مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978-1989) "28" / فيصل الفؤادي

الفصل الثالث عشر
12- دور محاولات أجهزة النظام الامنية/المخابراتية في تخريب حركة الأنصار.
منذ بدأ العمل الأنصاري وقبله، كان النظام يخطط لإنهاء الحزب الشيوعي العراقي ودوره في البنية السياسية للمجتمع، وبعد أن باءت جهوده الكبيرة بالفشل، عمل على إيجاد ركائز عميله له في الجبل، المناطق التي تتواجد فيها أحزاب المعارضة ومنها الحزب الشيوعي العراقي واستحدثت الأجهزة الأمنية ُشعباً خاصة لمحاربة الشيوعية كفكر وتنظيم من خلال تهيئة كوادره ومن خلال تدريسهم في دورات خاصة لمحاربة الفكر الشيوعية عمليًا وفكريًا وإيجاد خطط وبرامج لهذه المواجهة، انعكست هذه بمجملها على العمل الأنصاري وذلك من خلال دس العملاء ورسم الخطط لضرب الأحزاب المتواجدة في الساحة الكردستانية بعضها بالبعض الأخر وإلى حد ما نجحت بعض محأولاتها، حيث حدثت كثير من المعارك التي أدت إلى خسائر بين صفوف المتقاتلين وهذا ما كشفته الوثائق التي تم الحصول عليها بعد انتفاضة آذار 1991.
وبالنسبة للحزب الشيوعي العراقي فقد عمل النظام الدكتاتوري منذ تأسيس الجبهة الوطنية والقومية التقدمية (1973-1979) مراقبة الشيوعيين النشطاء و إرسال عناصر للإندساس داخل الحزب.
(ولقد سخرت السلطة كل إمكانياتها وخبرة أجهزتها في العمل المضاد للأنصار والسعي إلى اختراق الحركة بالمندسين والعملاء، مما أدى إلى وقوع ضحايا وخسائر، وفي الوقت نفسه كانت خبرة الحركة في هذا المجال وإجراءاتها المقابلة دون المستوى المناسب) .
وحاول النظام الإستفاد من بعض الرموز الشيوعية السابقة والخارجة عن الحزب مستغلاً العلاقات الإجتماعية لهذه الشخصيات ودفعها لتكوين تنظيمات بديلة للحزب أو مغازلة وجهات النظر المتفقة مع توجهاتهم في داخل الحزب لتشكيل ثقلا تنظيميا.) .
إن أهم وثيقة أمنية وجدت بهذا الصدد هي برنامج للحزب الحاكم (حزب البعث) في مواجهة الحزب الشيوعي العراقي عام 1978، حيث خططت السلطة على تحويله إلى هيكل لا يستطيع منافسة حزب البعث وسلطته، وتصفية وجوده ما لم يتلاءم مع الثورة ونهجها.
كانت قيادة الحزب الحاكم قد أعدت خططها وبرامجها لتحقيق هذه الغاية وهذا ماتوضحه، وثيقة صدرت بداية عام 1978 عن القيادتين القومية والقطرية تتضمن الخطة العامة والخطط التفصيلية للحزب الحاكم وأجهزته في مواجهة الحزب.
برنامج عمل حزبنا(حزب البعث – الكاتب) للتعامل مع الحزب الشيوعي العراقي .
إضعاف دور الحزب الشيوعي في إطار التحالف واستثمار ذلك في إرباك وضعه التنظيمي واهتزاز صورته أمام الجماهير بهدف قطع صلته بالجماهير وانحسار تاثيره السياسي، ويعني تحويل الحزب الشيوعي العراقي إلى هيكل لا يستطيع منافسة أو تهديد حزبنا وسلطته، وقطع الطريق عليه وحرمانه من الكسب والتوسع، ومن ثم وهذا جوهر الخطة (إستمرار العمل لتصفية وجوده كليًا خلال السنوات الخمس القادمة، ما لم يتلاءم مع الثورة ويتعايش مع نهجها). يكون من عام 1977 إلى 1982.
• وهذا يتطلب تعميق وتعميم الأساليب الصحيحة (لإنهاء دور الحزب) وتقليص وإنهاء إعتماد الأساليب التي أثبت التجارب خطأها واستبدالها بأساليب علمية مدروسة مع التقيد بهدف تصفية الحزب الشيوعي العراقي وعلى المدى الزمني المحدد. وعم التسرع والتوسع في الإجراءات الأمنية وإثارة الضجة التي تلحق ضررًا بالحزب وتستثمر لصالح الحزب الشيوعي العراقي داخليًا وخارجيًا.
• والتكتيك يقوم على:
- الاستمرار في دعوة اللجنة المركزية لإجراء حوار لمعالجة الخلل الحاصل في علاقات التحالف، وإشعارهم أن الملاحقة لتنظيماتهم ستتوقف عندما يعلن الحزب الشيوعي انتقاده (لبيانه سيء الصيت)، وإقرار بقيادة الحزب للجبهة والسلطة والمجتمع (المقصود هو تقرير اللجنة المركزية في آذار 1978).
- التأكيد المستمر على تمسك البعث بالجبهة.
- التأكيد على جديتنا في مطالبة الحزب الشيوعي بإعادة النظر في سياسة التبعية واعتبار ذلك شرطًا لاستئناف العلاقات.
- التاكيد على استمرار حزب البعث في سياسة إعدام العناصر المرتبطة بالأحزاب الأخرى والتي تمارس نشاطًا سياسيًا في القوات المسلحة.
- يمتنع الحزب عن كل تثقيف يتعارض مع روح التحالف، ويبلغ بعدم نشر أي موقف فكري يتعارض مع فكر ونهج الثورة.
وهي مجموعها 17 نقطة في مجالات الإعلام والدراسات والعلاقات ..الخ.
وتضيف الوثيقة إلى تنفيذ هذه السياسة من قبل الهيئات التالية:
- مهام تنجزها القيادة القطرية.
- مهام تنجزها اللجنة القيادية.
- مهام تنجزها المنظمات الحزبية.
- مهام تنجزها الأجهزة الأمنية.
• المهام التي تنجزها القيادة القطرية منها تعميق العلاقة والصلة بالإتحاد السوفيتي والبلدان الإشتراكية بما يطمئنهم على استمرار علاقات الصداقة بهدف تقليل اهتمامهم بالحزب الشيوعي العراقي.
• تحديد نهاية العام الدراسي وعلى مراحل لتصفية جهاز التربية والتعليم والإعلام من العناصر الشيوعية ومؤيديهم.
• التنسيق مع أطراف الجبهة الأخرى للتضييق على الحزب الشيوعي واستمرار مجلتي الدستور والوطن العربي بالتشهير بالحزب الشيوعي العراقي.
• إعادة النظر بالتمثيل في المنظمات الدولية والإجتماعية والإتحادات العالمية والمهنية وغيرها لإخراج الشيوعيين منها.
• المهام التي تنجزها اللجنة القيادية: يقدم (الرفاق) العاملون في خطوط مائلة والعناصر المتعاونة مع حزب البعث والأجهزة الأمنية تقاريرهم إلى اللجنة لدراستها والاسترشاد برأي القيادة القطرية.
• الحفاظ على الكوادر الشيوعية المتقدمة والمتعاونة مع الثورة.
• دفع العناصر المتعاونة معنا وبموافقة الحزب الشيوعي للاختفاء والإنتقال إلى مناطق أخرى بهدف كشف المظمات غير المكشوفة.
• تهيئة العناصر القيادية المرتبطة بنا مستقبلاً لقيادة انشقاق حزبي ودراسة ذلك بإتقان.
