مدارات

الحزب الشيوعي المصري : نحذر من التورط في حرب على اليمن

نحذر من التورط في حرب على اليمن ...
ونطالب بتوقف جميع الأطراف عن القتال ،واللجوء للحل السياسي
في ظل الأوضاع شديدة التعقيد ،والمخاطر العديدة التي تحيق بالمنطقة وبالعديد من الدول العربية ،وتصاعد المخططات الأمريكية والصهيونية التي تستهدف تفكيك وتقسيم تلك الدول واستنزاف إمكانياتها وتدمير جيوشها في صراعات وحروب دينية وطائفية ومذهبية ،ودعمها للجماعات الإرهابية التي ساهمت الدوائر الاميركية في خلقها وتسليحها وتمويلها مع حلفائها في المنطقة ، وفي ظل تربص قوى إقليمية (تركيا- إيران) وسعيها لاستغلال الأوضاع المتردية للدول العربية لتوسيع نفوذها وبسط هيمنتها على العديد من المناطق الحيوية التي باتت تهدد الأمن القومي العربي والمصري .وعلى خلفية هذه الأوضاع انفجرت أزمة اليمن التي تفاقمت نتيجة لكثير من العوامل من بينها الحلول التوفيقية التي فرضها مجلس التعاون الخليجي لاحتواء وإجهاض ثورة الشعب اليمني.
ومما عجل بوصول الأوضاع إلى هذه الحالة الحرجة سيطرة الحوثيين بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على العاصمة صنعاء وسعيها للتقدم وفرض نفوذها بالقوة المسلحة على جنوب اليمن في اتجاه عدن ،وتجاهلها لدعوات القوى السياسية اليمنية وللتحذيرات العربية والدولية بضرورة وقف الاقتتال واللجوء إلي الحوار للوصل إلي حل سياسي يضمن وحدة اليمن وسلامة أراضيه ،مستندين إلى دعم واضح من إيران التي باتت لا تخفي نواياها وإطماعها القومية في المنطقة .
ورغم أن العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية بدأت بضربات جوية لضرب قواعد الحوثيين وإيقاف تقدمهم نحو عدن ،إلا إن نطاق العمليات اتسع بعد ذلك في اتجاه حرب شاملة لتدمير الجيش اليمني ومقدرات الدولة اليمنية .كما اتسعت الأهداف المعلنة للعمليات لتتجاوز مسألة إجبار الحوثيين على الحل السياسي إلي ضرورة استسلامهم وتسليم سلاحهم والاعتراف بشرعية الرئيس هادي منصور ،أي أن الهدف أصبح هو فرض الحل السعودي المنحاز لأحد الأطراف على الشعب اليمني ،وهي أهداف لا تؤدي عمليا سوى إلي استمرار الحرب والتدمير دون أي آفاق لحلول سياسية واقعية يتوافق عليها جميع الأطراف اليمنية .كما أنها تغض الطرف عن التنظيمات الإرهابية في اليمن .
ومع تأكيدنا على حق مصر في الوقوف ضد أي تهديد لحماية أمننا القومي في البحر الأحمر، إلا أننا نحذر من المشاركة المصرية في هذا التحالف الذي تقوده وتحدد أهدافه السعودية ،وتدعمه لوجيستيا ومخابراتيا الولايات المتحدة الأمريكية بما يمكن أن يورط مصر في حرب على اليمن الشقيق تتجاوز بل وتضر بمصالح مصر في حماية مجالها الحيوي وأمنها القومي.كما أن استمرار هذه العمليات سوف يؤدي إلي تأجيج الصراع المذهبي والطائفي في المنطقة كلها ،ويحرفنا عن معركتنا الأساسية في مواجهة الخطر الداهم المتمثل في الإرهاب بكل صوره وأشكاله .
وفي ضوء ذلك يطالب حزبنا القيادة السياسية بإعادة النظر في قرار مصر بالمشاركة في العمليات العسكرية وعدم التورط بأي شكل من الإشكال بإرسال قوات برية إلي اليمن ، وضرورة أن تلعب مصر دورا أساسيا في الضغط لإيقاف جميع العمليات العسكرية من كافة الأطراف ،والوصول إلي حل سياسي برعاية عربية يضمن وحدة الأراضي اليمنية ،وحق الشعب اليمني في اختيار من يحكمه بإرادته الحرة .
المكتب السياسي
الحزب الشيوعي المصري
الاثنين 30مارس 2015