مدارات

حزب اليسار الفرنسي يعقد مؤتمره الثالث

طريق الشعب
عقد حزب اليسار الفرنسي، أيام 3-5 تموز الجاري، مؤتمره الثالث في مدينة فيلجويف في ضواحي باريس، بمشاركة 550 مندوبا عن تنظيمات الحزب في عموم فرنسا، فضلاً عن أكثر من 80 وفدا أجنبيا يمثلون حوالي 50 بلدا.
ومثل الحزب الشيوعي العراقي في المؤتمر، الرفيق رائد فهمي نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب.
وخصصت مناقشات اليوم الأول من المؤتمر للمندوبين فقط، وتركزت على انتخاب لجان المؤتمر المختلفة ومناقشة تقارير اللجان، لاسيما المتعلقة بتعديلات النظام الداخلي والتصويت عليها، أما اليومين الآخرين فقد كانا مفتوحين لمشاركة الوفود الأجنبية. وكرست أعمال اليوم الثاني من المؤتمر لمناقشة تقرير اللجنة المكلفة بإدارة مناقشة الوثيقة البرنامجية للمؤتمر. وكانت قيادة حزب اليسار الفرنسي، قد طرحت منذ أشهر وثيقة برنامجية للمناقشة تحمل عنوان " كل شيء ممكن "، لكنها لم تحظى بالإجماع، فطرحت ورقة أخرى نالت موافقة ما نسبته 45 في ال?ئة من مندوبي المؤتمر.
وبعد مناقشات مستفيضة، خلصت اللجنة المكلفة بإدارة النقاش، إلى طرح خمس تعديلات للنقاش، تحت عناوين: (الترابط بين الاشتراكية الايكولوجية والجمهورية السادسة وإستراتيجية الحزب، الانتخابات الرئاسية القادمة في 2017، قبول او رفض التحالف مع الحزب الاشتراكي، النقاش بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، النقاش حول نوع الحزب المطلوب تشييده، النقاش حول إستراتجية الحزب).
ونال الموقف من الائتلاف الانتخابي مع الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم، قسطت كبيرا من النقاش، اذ أجمع المندوبون على رفض التحالف مع الحزب الاشتراكي والتأكيد على التمايز عنه.
الموضوع الآخر الذي أخذ جانباً كبيراً من النقاش، هو كيفية التعامل مع "اليورو" وبناء الاتحاد الأوروبي على خلفية ازمة اليونان وتجربة حزب سيريزا اليوناني الحاكم. وخلص المؤتمر إلى موقف يدعو إلى العمل على إعادة تأسيس الاتحاد الأوروبي بعيدا عن منهج الليبرالية الجديدة عبر اعتماد تكتيكات وأساليب رفض لا تشترط الخروج المسبق من الاتحاد الأوروبي.
أما بالنسبة للتحالفات، فقد طغت على المؤتمر الدعوة إلى اعتماد استراتيجية سياسية تتخطى صيغة "جبهة اليسار"، مع الاقرار باهميتها كاداة سياسية تدعو الحاجة إلى تجاوزها من اجل تحقيق الانتصار في الانتخابات الرئاسية وذلك عبر أسلوب عقد "مؤتمرات المواطنين والمواطنات" . وطرحت القيادة الجديدة المنتخبة من المؤتمر مقترح تشكيل لجنة تنسيق من احزاب جبهة اليسار ومن خارجهم لبحث هذه الفكرة وآليات تطبيقها.
وبعد الانتهاء من التصويت على التعديلات تم التصويت على الوثيقة البرنامجية الموحدة وحظيت بأكثر من 83 في المئة من الأصوات.
وفي اليوم الأخير من المؤتمر تم تقديم اعضاء القيادة الجديدة لحزب اليسار الفرنسي، التي تم تجديد نصفها وعدم ترشح معظم القادة المؤسسين للحزب، ودخول عدد كبير من الشباب إلى السكرتارية العامة والسكرتارية التنفيذية للحزب.
والقى جان لوك ميلينشون، الذي ليس له موقع رسمي في هيكلية الحزب، الخطاب الختامي للمؤتمر، أكد خلاله الدعم والإسناد لحزب سيريزا ولرئيس وزراء اليونان في مواجهته مع سياسة الاتحاد الأوروبي الاقتصادية، كما فصّل فيما يمكن أن يقوم به حزب اليسار وهو شخصيا فيما لو انتخب رئيسا للجمهورية لتغيير محتوى الاتحاد الأوروبي وتعزيز بعده الاجتماعي.
وشدد ميلينشون بصورة حماسية على جعل الانتخابات الرئاسية عام 2017 في فرنسا، مناسبة لقلب الطاولة على حكم قوى الرأسمال وأحزابها، كما فعلت اليونان وستفعل سبانيا، وذلك عبر التوجه للشعب وللمواطنين "عبر مؤتمرات المواطنة"، حيث اصبحت المواطنة بحد ذاتها الآن معادية للرأسمال، واعرب عن استعداده لترشيح نفسه مجددا لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة.
.