• المهام المناطة بالمنظمات الحزبية – التنسيق بين المنظمات الحزبية والأجهزة الأمنية المختصة لملاحقة العناصر السيئة واتخاذ الإجراءات القانونية.
• بذل الجهود مع الشيوعيين المكسوبين وخاصة العناصر البارزة في تنظيم الحزب الشيوعي للإستمرار مع الحزب الشيوعي وكتابة التقارير ورفع المعلومات للحزب (البعث).
• إعتماد وسائل الإغراء المادي والوظيفي وتوثيق عرى الصداقة واستخدام وشائج القربى في الضغط وكسب الشيوعيين وأولادهم والإهتمام بنوعيتهم.
• رصد اجتماعات خلايا الحزب الشيوعي.
• توجيه عناصر داخل تنظيماتهم باقتناص الفرص لإنهاء العناصر المتشددة ضد السلطة وتسقط أخطائهم والتشكيك بهم.
• رابعا – المهام المناطة بالأجهزة الأمنية: إستمرار الأجهزة الأمنية في رصد نشاطات الحزب الشيوعي وجمع المعلومات الدقيقة عنهم والاستمرار في زرع الوكلاء والتعاون مع المنظمات الحزبية. إن الجزء الأكبر من الهدف قد أنجز في محافظات القطر (الوسطى والجنوبية) وتعثر في المنطقة الشمالية بسبب الظروف الموضوعية والذاتية لذلك يجب التوجه جديًا لإضعاف الحزب الشيوعي في المنطقة الشمالية وإعداد خطة خاصة لهذه المنطقة ورفد التنظيم والأجهزة الأمنية بعناصر فعالة لاستكمال تفتيت تنظيم الحزب الشيوعي).
أعد النظام هذه الخطة وغيرها في دوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات بغية إنهاء الحزب. وتحت شعار (إذا عرفت خطط عدوك فلن تخسر أية معركة تخوضها)، وكان النظام ومخابراته يسعون إلى معرفة خطط الحزب وأسراره وتشكيلاته وتنظيماته العسكرية والمدنية والركائز وغير ذلك من المساعي. كما عملت على تجنيد المخربين والعناصر القريبة من الحزب أو من عوائل شيوعية. والقيام بعلاقات خاصة مع الكوادر والقيادات الحزبية المعروفة ومنهم من يتظاهر بالحرص الشديد على التنظيم أو الحزب.
وقام النظام بإيجاد مجموعة خطوط في القرى والمدن ولتشكل شبكة واسعة من المخبرين وخاصة من النساء وزجهن للقيام بعلاقات إجتماعية المال والجنس وزعزعة الثقة بالحزب وإشاعة اليأس والبلبلة، وبالتالي تغير القناعات وبواسطة الضغط والترهيب أو التعذيب الجسدي والنفسي والابتزاز العائلي. وأغلب العناصر كانت تتدرب في (معهد ابن الهيثم وجامعة البكر) ..الخ.
وقد استعمل النظام عملائه في دس السموم في الأكل للأنصار الذين يعملون في التنظيم أو دسها في وجبات الأكل في مقرات الأفواج أو السرايا أو القيام بعمليات الإغتيال المختلفة.
كانت المخابرات تختار عناصرها ممن تتوفر فيهم الإمكانيات في معرفة أساليب الحزب الشيوعي العراقي وتنظيماته والقابلية في المناقشة والتحليل والاستنتاج واستيعاب تطور الحركة الشيوعية في العراق.
(متى ماتم التشبيك على تنظيمات الحزب (الحزب الشيوعي) وفي مواقع متقدمة، عندها ستكون كافة نشاطات الحزب في عملنا ويمكن التحكم فيها).
وكانت مديرتي الإستخبارات والمخابرات ترفد فروعها بنشاطات الحزب وتوجيه إلى متابعة عناصره، ومن أجل تنبيه مصادرهم إلى نشاط الحزب فقد وجهة لهم في كتاب سري الصادر في 25/2/1985 يقول (إتخذ أحد الخطوط التنظيمية للحزب الشيوعي العراقي في منطقة الفرات الأوسط، عدة أوكار في محافظة بغداد لغرض متابعة الأجهزة الامنية ومعرفة ساعة خروج ضباط الأمن من دوائرهم وعودتهم إلى بيوتهم وخاصة في الليل بغية التخطيط لعميات اغتيال مدروسة لهم. وثانيًا يرجى إشعار كافة ضباطكم لاتخاذ الحيطة والحذر عند تنقلاتهم وفي علاقاتهم الإجتماعية والتحديد منها).
كما سعى النظام إلى تخريب علاقة الحزب الشيوعي مع الأحزاب الوطنية والقومية من خلال توسيع شق الخلاف والقيام بإجراءات تساعد على الاقتتال، ومنها إرسال بعض العملاء للرمي بصورة متعمدة على مفارزنا أو بالعكس، وهذا بطبيعة الحال أثر على العلاقات خاصة بين الحزب الشيوعي والإتحاد الوطني الكردستاني.
لقد عملت السلطة بأجهزتها المختلفة مع تطور الحركة الأنصارية, وقد مر عمل هذه الأجهزة بعدة مراحل:
المرحلة الأولى:
- إعتمدت أساليب الأجهزة الأمنية والمخابراتية على معرفة الأنصار الوافدين من الخارج ومصادر السلاح ونوعه والطرق التي يمر بها ومواقع (قواعد) الأنصار.
- تجنيد مخبرين سبق وأن كانوا في صفوف الحزب وتم توظيفهم لصالح الأجهزة الامنية. ويتم إرسالهم من الخارج ومن ثم إعادتهم إلى الأنصار.
المرحلة الثانية :
- زج عناصر مخابراتية من القرى. وعلى شكل ملتحقين جدد.
- إرسال عناصر من تنظيم الداخل تم إسقاطهم (بتراحيل حزبية مزورة).
- إقامة علاقات بين العناصر المخابراتية في الوحدات العسكرية والحزبية المختلفة.
- شكل بعض العناصر المندسة مصدرًا للمعلومات من خلال بقائهم فترة قصيرة وسريعًا ما يتم سحبهم، وكانت مهمتهم محاولات الإحباط وإثارة البلبلة والتشكيك بقدرة الأنصار والتقليل من شأن القيادة.
- توظيف العناصر النسائية من عوائل شيوعية معروفة.
- قيام بعض النساء في القرى بعلاقات مع الأنصار.
لقد استطاع النظام إيجاد بعض الخطوط في قرى كردستان، وقد ساعدت هذه الركائز القوات الأمنية في معركتها ضد قوات الأنصار وبعض تشكيلاتها، من خلال الإلتحاق والتسليم مرة أخرى إلى النظام، إضافة إلى ان بعض العناصر (أنصار) قد تم كسبهم مسبقًا وسلموا بعض المعلومات إلى النظام، وقد تسبب هؤلاء وغيرهم من خسارة الحزب لكوادر حزبية وعسكرية مجربة منهم على سبيل المثال الشهداء (أبو رؤوف وسيدو) و( مجموعة عباس) التي غدر بهم العميل (مامو).
المرحلة الثالثة : الهجوم المباشر
- زج عناصر لغرض التخريب المباشر وإيقاع الإذى، والإغتيال والتسميم لغرض الإبادة.
- تشكيل مجاميع لغرض الإلتحاق بحركة الأنصار ثم الرجوع مباشرة أي بعد فترة قصيرة وذلك بعد الحصول على المعلومات عن المقرات والمفارز وأبرز المسؤولين والقادة ...الخ.
