مدارات

كولومبيا.. أكثر من 100 ألف يتظاهرون من اجل السلام

رشيد غويلب
شهدت مفاوضات السلام التي تستضيفها العاصمة الكوبية هافانا، بين الحكومة الكولومبية، وحركة القوات المسلحة الثورية اليسارية المعارضة (فارك)، شهدت تقاربا هاما بين الطرفين، اذ اتفق الطرفان السبت الفائت على إزالة شاملة لحقول الالغام في المناطق الريفية.
وستقوم منظمة "المعونة الشعبية" النرويجية بالاشراف والتنسيق على المشروع، هذا ما أعلنه بيان مشترك للطرفين المتفاوضين، نشر في العاصمة الكوبية.
وتم التوصل الى الاتفاق في اطار مفاوضات السلام التي تجري برعاية كوبية نرويجية، ووصف كبير المفاوضين الحكوميين نائب الرئيس السابق "أومبرتو دي لا كالي"، الاتفاق بأنه "خطوة أولى" نحو وضع حد للصراع وبأنها "خطوة كبيرة نحو السلام". ورحب كبير المفاوضين (فارك) إيفان ماركيز بالاتفاق، واصفا اياه بالإنساني.
والمفاوضات الجارية في هافانا، والتي تجري ، مع توقفات، منذ عام 2012 تهدف لانهاء الصراع المسلح بين الطرفين، والذي انطلق في عام 1964، ويستمر بدون انقطاع ، منذ اكثر من 50 عاما. وحتى ألان استطاع الطرفان المتفاوضان الاتفاق على بعض القضايا المتعلقة بالصراع، مثل النزاع على الأراضي، والاتجار بالمخدرات، ودمج المقاتلين السابقين في الحياة المدنية، ويتضمن جدول اعمال جلسات التفاوض الآن التعامل مع ضحايا الصراع بجوانبه المختلفة ، والشروط الممكنة لوقف اطلاق النار. اي انهم لم يتوصلوا بعد الى الاتفاق بشأن قضايا مفصلية مثل ال?اء الثوار لسلاحهم، والتوقيع على معاهدة سلام شامة.
وكانت المفاوضات بين الطرفين قد استؤنفت الخميس الفائت في هافانا، ولأول مرة يشارك في المفاوضات شخصيات عسكرية رفيعة المستوى من الطرفين. ، وكانت قيادة (فارك) قد اعلنت في كانون الأول الفائت، وقفا لإطلاق النار ، من جانب واحد. ويرفض الرئيس الكولومبي مانويل سانتوس الموافقة على وقف اطلاق النار، قبل التوصل الى معاهدة السلام.
وتناضل (فارك)، منذ انطلاق كفاحها المسلح، بمساهمة متميزة من الحزب الشيوعي الكولومبي، ضد حكومات اليمين المتعاقبة، والاقطاع المتحالف معها. وخاض الثوار اليساريون، طيلة هذه العقود، معارك شرسة ضد الجيش الحكومي، والمليشيات اليمنية المتطرفة. وتمتلك المنظمة اليسارية 8 آلاف مسلح. وتشير المعطيات الرسمية ان أكثر من 50 عاما من الصراع المسلح، كلف الكولومبيين 220 الف ضحية تقريبا، وأكثر من 5 ملايين لاجئ.
وتعبيرا عن رغبتهم بالسلام خرج الكولومبيون، السبت الفائت، الى شوارع العديد من مدن بلادهم ، في مسيرات داعمة لجهود السلام. وشهدت العاصمة "بوغاتا" اكبر المسيرات بمشاركة مباشرة من رئيس الجمهورية، وعائلته، ووزراء حكومته. وكان عمدة العاصمة السابق انتاناس موكوس، قد دعا إلى المشاركة في مسيرات السلام.
وقال رئيس الجمهورية "هذه المسيرة تدعم قضية عادلة، انها تظاهرة من اجل الحياة"، في حين انتقد الرئيس السابق، والسنتور اليمني "الفارو أوريبي" المسيرة، كما افادت اذاعة محلية، واتهم أوريبي رئيس الجمهورية، وحليفه السابق، بتمويل التظاهرة من المال العام. ووفق الارقام التي اعلنها المنظمون للمسيرة، فان اكثر من مئة الف مواطن، في عموم البلاد، شاركوا فيها.