مدارات

فنزويلا .. الرئيس يكشف تفاصيل محاولة انقلابية

رشيد غويلب
هاجم ادان شافيز حاكم ولاية باريناس، الواقعة وسط فينزويلا، والشقيق الاكبر للرئيس الراحل هوغو شافيز المعارضة اليمينية باقسى الكلمات، عند تناوله المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي عاشتها بلاده اخيرا في ، مؤكدا ان المعارضة تتحدث عن الديمقراطية، ولكنها لا تؤمن بها، "بل تعتمد المغامرة الانقلابية"، ولحسن الحظ تم افشال الخطط الانقلابية، "لكي نتمكن من الاستمرار في بناء الاشتراكية البوليفارية بسلام". وفي نفس الوقت اعلن حاكم الولاية الاستعداد للمواجهة المسلحة مع الانقلابيين. وفي لقاء مع ممثلي القيادة العسكرية، والقادة المحليين للحزب الاشتراكي المتحد الحاكم، وقادة القوى المتحالفة معه في "القطب الوطني الكبير" ، اعلن شافيز الاخ عن اجراءات التحضير لـ "مقاومة شعبية"، تهدف للوقوف بوجه الانقلابين.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورا قد اعلن في الثاني عشر من شباط الحالي، تفاصيل اكتشاف قوات الأمن خطط محاولة انقلابية. وللمرة الثانية خلال سنة واحدة تورط يها ضباط كبار في سلاح الجو الفنزويلي، كما هو الحال في اذار 2014 ، كان مفترض ان تنفذ في 12 شباط الحالي بواسطة قصف القصر الرئاسي بالطائرات.، وكانت الخطة البديلة تتضمن قصف تجمع جماهيري كان يفترض ان يلقي فيه رئيس الجمهورية خطابا مهما. وكان آلاف الطلبة قد نظموا في الذكرى المئوية لمعركة "فكتوريا" في عام 1814 تظاهرة حاشدة.
وكشفت صحيفة محلية توزع في جميع انحاء البلاد، ان اشارة بدء الانقلاب هي، نشر بيان يصدره قادة المعارضة يدعو لتشكيل "حكومة وحدة وطنية". ولكن الخطة تم كشفها بعد اعتقال عدد من الضباط بناء على معلومات دقيقة، اوصلها ضباط قريبون من المتآمرين الى قوى الأمن. وبعد يومين من الحدث، كشف الرئيس مادورو عن معلومات اضافية في كلمة نقلتها محطات التلفزة الوطنية الى جميع انحاء البلاد. وبموجب هذه المعلومات فان ثلاثة ملثمين يرتدون زي ضباط القوة الجوية، والبحرية، والحرس الوطني يظهرون في فيدو مسجل يعلنون عن قيام القوات المسلحة بالانقلاب على النظام. وكان مفترض ان يقوم التلفزيون الفنزويلي ببث بيان الانقلاب بعد النجاح في السيطرة على القصر الرئاسي وتشير المعلومات التي قدمها رئيس الجمهورية، ان البيان الاول للانقلاب قد تمت صياغته من قبل ممثلية السفارة الامريكية في العاصمة الفنزويلية كاركاس. وبالاضافة الى ذلك قامت الولايات المتحدة بتمويل الانقلابيين، وتزويدهم بتأشيرة دخول الولايات المتحدة كإجراء احتياطي.
وأكد الرئيس ليس جميع قادة المعارضة متورطين في الانقلاب، "ولكن الجميع كان على علم بالخطط المضادة للديمقراطية الفنزولية". وذكر مادورا بالاسم مرشح انتخابات رئاسة الجمهورية السابق عن اليمين المعارض إنريكه كابريليس. وبحوزة الحكومة ايضا تسجيل صوتي، بلغة اجنبية،، لقادة احد احزاب المعارضة، يتحدث عن تفاصيل الخطة الانقلابية، دون ان يشير الى تاريخها". وقال الرئيس: "لقد احبطنا وهزمنا انقلاب يحمل ختم واشنطن". وأكد وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز، في كلمة بثها التلفزيون، وظهر الى جانبه خلالها قادة اصناف القوات المسلحة الرئيسية، اكد وقوف القوات المسلحة الى جانب السلطة الشرعية، والمنتخبة ديمقراطيا. من جانبهم رفض قادة المعارضة اتهامات الحكومة، وأشاروا الى عدم تبنيهم لاي اسلوب يتعارض مع الديمقراطية، وان اسقاط حكومة الرئيس مادورا لا يتم "بواسطة الطائرات الحربية، بل بواسطة اصوات الناخبين". وذكّر السكرتير التنفيذي لحزب "مائدة الوحدة الديمقراطية" اليميني المعارض بالانتخابات البرلمانية العامة التي ستجري نهاية العام الحالي.
يذكر ان قوى اليمين المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية، وبلدان رئيسية في الاتحاد الاوربي تحاول توظيف الصعوبات الاقتصادية، ومظاهر الفساد المالي والاداري التي لا تزال مؤثرة في فنزويلا، لاعادة نسخة قريبة الى الانقلاب الفاشي في شيلي عام 1973 الذي اطاح بحكومة الوحدة الشعبية اليسارية، من خلال خلق شحة للبضائع الرئيسية في السوق، وخلق حالة من التذمر الشعبي، كمدخل لتنفيذ حركة انقلابية تطيح بالحكومة اليسارية المنتخبة.