ولابد من الإشارة إلى تداخل الأجهزة الأمنية والمخابراتية في علاقاتها مع الأحزاب المتواجدة في كردستان حيث البعض يكون عميل مزدوج (التشبيك المزدوج). ومن الامثلة إغتيال الرفيق أبو رغد حيث ان الذين اغتالوه التحقوا بأحد الأحزاب هو الحزب الديمقراطي الكردستاني.ومن الامثلة على تنفيذ هذه المخططات كثيرة منها -
- وصول احد الكوادر الحزبية والذي كان يعمل في منظمة الحزب الشيوعي في مدينة الثورة في بغداد والذي اصبح مندسا بعد ان تم تسقيطه في الاجهزة الامنية ويدعى ابو محمد وكان يوضح للاخرين بانه كادر حزبي , وكان يسأل كثير عن المناطق القريبة ويطلب معلومات اخرى على الاحزاب والقوى المتواجدة في ناوزنك. وفي احد الايام غاب ابو محمد , وتم البحث عنه حتى علمت قيادة الحزب بأن قوات الاتحاد الوطني الكردستاني القت القبض عليه بعد ان رأته يريد الهرب والتسليم الى ربايا النظام في سفح جبل مامنده من منطقة قلعة دزه. تم وضعه في السجن وبعد التحقيق معه اعترف بانه عسكري (نائب ضابط متقاعد) وكان عضو في محلية مدينة الثورة واعترف بانه اسقط سياسيا وهو يعمل منذ فترة طويلة وقد اعترف على الكثيرين من رفاقه بما فيها الرفيقة عايدة ياسين عضو اللجنة المركزية للحزب التي غيبها النظام الدكتاتوري.
- ضابط سابق يدعى (كامل محسن الخفاجي)يصل الى ناوزنك عن طريق سوريا وقبلها جاء من اليمن الديمقراطية , وبعد فترة تم القاء القبض عليه في مكان معين يريد ان يذهب ليسلم نفسه الى الربايا ومعسكرات السلطة و اجهزة الامن والمخابرات بعد عرف كيف يتم الوصول الى كردستان والطرق التي يمر بها. ويتم التحقيق معه ويعترف كونه كان في الجيش العراقي برتبة نقيب وهو عضو في الحزب الشيوعي سابقا واعتقل في شباط 1963 لمدة عام كامل. وبعد ان بقي فترة غير قليلة وبعد توسلاته الكثيرة اتخذ قرار من قيادة الحزب بمساعدته بالعودة الى خارج العراق . وبالفعل تم ارسال اربعة من الانصار معه لايصاله الى بهدينان. وفي الطريق وبعد الاحترام والتقدير من قبل مرافقيه الانصار , حيث يؤدون بعضهم الصلاة واخرين يجهزون الغداء قرب نبع الماء ,يقوم بحمل بندقية كلاشنكوف ويطلق النار عليهم ويستشهد اثنان منهم ويجرح الاخرين ويلوذ بالفرار الى اقرب ربيئة للنظام.
- في قاطع السليمانية ارسل النظام احد عناصره ويبدو انه تدرب بشكل جيدا , وبعد التحقيق معه لم يعترف وحاول ان يهرب واخيرا قذف بنفسه من الجبل في الوادي ومات . وارسل عنصرا اخر وقد قام بعملية مخابراتية قذرة حين ذكر ان له علاقة ببعض الانصار وهو دائم الاتصال بهم واعطى اسمائهم, مما ولد ارباكا في القاطع . وبعد اعادة التحقيق مع هذا العنصر اكثر من مرة ذكر بأنه سمع بهؤلاء الانصار ولم يعرف عنهم شيئ , هذا جزء من محاولات عناصرهم الخبيثة.
وخلال تواجد الأنصار مرت كثير من الأحداث التي قام النظام وعملاءه بشروع بالقتل من خلال إرسال السموم المختلفة وأود هنا ان أنقل ما كتبه الفقيد توما توماس في مذكراته:
(لم يكن سلاح السموم جديدًا عند عصابة البعث، فقد استخدموه ضد المعارضين منذ الأيام الأولى لاستلامهم الحكم، إذ قاموا بتصفية خصومهم بدس المواد السامة في العصاير أو الشاي، وبطرق كان من الصعب الكشف عنها. واستعمل هذا الأسلوب الجبان مع السجناء الشيوعيين قبيل إطلاق سراحهم لغرض قتلهم وهم خارج السجون لإبعاد تهمة القتل عن النظام.
كانت أول حالة تسمم تمت ضد أنصارنا، والتي كانت مفاجئة لنا تمامًا، إذ لم نتوقع أن تصل هذه الجرائم إلى أقصى القرى الكردستانية. فقد ظهرت أعراض حالة التسمم في بادئ الأمر على الرفيق خضر حسين، حيث أصيب بدوار في الرأس وشلل بسيط في قدميه ونحول في جسمه، مما أدى إلى شلله تمامًا عن الحركة ليتوفى بعد حين. ولم نتمكن من تحديد نوع السموم أو متى دست له. ومما زاد من صعوبة تشخيص ومعرفة معلومات دقيقة عن تلك الحالة، هي أنها كانت من نوع السموم التي لا تظهر اعراض الاصابة بها إلا بعد مدة من تناولها، مما يطمس أية إمكانية لتحديد أين ومتى تم تناولها.
حليب مسموم
في منطقة بهدينان وفي أواخر 1980، كان الأنصار يقومون بجولات ميدانية في المنطقة. وكان من الطبيعي أن يعتمد الأنصار في تغذيتهم خلال جولاتهم على ما يقدمه أهالي القرى، وعلى بعض المساعدات من المعلمين في المدارس وخاصة علب الحليب السائل والجبن المعلب والفواكهة التي كانت توزع في المدارس الإبتدائية.
كانت إحدى سرايا أنصارنا موجودة في منطقة اتروش، حيث توثقت العلاقة بين (إسماعيل) أحد معلمي مدرسة قرية (بي نارينكي) وبين الرفيق دكتور عادل (الشهيد غسان عاكف حمودي)، إذ كان المعلم يحتفظ بكمية من المواد الغذائية المعلبة المخصصة للمدرسة ويسلمها للسرية شهريا كمساعدة في تغذية الأنصار. في إحدى الليالي تم استلام المواد من (إسماعيل). وكالمعتاد تحركت السرية منذ ساعات الفجر الأولى لمغادرة القرية باتجاه الوديان بعيدًا عن أعين العملاء وتحسبًا من هجوم مفاجئ من القوات العسكرية أو من قصف مدفعي أو جوي يعرض القرية لمخاطر التدمير. وقبل أن تبتعد السرية عن القرية لاحظ الأنصار شخصا يعدو خلفهم وينادي طالبا توقفهم، وما كان هذا الشخص إلا المعلم إسماعيل الذي اختلى بالرفيق دكتور عادل ليبلغه بأنه سلمهم 12 علبة حليب نستلة مسمومة ويحذر من استخدامها، حيث ذكر:
"كنت في عين سفني في طريقي إلى المدرسة، فأستدعاني ضابط أمن الشيخان وكلفني بتسليمكم 12 علبة حليب محقونة بمادة الزرنيخ القاتلة. وهددني الضابط بالإعدام لأن السلطة على علم بعلاقتي بكم وبكوني أزودكم بالمواد الغذائية.
