مدارات

وفد عراقي ناقش في ندوة بإيطاليا التطورات السياسية والاجتماعية في العراق بعد سقوط الموصل

عبد اللطيف السعدي
حاضر وناقش وفد عراقي، ضم ناشطات وناشطين في مجال المجتمع المدني والحريات، وكتابا وباحثين، وصحفيين، في ايطاليا، اوضاع العراق الراهنة، من الناحية السياسية والاجتماعية، والتطورات التي طرأت على البلاد منذ سقوط الموصل حتى الان.
ووصل إلى العاصمة الإيطالية روما في التاسع عشر من شهر نيسان، وفد ضم ناشطين وباحثين وصحفيين عراقيين، للمشاركة في ندوة، "المأساة العراقية... أية إجابات لمنظمات المجتمع المدني، والنسائية بوجه خاص".
وحضر الوفد، تلبية لدعوة من جمعية الصداقة "إيطاليا - العراق. العراق للعراقيين" التي يرأسها جوفانّي فرانزوني، منذ تأسيسها عام 2004، تضامنا مع العراق.
وفرانزوني، متخصص بالانثروبولوجيا، وكان أحد الرهبان السابقين في الكنيسة الكاثوليكية، وبسبب مواقفه الرافضة لبعض توجهات الكنيسة، سماه بعض زعماء الاخيرة، "الشيوعي".
وضم الوفد العراقي، كلا من "رئيسة جمعية الأمل للمساعدة والتنمية، والناشطة في مجال حقوق الإنسان والمرأة في العراق، هناء أدور، والناشطة في المجتمع المدني ، رئيسة جمعية تموز للتنمية الإجتماعية، فيان الشيخ علي، والباحث الخبير بتأريخ الأديان والطوائف في العراق والشرق الأوسط رشيد بندر الخيون، ورئيس التحرير التنفيذي لصحيفة المدى العراقية، عدنان حسين، والباحث والكاتب حيدر سعيد".
وقدمت جمعية الصداقة، الوفد في مؤتمر صحفي، في إحدى القاعات وسط روما، في العشرين من شهر نيسان، وفي عصر اليوم الحادي والعشرين افتتحت أولى جلسات الندوة في قاعة حزب (اليسار، البيئة، الحرية) في البرلمان الإيطالي.
وبعد تحية وتقديم لرئيس الجمعية الإيطالية الاب فرانزوني، وكلمة للباحث حيدر سعيد، قدم الباحث رشيد الخيون مداخلته التي كانت تحت عنوان "إطار تأريخي للمجتمع العراقي: العلمانية، الثقافة، الأديان". ركز فيها على واقع تكوينات المجتمع العراقي، وصولا إلى تطورات الأوضاع حتى العاشر من شهر حزيران العام الماضي. أعقبته الناشطة هناء أدور بالحديث عن مسار حركة المرأة في العراق ومسيرة نضالاتها من أجل بناء دولة العدالة والتعددية الديمقراطية في العراق.
بعد ذلك، تم افساح المجال، لأسئلة الحاضرين وملاحظاتهم، تقدمها حديث لسفير العراق حبيب هادي الصدر، الذي حيا المشاركين ورحب بقدومهم باسمه وباسم سفير العراق في إيطاليا سيوان البرزاني الذي كان حاضراً ايضاً.
وفي صباح اليوم التالي (22 نيسان) عقدت جلستان، صباحية ومسائية، بمشاركة جميع أعضاء الوفد العراقي، مع مشاركة لشابة كردية من سوريا لتتحدث عن كفاح المرأة الكردية ضد داعش ومساهمتها في دحره من منطقة كوباني.
في الجلسة الصباحية تحدث الباحث والكاتب حيدر سعيد مستعرضاً مساهمته التي جاءت تحت عنوان "التحول الاجتماعي والعملية السياسية بعد الغزو والاحتلال الأمريكيين في عام 2003". وقد اثارت ورقته الحوار حول الظاهرة الداعشية, واسباب ما حصل في العراق.
أعقبته الناشطة النسوية، هناء أدور، التي تناولت أوضاع النساء بعد العام 2003، مؤشرة تراجع في حقوقهن، وخاصة بعد اضطرار الآلاف منهن إلى الهجرة بعد سيطرة داعش على مناطق واسعة في العراق.
ثم تحدثت الناشطة الكردية ورئيسة جمعية تموز للتنمية الاجتماعية، فيان الشيخ علي، عن دور النساء العراقيات في إطار تنمية وتنشيط منظمات المجتمع المدني. وتوسعت في الحديث عن مآسي النساء في كردستان وخاصة من الأقليات المسيحية والايزيدية بعد دخول داعش إلى الموصل وسيطرته على أجزاء واسعة من العراق.
وقد اثارت الاوراق التي طرحت في الندوة، المزيد من المداخلات وأسئلة وملاحظات، عن ظروف ما بعد الغزو والحرب الأمريكية في العراق. ولقد أضفى ذلك على الندوة طابعا حيوياً.
وفي عصر اليوم ذاته، تحدث كل من الصحفي ورئيس التحرير التنفيذي لصحيفة المدى، عدنان حسين، والباحث في الأديان رشيد الخيون. تحدث الأول عن واقع حرية الصحافة والتعبير في العراق، مبرزا دور الصحفيين وكفاحهم من أجل تعزيز النظام الديمقراطي في البلاد، والعمل من أجل سن قانون مناسب يخص حرية التعبير، مشيرا الى ما يتعرض له الصحفيون، من محاولات للإسكات.
أما الباحث الخيون فلقد ركز حديثه على القاعدة الدينية والسياسية التي نشأت على أساسها داعش، وأهدافها في امحاء معالم الحضارات في بلاد ما بين النهرين عبر تدمير ابرز المعالم الآثارية في البلاد.
وكانت اهمية ما طرحه الباحثون، قد دفعت بعض الإيطاليين الى المساهمة الفاعلة وفي بعض الأحيان المساجلة الحادة حول بعض جوانب الموضوع.
وأجرى الوفد العراقي، لقاءات مع رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الإيطالي (مجلس النواب)، ومع قيادة الإتحاد الإيطالي لعمال التعدين والميكانيك، وهي أكبر نقابة في إطار أكبر اتحاد نقابي إيطالي، وهو الإتحاد العام الإيطالي للعمال. حيث استعرض أعضاء الوفد الأوضاع الجارية في بلادهم وتبادل الأطراف المعلومات وسبل التعاون والمقترحات لمواصلة التعاون وتقديم الدعم لمنظمات المجتمع المدني في العراق.