مدارات

تدريب المعلمين اثناء الخدمة كفيل بتنمية وتطوير خبراتهم / نعمت الآغا

اشرفت السنة الدراسية على نهايتها، وبعد ايام تبدأ العطلة الصيفية، والتي من المفروض ان يجعل منها اصحاب القرار التعليمي مجالاً واسعاً لمعالجة النواقص في المدارس، ومراجعة جوانب مسيرة العملية التربوية التعليمية فيها.
واهم الإجراءات وأولها التي يجب القيام بها في العطلة الصيفية هي فتح دورات تدريب المعلمين في جميع المحافظات. لأن المعلم هو احد اهم عناصر عملية التربية والتعليم، فهو قاعدة التربية والتعليم الاساسية، وركنها الرئيس، وبدون المعلم المؤهل والكفوء، والمتحمس لعمله، لا يمكن ان تتم عملية التربية والتعليم، وتصل لغاياتها، فهو قطب الرحى، وله المكانة الاولى فيها. ولكن بشرط ان يكون قد حصل على اعداد جيد مهنياً وعلمياً لممارسة هذه المهنة، وان يكون محباً لها ولتلامذته، عطوفاً عليهم، مجداً في اسلوبه، متعمقاً في مادته، مبدعاً في عرضها، ديمقراطياً في تحاوره ومناقشته مع التلاميذ، مواصلاً في تطوير شخصيته بما يتناسب ومتطلبات مهنته العظيمة، وثقلها الوطني والاجتماعي. وانطلاقاً من مكانة المعلم هذه، والتي تمتد آثارها عميقاً في نفوس تلامذته، وتؤثر في شخصياتهم وفي حياتهم المدرسية ايام دراساتهم وبعد تخرجهم، وقد تستمر مع البعض منهم طوال حياتهم. وانطلاقاً من هذه المسألة الكبرى، ومن التغييرات الجارية في المجتمع، وفي العالم من حولنا الآن، يتحتم علينا اضافة لإعداد معاهد المعلمين اعداداً يشمل جميع جوانب شخصيته العلمية والمهنية والثقافية والقيمية. تبقى مسألة جوهرية، وهي مسألة الاستمرار في تطويره، وتجديد معلوماته ومهاراته حسب المستجدات، والظروف المتغيرة، بواسطة مشاركته في الدورات التدريبية الصيفية التي تقيمها وزارة التربية والتي تختار لها اكفاً العناصر من المدرسين الأغنياء بخبراتهم، والمبدعين بأعمالهم، لتضع بين ايديهم المعلمين الذين هم بأمس الحاجة الى تطوير شخصياتهم وتنويع وتعزيز خبراتهم، ويطلق على هذا المبدأ العام الذي تأخذ به معظم دول العالم المتقدم الذي يحظى التعليم بمكانة لائقة لديها اسم تدريب المعلمين اثناء الخدمة، والذي يعد حاجة اساسية لا غنى عنها بالنسبة للمعلم.