أدوية مسمومة
إرتبط أنصارنا بعلاقات صداقة مع بعض الذين تركوا صفوف پيشمركه الحزب الديمقراطي الكردستاني واستقروا في القرى بعد انتكاسة الحركة. وكان من بين هؤلاء الصديق فتاح من قرية "شهي" الواقعة على سفح جبل بيرس. يلتقي به الأنصار أثناء جولاتهم ومرورهم في قريته، فأخبرهم في أحد اللقاءات بإستعداده لتوفير أية احتياجات لهم من خلال إحضارها من أربيل التي يتردد عليها باستمرار. فكلف الصديق بتوفير كمية من الأدوية، وعلى وجبات لضمان الإبتعاد عن أية شكوك. ونظم أحد اطبائنا الأنصار عدة وصفات طبية، وبدأ الصديق بجلبها تباعًا في كل زيارة لمدينة أربيل.
في إحدى المرات، كبست معه كمية من الأدوية واعتقل في دائرة الامن، لتبدأ معه صنوف التعذيب والتهديد بالموت. ووضع فتاح أمام خيار التعاون وتنفيذ المهمة التي طلبت منه، خاصة وأنه قد اعترف بما كان يقوم به مع تحوير في الحقيقة، ساعده في الإفلات من قبضتهم، فقد ادعى انه يبيع الأدوية على الأنصار لقاء ربح غير قليل. ويظهر أن أزلام الأمن تيقنوا أنهم أمام شخص يركض وراء الربح، فوعدوه بإطلاق سراحه ومنحه مبالغ كبيرة لقاء التعاون معهم، بالاستمرار في بيع الأدوية للأنصار، شريطة إخبار الأمن مسبقا بأنواع الأدوية التي يحتاجونها لتأمينها وتجهيزها له. ومن أجل اغتنام فرصة قد لا تتكرر ثانية، وافق فتاح على جميع شروطهم، وفعلا تمت تهيئة وجبة مميزة من الأدوية. وقبل تسليمها إلى طبيب الأنصار، كان فتاح قد سرد له مجمل ما حصل معه في دائرة الأمن وما كلف به. وهكذا أثبت هذا الصديق كم كانت أخلاقه نبيلة، وكم كان مخلصًا لقضية شعبه وأمينا على حياة من حملوا السلاح دفاعا عنها.
دهن طعام مسموم
كان النصير (ك) من عناصر الحركة الديمقراطية الآشورية يعمل في مقر قيادة الحركة في منطقة زيوه. وكان يحظى باحترام وتقدير رفاقه. وبسبب من ضغوطات كانت تعاني منها عائلته في الموصل، بعد مضي فترة قصيرة من رجوعه أستدعي إلى مديرية الأمن. وطلب معاون الأمن و"مسؤول شعبة الشيوعيين" منه التعاون ليثبت مدى إخلاصه للوطن، وهدده في حالة رفضه الطلب أنه سيضع نفسه بالضد من السلطة. واستمر الحال باستدعائه عدة مرات، وتكررت التهديدات له، فقرر التخلص من تلك الدوامة الخانقة التي وضع نفسه فيها. فأبدى استعداده للتعاون وتنفيذ المهمات التي يودون تكليفه بها.
وقبل مغادرته إلى المناطق المحررة تم تسليمه علبة دهن طعام "راعي" زنة كيلوغرام، لاستخدامها في إعداد الطعام في المقر حينما تسنح الفرصة لذلك.
صادف في تلك الفترة أن دخلت القرية السرية الثالثة التابعة للفوج الثالث لقوات أنصارنا. وكان لآمر السرية الثالثة الرفيق أبو ميسون معرفة سابقة بـ (ك). فالتقى به، ومباشرة أفصح (ك) للرفيق أبو ميسون عن مهمته وسلمه علبة الدهن، راجيًا قبوله نصيرًا او حتى ضيفًا في السرية الثالثة أو في أي مكان يقرره الحزب.
قام الرفيق أبو ميسون بإرساله إلى مقر قاطع بهدينان، فأحيل إلى التحقيق في مقر الفوج الثالث .
الادوية المسمومة
(في قرية كاني بلاف التقى أحد المواطنين ويدعى (نبيل) مع الرفيق أبو ليلى (الذي كان مسؤولاً عن سرية الأنصار في منطقة صبنه)، وتعهد بإحضار كمية من الأدوية في زيارة قادمة للقرية.
حينما حصل على كمية الأدوية من احد اصدقائه في مستوصف القوش، قام بإخفائها في مكان ما تحت مقعد سيارته متوجهًا نحو دهوك.في نقطة سيطرة القوش – الموصل، أوقف شرطي الأمن السيارة وأنزل صديقنا منها ليُرفع المقعد وتضبط الادوية. أُخذ الصديق نبيل إلى مديرية أمن الموصل لتبدأ معه حفلات التعذيب ولمدة أسبوع كامل، ليعترف في النهاية بمصدر تلك الادوية والجهة التي كان يزمع تسليمها لها. أُخلي سبيله وترك لفترة قصيرة للاستراحة قبل تكليفه بالمهمة. إقترح نبيل أن يسمحوا لزوجته وطفلتيه بمرافقته وكأنهم في سفرة عائلية كي تبعد شكوك الأنصار، مع أهمية ترك سيارته الخاصة، والسفر بسيارة حكومية لتفادي عمليات التفتيش المعتادة في نقاط السيطرة.
وفي الموعد المقرر سلموه سيارة لاند روفر مع كمية من الأدوية مطابقة تمامًا لنوعية الأدوية التي ضبطت معه. وفعلا غادر باتجاه كاني بلاف، وهناك التقى بالأنصار ليسلمهم الادوية مع تحذيره لهم بأنها مسمومة، وأحيل إلى لجنة تحقيقية للأنصار، واقتنعت بأقواله وسمحت له ولعائلته بالبقاء في مقر القاطع لحين تسفيرهم إلى الخارج.
ويسكي مسموم
تمكن ضابط أمن دهوك وعبر طرق ملتوية من إيصال هدية [قنينتي ويسكي] بيد أحد العملاء إلى مختار قرية قريبة من مقر القاطع لغرض تسليمها إلى الرفيق أبو نضال كهدية بمناسبة زواج أحد اقاربه.
علم الرفيق أبو تحسين بوصول تلك الهدية، وفي إحدى الأماسي قام مع الرفيقين أبو نضال وحازم بإحتسائها دون أن يعلم بهم أحد من الأنصار.
بعد يومين بدأت أعراض غريبة تظهر عليهم كالدوار وشلل في الارجل ثم بدأ شعر الراس بالتساقط، ويومًا بعد آخر كانت حالتهم تنحدر نحو الأسوء.
وصلتُ يوم 24/12/1986 إلى مقر القاطع بعد اجتماع اللجنة المركزية. كان وضع الرفاق الثلاثة وخاصة الرفيق أبو تحسين سيئًا جدًا، فتقرر إرسالهم حالاً إلى إيران. واستغرق علاجهم مدة 6 اشهر في طهران، ليعودوا بعدها إلى المقر.
دس الثاليوم
إن ما جرى للرفيق أبو فؤاد أي الإقدام على تسميمه، لم يكن يحدث للمرة الأولى وسوف لن تكون الأخيرة. وسرد تفاصيلها هنا ليس من باب إضافة حالة إلى مئات الحالات التي استهدفت حياة الأنصار الشيوعيين، وإنما يجري سردها لنتبين إلى أي مدى يصل جبن وخسة البعض بحيث ينسلخوا عن إنسانيتهم ويتحولوا إلى وحوش لا تعرف سوى الغدر والخيانة.
