعضهم (مظليون)، ومن الجحوش أيضًا. واشتركت في الهجوم 5 طائرات سمتية وجرى الإسناد بقصف مدفعي.
تصدى الأنصار وجماهير المنطقة للمعتدين ودامت المعركة 9 ساعات متواصلة أسفرت عن مقتل 12 عنصرًا بينهم ضابط برتبة ملازم وجرح العشرات منهم. واستولى الأنصار على سيارة وأسروا سائقها.