مدارات

بيان المنبر الديمقرطي التقدمي في البحرين : لنرد موحدين ضد مساعي التقسيم

قبل أيام تحدثت إحدى الصحف المحلية وبعض مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية بما تفوح منه الدعوة نهارا جهارا إلى تشكيل مليشيات مدنية تحت ما أطلق عليه" أصدقاء البلدية"، هي بمثابة قوى إضافية للمواجهة ضد عناصر حركات الاحتجاج في الشارع. وخلال الفترة الماضية تكررت مثل هذه الدعوات من قبل شخصيات وقوى طائفية متطرفة مطالبة السماح لها بحمل السلاح لحماية مناطق معينة، ما يسيئ إلى سمعة البلاد كلها وكأنها مقسمة ليس إداريا إلى محافظات، بل طائفيا إلى ما يشبه الكانتونات.
إن مثل هذه الدعوات لا تعمل فقط على تعميق الشرخ الطائفي البغيض الذي ابتلي به شعبنا خصوصا بعد أحداث عام 2011 المؤسفة، بل وإلى حفز مواجهات عنيفة تأخذ الطابع الطائفي وترتقي إلى استخدام السلاح، ما يزرع في نفوس الكثيرين نزعات الثأر والانتقام لسنين طويلة قادمة. ولا أفضل من هذا طريقة لتحقيق سياسة "فرق تسد" التي فشل الاستعمار بكل جبروته في تحقيقها. لقد رحل الاستعمار بينما بقي الشعب موحدا. والآن يجيئ الدور على أيدي قوى محلية وكأنها تحقق وصية الاستعمار لضرب وحدة شعبنا.
إن جماهير شعبنا على اختلاف معتقداتها المذهبية الدينية وانتماءاتها الفكرية والسياسية وأصولها القومية ومناطقها الجغرافية تشكل كلا واحدا اسمه شعب البحرين العظيم. وهي إذ تدرك أنه مهما عملت قوى التخلف ومعاداة القانون والسير عكس وجهة التطور الحضاري الإنساني فإن هذا الشعب الذي سطر المآثر عبر التاريخ لن تنطوي عليه لعبة الطائفية بإخراجها الجديد الرجعي تاريخيا، المتخلف فكريا، العقيم سياسيا والأسوأ من كل ذلك أنه يشكل خطوة عمياء خطرة قد تدفع إلى محاكاة الأوضاع في تلك البلدان العربية الشقيقة وغيرها التي غرقت في أتون الاقتتال الطائفي البغيض جراء مثل تلك الدعوات الحاقدة.

لقد أكد المنبر الديمقراطي التقدمي مراراً على أن هناك طريقة أفضل وأنجع وأقل كلفة لحل المشاكل التي تعيشها بلادنا. فقد توفرت فرصة الحوار الوطني، وقبل أن تضيع هذه الفرصة فإن على جميع قوى العقل والحكمة في المجتمع وعلى رأسها السلطة أن تتجه بجدية لوضع الأسس السليمة والعادلة لهذا الحوار لكي يصبح حوارا منتجا يخلق توافقا حقيقيا يسجل لنا كإنجاز تاريخي نضرب به المثل أمام الشعوب، وبما ينأى بشعبنا وبلادنا عن حالة الاحتراب الداخلي ويجنبها كافة أشكال التدخلات والتهديدات الخارجية المتزايدة والمرفوضة على الدوام.

إننا نثق بأن رد شعبنا العظيم هو أنه شعب لن يقبل التشطير والانقسام، وليس هناك ما يثنيه عن المضي قدما في النضال من أجل تحقيق مطالبه العادلة والمشروعة في الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والسلام.


المنبر الديمقراطي التقدمي
25 مايو/أيار 2013