في (أوائل كانون الأول 1986 وصل الرفيق إلى مقر القاطع في زيوه لمراجعة الطبيب إثر الآم في معدته وشلل خفيف في ساقيه أثناء الوقوف أو المسير. وبعد الفحوصات لم يتمكن الطبيب من تشخيص حالته المرضية، إلا أنه ( الطبيب) أبدى شكوكًا بتعرض الرفيق لحالة من التسمم إعتمادا على الأعراض التي كان يعاني منها. جرت متابعة مع الرفيق جوقي سعدون حول المحطات التي توقف فيها أثناء توجهه إلى مقر القاطع، فأكد أنه لم يتناول طعامًا إنما احتسى كأسين من الشاي في بامرني في بيت الرفيق ص) .
المؤتمر الوطني الرابع والسلطة
حاولت السلطة متابعة نشاطات الحزب الشيوعي العراقي وبالذات يوم عقد المؤتمر الوطني الرابع الذي اعلن فيها الحزب انه سيعقد خلال الفترة القادمة
قبل أن ينعقد المؤتمر الرابع للحزب (منتصف تشرين الثاني 1985) نشطت بصورة محمومة مديريات الأمن في المحافظات الشمالية لمعرفة زمان ومكان هذا المؤتمر، ونشرت عملاءها وعناصرها لهذا الغرض من أجل ضرب المؤتمر وقصفه جويًا ومدفعيًا، ودللت الوثائق التي حصل عليها الحزب بعد انتفاضة آذار 1991 في مديريات وشعب الأمن العام في كردستان على هذه الخطط وللتدليل نشير إلى بعض الوثائق منها( في نهاية الفصل).
أما المناقشات التي دارت بينهم حول مكان عقد المؤتمر فهي:
- منطقة كوسته الواقعه ضمن قاطع محافظة أربيل.
- منطقة برزان بالتحديد المنطقة الواقعة بين ليلكان وبارزان وفي منطقة لولان القريبة منها.
وتعلق الثقافة الجديدة حول هذا الموضوع بالعدد 256 الصادر في آب 1993.
(ولكن وجد المؤتمرون أن المناطق الواقعة ضمن محافظة أربيل غير مهيئة لأن يعقد الحزب الشيوعي مؤتمره الرابع فيها وأنه في جميع الأحوال سيعقد مؤتمره في المناطق القريبة من مقر إقليم كردستان والمناطق الواقعة بين محافظة نينوى ودهوك.
ناقش المؤتمرون جميع ما يتعلق بالمؤتمر الرابع وتوصلوا إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات المهمة أثناء انعقاده والعمل بجهود مكثفة لغرض التوصل إلى أفضل المعلومات والنتائج حوله. ومنها تأجيج الصراع الفكري ومحاولة خلق أجواء لتقسيم الحزب واضعافه. واكدت الوثيقة على ضرورة المتابعة المكثفة لمعرفة مكان وزمان عقد المؤتمر بشكل دقيق ومحدد لغرض اتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء ذلك وحددت أن تكون مديرية أمن منطقة الحكم الذاتي معنية أكثر من غيرها بهذا الجانب وتكليف كافة العملاء المتواجدين في المنطقة وداخل كافة الأحزاب الأخرى للتوصل على مكان وزمان عقده. ووجهت مجموعة من التوجيهات لركائزهم والعناصر المدسوسة من العملاء ومنها:
- رفع أية معلومات تتعلق بالمؤتمر قبل انعقاده هاتفيًا إلى الشعبة المختصة في المقر العام.
- رصد الأفكار والطروحات التي تدعم العمل الأمني.
- ضروة معرفة العناصر التي من المتوقع صعودها إلى قيادة الحزب.
- معرفة أسماء الكوادر التي تحضر المؤتمر وخاصة العناصر التي تنتدب من تنظيمات الداخل.
- معرفة العناصر التي يتم تنزيلها إلى مستويات حزبية أدنى.
- معرفة القضايا المطروحة والتي يدور حولها النقاش.
- معرفة العناصر التي تحضر إلى المؤتمر والتي تمثل الأحزاب الأخرى.
- معرفة العناصر الشيوعية المسقطة سياسيًا أو التي ارتبطت بـ (النشاط الوطني) أو تركت العمل السياسي.
- رصد العناصر التي تستلم قيادة التنظيم في الداخل عند غياب المدعوة لحضور المؤتمر.
- يتواجد الضابط الذي لديه عملاء في المنطقة في أقرب مديرية أمن لمكان عقد المؤتمر لغرض أن يكون قريب من العميل.
بعد العفو الذي يعلنه النظام بين فترة وأخرى، وجهت مديرية الأمن العامة على دوائرها في المحافظات إستمارة جديدة تحمل عنوان (إستمارة خاصة بالحزب الشيوعي العراقي العميل)! لتوزيعها على من يسلم نفسه إلى السلطة "مستفيدًا" من قرارات العفو وتضمنت الأسئلة التالية:
- من تعرف من الشيوعيين المسؤولين في المدينة وفي المدن الأخرى؟
- أية محطة حزبية تعرف، وفي اية قرية أو مدينة تقع؟
- من هم الذين نزلوا إلى داخل المدن للعمل السري، أوصافهم، أعمارهم التقديرية.
- هل تعرف أحدًا من المواطنين زار المواقع التخريبية "الأنصارية" في السابق، وهل قام بذلك لوحده أم مع عائلته؟
- ماهي الطرق التي تتبادل الكوادر الحزبية المعلومات بواسطتها؟
- كيف تجري اللقاءات بين الحزبيين، والوقت المفضل لها، النهار أو الليل؟
- هل تقومون بعمل وثائق سرية؟
- ما هي برأيكم أنشط مدينة، وأي مسؤول حزبي نشط؟
جحوش النظام (الأفواج الخفيفة):
كلمة جحش (بالكردية: جاش (ولد حمار) تطلق على من يخدم الأنظمة بالضد من إرادة شعبه وهي للتقليل من شانهم الإجتماعي والمعنوي، وهو لقب تهكمي دخل القاموس الأنصاري والسياسي الكردي منذ أوائل الستينات وبات يطلق على العناصر الكردية التي كانت تحمل السلاح وتقاتل مع السلطات العراقية المتعاقبة ضد أبناء جلدتهم مقابل أجر وتحت إمرة شخص غالبًا ما كان من الأغوات أو رؤساء العشائر أو المتنفذين وكان يسمى أيضًا بـ (رئيس الجحوش: سه روك جاش). حاول النظام إضفاء صفات وألقاب أخرى لتجميل صورتهم فكانت تسميهم تارةً بالفرسان أو فرسان صلاح الدين، وتارةً بمقاتلي أفواج الدفاع الخفيفة، وتسمي رؤساءهم بالمستشارين، لكن كلمة (جاش) ظلت متعلقة بذهنية وذاكرة الكردي وأضحت مفردة من مفردات ثقافته السياسية.
كانت (أفواج الدفاع الوطني أو الأفواج الخفيفة، سميت بالجحوش، بعض من قادة العشائر الكوردية شكلوا أفواجًا من افراد عشائرهم تابعة للنظام العراقي، عدد منتسبيها أكثر من (450) ألف مسلح (وفق صحيفة الثورة الصدامية في نوروز 21/3/ 1985) أي اكثر من 50 فوجًا حسب تصريح المتهم سلطان هاشم المتورط في جريمة الأنفال. هؤلاء كانوا مسلحين أكراد يخدمون صدام حسين ونظامه الفاشي، كانوا يتسلمون أموالا طائلة من النظام لمحاربة قوات البيشمركة. وكانوا يقومون بدور الدليل للقوات العراقية أثناء معاركهم في جبال ومناطق كردستان الوعرة. إستخدمتهم الحكومة العراقية لمحاربة أبناء جلدتهم في صفوف الحركة الكوردية. كان لهم دور كبير و مشهود في عمليات إبادة تعرض لها الشعب الكوردي. ومنها الأنفال و قمع الإنتفاضات واستخدمتهم الحكومة كقوة ضاربة وكادلاء خيانة في عموم مناطق كوردستان ولولاهم لما كانت الخسائر بهذه الحجم.
تعتبر هذه الأفواج الخفيفة (الجحوش) هي المساندة الحقيقة لقوات النظام الدكتاتوري والتي لعبت دورًا سيئًا في محاربة الشعب الكردي، والوقوف ضد الأحزاب والقوى الوطنية والقومية العراقية من خلال نشاطاتها المختلفة وأصبحت القوة الرئيسية في هجوم قوات النظام والكمائن ونصبت لها ربايا ومخبرون قرب القرى التي تلجأ لها قوات البيشمه مركة والأنصار ليلاً. واستطاع النظام أن يكسب عددًا كبيرًا من العشائر الكردية وأصبحت موالية تاريخيًا له ضد شعبها، مستفيدة من العطايا والأموال الطائلة التي يستلمونها من هذه الانظمة، وكان هذا الإهتمام قد أعطى لهم جاهًا وأصبحت لهم سلطة كبيرة في المنطقة وبين الكثير من العشائر (الهيركيين والسرجيين والريكانيين والزيبار والبرادستية)، وتم استملاكهم أراضي واسعة وأصبحت علاقة العشيرة من خلال الأغوات والملاكين بالحكومات المتعاقبة (والتناسب مع درجة ولائهم ومدى استمرارهم كانت تحجب تلك الصلاحيات عنهم عند تقاعسهم عن تنفيذ أوامرها بنسبة ذلك التقاعس) .
كانت لديهم خبرة كبيرة في العمل العسكري وتضاريس كردستان وجغرافيتها وطرقها الجبلية الوعرة والمسالك الصخرية المؤدية إلى قمم جبالها وبطون كهوفها وعيون مياهها وسهولها ووديانها والطرق المؤدية إليها وطرق الإنسحاب منها. أستخدم هؤلاء المرتزقة كأدلاء في الغزوات والأنفالات والمعارك.
(لقد نهب هؤلاء المرتزقة كل الممتلكات التي وقعت بأيديهم من المؤن والأثاث الضرورية والأجهزة والأدوية الفائضة والتي وزعت في الكهوف وبين الصخور وفي الغابات والأماكن العاصية من قبل البيشمركة والمقاومة الشعبية قبل بدء حملات الأنفال تحسبًا للطوارئ بعد أن تعمم القرار على مواقع البيشمركة الخلفية بضرورة تخفيف المقرات وإخفاء اللوازم والمعدات الإضافية بشكل جيد (.
هذه التشكيلات الفرسان أو (أفواج وسرايا الدفاع الوطني الخفيفة)، جحوش، صداميين أكراد هي) تسميات عديدة أطلقت على تلك التشكيلات التي كانت شبه نظامية عملت بإشراف من ضباط وعسكرين صداميين محترفين بالتعامل مع هؤلاء المرتزقة ويأتمرون بأوامرهم ولهم مقابل ذلك تسهيلات كبيرة من المال والسفر ولقاء المسؤولين وتسليمهم المناصب العليا في وظائف الدولة وخاصة في كردستان العراق.
هذه التشكيلات التابعة للنظام وقيادته بشكل مباشر قوات الطوارئ والمفارز الخاصة المتكونة أيضًا من صداميين أكراد، والتي كانت تعمل باشراف جهاز الإستخبارات العسكرية وتحت إشراف مدير منظمة إستخبارات المنطقة الشمالية وكانت لهم صلاحيات أوسع من مفارز أفواج الدفاع الوطني. على سبيل المثال: آليات الإعتقال، الإختطاف، القتل، السلخ، السحل، الاقتحامات الليلية، التحريات، نصب الكمائن والسيطرات داخل المدن والطرق المؤدية إلى مراكز المحافظات وفي المحلات التي كانت تشتبه بها والتي كان يطلق عليها من قبل أزلام النظام بـ (وكر المخربين). وكان لكل قاطع مفرزته أو مفارزه الخاصة المدججة بالأسلحة والرشاشات والدوشكا. كان عدد أفراد المفرزة الواحدة يتراوح ما بين 30 إلى 50 مرتزقًا وأغلبهم كانوا ملثمين كالميليشيات والتشكيلات الإرهابية الصدامية الأخرى، وخاصة عندما كانوا ينفذون تلك الأوامر، بهدف نشر الرعب والإرهاب بين المواطنين.
لقد تعاون الاكراد الجحوش بشكل غير مسبوق مع الحكومة العراقية ومع الجيش والأجهزة المخابراتية على أبناء جلدتهم وتعاونوا على المحافظة على حكم صدام الذي استباح الشعب العراقي والكردي خاصة من أجل مصالح ضيقة.
ولذا أخذت السلطة بإنشاء ربايا ومعسكرات في عموم مناطق كوردستان وخاصة المناطق القريبة عن الطرق والجبال المهمة العائدة لـ (الجاش والجيش). لقد أحكموا بتلك الربايا طوقًا حول مدن وأقضية ونواحي وجبال وسهول كوردستان بشكل عام، مع كل ذلك قامت قوات البيشمركة بالدخول بالقوة وبالتعاون مع التنظيمات الحزبية في المحافظات والأقضية والمدن والنواحي وإنجاز عمليات عسكرية في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش وأجهزة السلطة القمعية وملاحقة أزلام النظام البائد في المدن واقتحام وضرب مقرات الأمن والإستخبارات وبطولات وملاحم كثيرة أخرى. إلا أن تلك الربايا والألغام التي زرعت حولها كانت تعيق وتعرقل تحرك المفارز الأنصارية وخاصة عند اجتياز تلك المناطق للدخول إلى عمق الأراضي التي يسيطر عليها النظام البائد.
(كما لعب هؤلاء الجحوش أدوارًا قذرة أخرى. على سبيل المثال لا الحصر ملاحقة ومتابعة كل الذين كانوا يتعاونون مع قوات البيشمركة وخاصة من أهالي القرى الذين كانوا يوفرون للبيشمركة الأدوية والتموين (الأرزاق)، كما كانوا يقفون في السيطرات ملثمين ويحققون مع كل من يشتبهون به وخاصة مع عوائل البيشمركة من أهالي المدن الذين كانوا يزورون أبنائهم بين حين وآخر وكانوا يعتقلون كل من يشتبهون به ويرسل إلى المجهول، كما كانوا ينصبون الكمائن، ويراقبون الطرق والشوارع، وخاصة الأماكن والنقاط الحساسة التي كانت تعبر منها مفارز البيشمركة لانتقالهم من منطقة إلى أخرى مثلا عبور الشوارع الرئيسية في عموم مناطق كوردستان.
لقد ساهم هؤلاء المرتزقة في تدمير البنية التحتية لكوردستان وعملوا على إنجاح الأعمال العسكرية والغزوات والأنفالات وتحديدًا مع بدء المرحلة الأولى من جريمة الأنفال في 21 \ 2 \ 1988 إلى المرحلة الثامنة والتي عرفت في قاموس النظام البائد ﺒ(خاتمة الأنفال والتي بدأت في 25 آب وانتهت في 6 أيلول لنفس العام)، وشملت منطقة بهدينان والقرى والأقضية التابعة لها, وتم فيها تدمير 23 قرية في منطقة أميدي، 35 قرية في عقرة، 19 قرية في شيخان، 100 قرية في زاخو و63 قرية في منطقة دهوك بمشاركة الفيلق الثالث والخامس والسادس والسابع من الجيش العراقي وبمساندة الطائرات الحربية والمقاتلة والمدافع الثقيلة وباستخدام السموم والمبيدات على نطاق واسع وبمشاركة قطعان الجحوش من الصداميين الأكراد كأدلاء ماجورين لأسيادهم كانوا يدافعون عن النظام البائد دفاعًا مستميتًا وقادوا الجيش العراقي إلى الهجمات على القرى وساهموا في تدميرها تدميرًا شاملا) .
الأفواج الخفيفة تدافع بشكل مستميت عن حاكمهم الدكتاتوري والفاشي وبعضهم بقناعة كبيرة في الوقت نفسه هم يعادون الثورة الكردية التي تناضل من أجل حقوق الشعب الكردي (للاسف الشديد لازال هؤلاء الجحوش ومستشاروهم يحكمون في كردستان العراق، بدل محاكمتهم على جرائمهم، أما ضحاياهم فهم مدفونون قريبًا منهم، يحسون بخيبة أمل ومرارة لأنهم طلقاء قتلوهم وقتلوا ابنائهم واعتدوا على بناتهم وشردوهم عشرات المرات بدون مأوى ورأوا العذابات الرهيبة) . هؤلاء جلادون ومأجورون، كانوا أدلاء قاسين في قتل النصير والبيشمه مركة الذي ترك كل شيء من أجل حقوق مؤجله تنتظر الظروف لتحقيقها.
لقد شاهدت كيف كان هؤلاء الجحوش يتعاملون مع المواطنين الأبرياء خاصة بعد الأنفال من سرقة الحلي وسلب مقتنياتهم وأموالهم إضافة إلى إهانتهم والدوس على كراماتهم، وكان القتل سهلاً لهم على أن يتحملوا الموقف البطولي لأبناء شعبهم الذين يناضلون من أجل حقوقهم وحريتهم، كانوا قتله مأجورين بحق. الشعب الكردي الذي ناضل أكثر من أربعة عقود في سبيل تحرره ومن أجل حقوقه السياسية والثقافية، هناك جزء غير قليل من هذا الشعب يعادي هذه الطموحات بأشكال مختلفة وليس كلهم كانوا قد تم شراؤهم للدفاع عن الأنظمة والحكومات السابقة وخاصة حكومة البعث الصدامي وإنما بعضهم عن قناعة بعدم أهلية الحركة الكردية أن تمثله كأحزاب أو رموز. إضافة إلى ما ذكرنا بعضهم يحمل العداء التقليدي العشائري القديم أو الموروث والذي أصبح طابعًا متجددًا في عدم التقاء هذا المكونات مع بعضها لقضية ما. لقد وقف هؤلاء وضحوا في سبيل الكثير، وهم اليوم مرتاحو البال بعد أن قدم بهذه القناعة والأفكار ربما حيزًا من حياته لأسياده أما الثورة فقد أكلت ثوارها بعد أن كبروا وعجزوا ومن أستشهد أو جرح فقد وضع اسمه في تاريخ الحركة (لقناعته الذاتية أي مع نفسه)، حتى لو أنه مازال يعيش المحن والألم والفقر والغربة الداخلية مع الثورة وقيادتها وكوادرها، وأصبح بعضهم ضمن برجوازية كبيرة مستشرية، والثورة أصبحت من الماضي ومن التاريخ.
وجهت الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود) في أوائل آب 1986 نداء إلى رؤساء ومنتسبي الأفواج الخفيفة، كشفت فيها نوايا النظام لزجهم في أتون الحرب العراقية الإيرانية، وقد أثبت ذلك بإعدام جعفر بيسفكي ، وأكد البيان:( أن الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود) تفتح أبواب مقراتها ومناطقها المحررة لرؤساء ومنتسبي الأفواج الخفيفة على الرغم من الأعمال التي أجبر النظام بعضهم على القيام بها ضد جود. إن جود تدعوكم للإتصال بممثلييها ومسؤولي وحدات الأنصار التابعة لها، والإلتحاق بهذه الوحدات والنضال في صفوفها) .
من وثائق الأمن
من الوثائق العديدة تلك الصادرة في 7/11/1982 من أمن زاخو والمعنونة إلى كافة المراكز والمفارز (رقم 14456/أعلمتنا مديرية أمن الحكم الذاتي، أصدر الجزب الشيوعي العراقي العميل تعليمات إلى تنظيماته من العسكريين المتواجدين في المعسكرات والذين عادوا إلى الصف الوطني مؤخرًا حثهم فيها القيام بأعمال الشغب داخل المعسكرات والتحرك على بقية الجنود لغرض كسبهم للحزب الشيوعي، وقد عادوا بتوجيه من قيادة الحزب الشيوعي العميل. ضرورة معرفتهم من قبل أجهزتنا الامنية. يرجى اتخاذ ما يلزم وإعلامنا رجاء... ضابط أمــن زاخــو) .
في وثيقة أخرى معنونة من مديرية أمن محافظة دهوك، معاونية أمن زاخو العدد 14168 في 31/10/1982.
كتابكم المرقم 2520 في 15/10/1982.
1- نتيجة التحقيق وجمع المعلومات تأيد لنا دخول معظم الكوادر الشيوعية الهاربة إلى داخل القطر وتواجدهم في المناطق الشمالية. كما تأيد لنا وجود حوار ومباحثات جارية بين الحزب الشيوعي العميل وجماعة جلال الطلباني، إلا أن هذه المباحثات لم يسفر عنها أي شيء لحد الآن.
2- من الطبيعي قيام حافظ الأسد بتحريض كل القوى المعادية للحزب والثورة في العراق للعمل سوية ضد قطرنا المناضل.
3- تأيد لنا عدم مساعدة النظام الإيراني للحزب الشيوعي العراقي ووجود نوع من الخلافات بينهما.
4- مما لا شك فيه ومن خلال ملاحظاتنا أن إمكانيات الشيوعيين من الناحية المادية والتسليحية أكثر بكثير من بقية الأحزاب المعادية. ويقوم في بعض الأحيان بمساعدة الاخرين بذلك.
5- لم يتأيد لنا وجود تنسيق من الناحية الإعلامية بين الأحزاب المعادية حيث أن كل حزب يعبر عن آرائه وأعماله وإمكانياته على حدة.
6- هناك علاقة تعاون وعمل بين الحزب الشيوعي العراقي (ل. م) والأحزاب الأخرى ضمن إطار الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود) إلا أن هذه العلاقة ليست بالمستوى المطلوب حيث تحدث خلافات بين فترة وأخرى بينها وخاصة في صفوف القواعد.
توقيع رائد الامن ضابط أمن زاخو. طريق الشعب عدد 4 سنة 54 أيلول 1991.
وفي وثيقة أمنية اخرى إلى مديرية أمن الحكم الذاتي العدد م78/17667 والمؤرخة في 9/6/1985 تحت سري للغاية/إلى مديرية الأمن العامة /م78
م/ زيادة شقة الخلاف.
لغرض زيادة شقة الخلاف بين الحزب الشيوعي العراقي العميل وزمرة الإتحاد الوطني الكردستاني ومنعا لحصول تقارب بينهما فقد قامت مديرية أمن محافظة أربيل بتحرير رسالة داخلية موقعة بتوقيع مزور ومطابق جدًا لتوقيع عضو اللجنة المركزية المجرم يوسف حنا القس ومختومة بختم الحزب الشيوعي والذي سبق وأن تم تصنيعه من قبل مديرية الأمن العامة موجهة إلى أمر سرية كوي المتواجد في قاطع كويسنجق تضمنت الإيعاز له بضرب عناصر الإتحاد الوطني وتم إيصالها إلى كادر الإتحاد كوسرت بواسطة أحد مصادرنا وبعد مناقشة المصدر عن كيفية حصوله عليه أفهمهم بأنه حصل عليها عقب مقتل الكادر الشيوعي ناصح حمه أمين بواسطة ساكني الدار التي كان يختفي فيها. وعندما أصبحت المستمسكات بيد الإتحاد ثار غضبهم واتصلوا بمكتبهم السياسي ليبلغوه أن الوضع لم يعد يحتمل وأن الشيوعيين نواياهم سيئة ويعملون لضربهم، وأثناء ما كانت سرية الشيوعيين والتي هي سرية كوي المذكورة أعلاه تتجول في القاطع ومعهم معاون آمر السرية هدايت خضر إسماعيل يوم 5/6/1985 في ري ايلنجاغ كبير التابعة لناحية طقطق والتي يسكنها "المندس" الوارد اسمه في الرسالة الثانية فقد اصطدمت مع مفرزة تابعة للإتحاد يقودها أمر تيب /86/ غفور أحمد، واستمرت المصادمة من الساعة 17 حتى الساعة 24 وقد وردت معلومات مؤكدة عن مقتل أحد كوادر الحزب الشيوعي العميل ويدعى مام كاويس رشيد الصالحي وكان سابقًا آمر بتاليون ومعه شخصان أحدهما عربي القومية ولم تعرف خسائر الإتحاد بعد. وقد حاول ذوي القتيل مام كاويس جلب جثته إلى قرية ببيازدك لتشيعها ودفنها إلا أن مخربي الإتحاد منعوهم بشدة. وبهذا يكون الموقف قد تأزم بشكل حاد وتواردت معلومات عن قيام المجرم نوشيروان مصطفى بإرسال حوالي 80 مسلحًا إلى المنطقة كتعزيز للقوة وكذلك قيام الملبند الرابع بتهيئة حوالي 400 مسلح بإمرة ملا خضر وصلاح شينه لملاحقة الشيوعيين.
يرجى الاطلاع .. مع التقدير
عميد الأمن /م. / . عن منطقة الحكم الذاتي.
نسخة منه إلى/
(مديرية أمن محافظة أربيل/رسالتكم في 8/6/1985 للاستمرار بتصعيد الموقف وتأجيج الخلافات بين الطرفين مع تقديرنا واعتزازنا لهذه الجهود الموضوعية والدقيقة مع التقدير.
(صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق ص301)
- الوثيقة الأولى – العدد 16984 سري وشخصي التاريخ 23/5/1985.
من مديرية أمن منطقة الحكم الذاتي م :78
السادة مدراء أمن منطقة الحكم الذاتي
م/عقد المؤتمر الخاص بالحزب الشيوعي العراقي
كتاب مديرية الأمن العام /م/ 35700 في 9/5/1985
إشارة إلى توجيهات السيد مدير الأمن العام بضرورة العمل على أن يتم عقد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العميل داخل العراق من أجل توجيه الضربة الجوية القوية له أثناء الإنعقاد، الأمر الذي يتطلب منا العمل ومن خلال مصادرنا السرية على تهيئة الجو العام والإلحاح الشديد من قبل قواعد الحزب المذكور على قيادتهم بضرورة عقد الؤتمر داخل العراق وفي المنطقة الشمالية بالذات. ويتم توجيه مصادرنا بالتحدث بما يلي: 1- من أجل إثبات وجود الحزب الشيوعي على الساحة يتطلب عقد المؤتمر في العراق. 2- من أجل إشعار بقية الأحزاب التخريبية بأن الحزب الشيوعي هو القوي. 3- من خلال مناقشة العمليات التخريبية التي تقوم بها الأحزاب الأخرى في هذه المنطقة بالذات مقارنة بالعمليات التي يقوم بها الحزب الشيوعي.
2- الوثيقة الثانية (سري وشخصي ويفتح بالذات)
من /مديرية أمن الحكم الذاتي م78 العدد 29299
إلى / مديريات أمن منطقة الحكم الذاتي الـتاريخ 26/9/1985
م/ مؤتمــــــر
بتاريخ 17/9/1985 عقد مؤتمر في مديرية الأمن العامة لضباط الإختصاص في متابعة نشاط الحزب الشيوعي العراقي العميل وقد تركز الإجتماع حول عقد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي العميل، وقد تم التأكيد خلال المؤتمرعلى مايلي:
- معرفة مكان وزمان انعقاد المؤتمر.
- التأكيد على معرفة أكبر عدد من أسماء الكوادر التي تحضر المؤتمر، القضايا المطروحة والطروحات المخالفة، والقرارات التي تتعلق بالعناصر القيادية والطروحات بخصوص الوضع السياسي.
- تكليف المصادر السرية داخل الأحزاب السياسية الأخرى لمعرفة مكان وزمان عقد المؤتمر.
- مراقبة العناصر الشيوعية المسقطة والتاركة والقديمة.
- تشديد الرقابة على السيطرات في المنطقة الشمالية.
معرفة حركة المفارز المسلحة والأماكن التي يتم نقل الأسلحة اليها حيث بواسطة ذلك يمكن التوصل إلى مكان عقد المؤتمر.
- رفع أي معلومات تتعلق بالمؤتمر الرابع للحزب الشيوعي هاتفيًا وتعزز بكتاب رسمي. ثم يطلب من المديريات الإطلاع والمتابعة والإعلام بكل ما يستجد.
عميد الأمن
م. م.ع. لمنطقة الحكم الذاتي.
وكتاب قيادة الفيلق الثاني (الأمن) السري والشخصي 2013 في 25/2/1986 وكتاب قق مش /28 أس السري والشخصي أ س /37/1288 في 28/2/1986. المبلغ إلينا بكتاب لمش 705 سري وشخصي في 2/3/1986.
توفرت لدينا المعلومات أدناه:
أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي العميل معلومات إلى مسؤولي المحافظات جاء فيه: (يجري الإستفادة من الرفاق وأصدقاء الحزب الشيوعي داخل الجيش الشعبي والأفواج الخفيفة لنقل المعلومات والرسائل من قبلهم إلى العناصر التي يحددها الحزب وبشكل خاص كبار السن. نرجو الإطلاع ومتابعة المعلومات واتخاذ ما يلزم بصددها وإعلامنا.
الملازم (نمير انور حمدي ع/ أمر ف2 لمش 705) .
************
1-تقيم الحركة الانصارية للمؤتمر السادس ص 100
2-مناظل الحزب نيسان 1995
3-مناظل الحزب كانون الاول 1995
4-معهدان متخصصان في الدراسات العسكرية والامنية
5-مذكرات توما توماس رقم 40 مصدر سابق
6-نفس المصدر السابق
7-من يوميات كنت طبيب مع البيشمه مركة الانصار مهند البراك ص 144,مصدر سابق
8-كتابات شامال عادل سليم المنشورة في موقع الناس الالكتروني
9كتابات عادل سيلم رقم 2 , مصدر سابق-
10-نفس المصدر السابق
11-وهو من كبار الجحوش في منطقة بهدينان , وكانت له علاقة جيدة بدوائر النظام الفاشي
12-طريق الشعب العدد 1 سنة 52 اب 1986
13-طريق الشعب العدد 4 سنة 57 ايلول 1991
14الحركة الشيوعية في العراق صلاح الخرسان ص 352 مصدر سابق-