مدارات

اتحاد الشعب جريدة الآمال العظيمة والهموم الكبيرة / عامر عبد الله

مع الجهد الاحتفالي الذي قامت به "الصفحة الثقافية" لمناسبة مرور اربعين عاما على بدء الصحافة الشيوعية في العراق. توجهت الصفحة الى الرفيق عامر عبد الله عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ليسهم في هذا الجهد بالحديث عن " اتحاد الشعب"، تلك التجربة المهمة والثمينة في صحافة حزبنا، لتروي قصتها لهذا الجيل من شبابنا. وبهذا الاسهام تختتم الصفحة المواد المتعلقة بالذكرى الاربعين للصحافة الشيوعية في العراق.
في المشهد شيء من الغرابة
أواخر عام 1958.. وموج الثورة ما زال يتدافع نحو شواطئ جديدة.. وسفينة "تموز" تقلع وسط الأعاصير بأشرعة مختالة دون ان تستقر إلى مرفأ.. وكانت الأحداث تتعاقب مهرولة مثيرة.. وفي الجو تساؤلات كثيرة.. ويستيقظ الناس كل صباح وهم يفتشون عن "صوت الحقيقة" الذي استطال صمته.. لقد انقضت شهور و"اتحاد الشعب" لم تنضم إلى أخواتها من صحافة تموز.. وكان في المشهد شيء من الغرابة! فأصحاب "اتحاد الشعب" والسائرون معها، كانوا يشغلون ساحة عريضة من سوح النضال دفاعا عن الجمهورية الفتية وقضية تموز.. وقبلها كانوا مع حلفائهم وكل الكادحين قد?تحملوا قسطهم المعروف من أعباء وهموم تموز، إعدادا، وانتصارا، وتفانيا، في الذود عما تحقق من مكاسب للشعب.
اجل كان في المشهد شيء من الغرابة.. وفي الوضع تناقض بين (الواقع الرسمي) وبين (الحقيقة الشعبية) وهو ما تم تشخيصه في أول اجتماع عقدته اللجنة المركزية للحزب بعد الثورة، ودعت إلى معالجته بمثابرة ودون تعجل. لم يكن شاغل الحزب آنذاك ان يكون له نصيب متكافئ مع غيره في حكومة تموز شأن سواه من شركاء النضال في (جبهة الاتحاد الوطني)، ولكن حتى متى َتبقى "اتحاد الشعب" ضحية للتمييز والجحود؟ لم تكن قضية تموز أو لقضية الشعب مصلحة في كل هذا.. ولذا تقرر الاحتكام إلى الشعب.. إلى الطبقة العاملة والجماهير الكادحة..
وهذا ما كان في أواخر عام 1958.
ربع مليون مواطن
كنا فريقا من الحزب على موعد مع (الرجل الأول) في الدولة.. وعلى طاولة فسيحة في مكتبه بوزارة الدفاع، أفرغنا محتويات حقيبة ضخمة كانت تضم تواقيع (ربع مليون) مواطن من كل أرجاء البلاد، تطالب وتلح بإجازة "اتحاد الشعب" جريدة يومية سياسية. كانت تلك "العريضة" التي اخترناها.. وألقى الرجل بنظره على أكداس المذكرات المرصوفة على الطاولة وقال:
"طلب مشروع وعادل!"
شكرناه وقدرنا موقفه.. وبعد حديث قصير خرجنا لنعدّ أنفسنا للتجربة الجديدة.
يوم صدرت الجريدة
تركز همّ الحزب وجهده طوال أسابيع على إعداد ما يلزم للتعامل مع هذه التجربة التي بدت حقا غير هينة ولا ميسورة. فثمة فرق بين إصدار جريدة سرية صغيرة على آجال وفترات، حتى في ظروف بالغة القسوة والمشقة، وبين إصدار صحيفة يومية تبرز ثقة الكادحين بحزبهم، وتستوعب بأكثر قدر من الشمول والعناية حاجات الجماهير وآمالها الكبيرة.
وبرزت في مجرى الإعداد مشكلات بدت عصية لأول وهلة، مشكلات التحرير، والطباعة، والإدارة، والتمويل، والتوزيع.. ولكن العزم على ايصال صوت الحقيقة إلى الجماهير بأسرع ما يمكن، كان أقوى من ان يترك للإعداد فرصة أطول، وتقرر البدء بإصدار "اتحاد الشعب" بما هو متيسر من إمكانيات، بأمل ان تستكمل التجربة نواقصها في فترة العمل. وهكذا كانت "اتحاد الشعب" بثوبها المتواضع الجديد بين أيدي القراء في صبيحة الخامس والعشرين من كانون الثاني عام 1959.
تنظيم العمل
استقبلت "اتحاد الشعب" من قبل الجماهير بحفاوة.. ونالت من رعاية الحزب ما يناله أول طفل يولد في الأسرة. كان العديد من الرفاق في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، قد انتدبوا أنفسهم محررين ومشرفين على حساب مهامهم ومسؤولياتهم الحزبية الكثيرة. كما اندفعت إلى المساهمة أفواج من المراسلين المتطوعين من أعضاء اللجان الحزبية في جميع أنحاء العراق. ومع ذلك بقيت "هيئة التحرير" لأمد معين، تعاني من نقص التجربة في التحرير، وفي التعامل مع المطبعة، كما كانت تعاني من محدودية الكادر المتخصص.. بل وكانت تعاني من الإرهاق والضوضاء ومن "الحماس" أيضا..! كانت "هيئة التحرير" ضيفا على مكاتب الحزب، وإدارة الجريدة وغيرها من مكاتب العمل التي كانت تضج بالرواد والزائرين والمراسلين.. وإزاء هذا الوضع، قرر الحزب ان "تعزل" هيئة التحرير في ثلاث غرف متداخلة ضيقة في الدار ذاتها.
برغم ذلك استمرت المشاكل والصعوبات وفي مقدمتها مشاكل التحرير. فقد كان الاتجاه المقرر هو ان تقتصر هيئة التحرير على أعضاء الحزب فقط، مع كل ما قد تحمله البداية من نواقص وعثرات. وكان جوهر هذا القرار يستهدف تربية وإعداد جيل جديد من كتاب الصحافة الشيوعيين، بالإضافة إلى من تعامل مع هذه التجربة في صحافة الحزب السرية، وفي السجون. ولكن بالرغم من الوفرة الظاهرة في عدد الكتاب الشيوعيين وقتذاك، وغالبيتهم ممن كانوا يشغلون مراكز قيادية، فقد أسفر رصد الواجبات والمسؤوليات الحزبية عن "هيئة تحرير" صغيرة كان قوامها في البداية لا يزيد عن سبعة رفاق.
بعد مضي بعض الوقت كان لابد من إعادة النظر في كامل هذا الوضع الذي بات مرهقا إلى أقصى حد، وذلك من خلال الاستمرار في توسيع هيئة التحرير، وتهيأة ظروف مناسبة لعملها مع ضرورة الانتقال إلى وضع جديد تحكمه قواعد مناسبة في تنظيم العمل، والتخصص، وتوزيع المسؤوليات.
قواعد والتزامات
تحقق كل ذلك في فترة لاحقة وبصورة متدرجة، حيث وضع الحزب تحت تصرف الجريدة عددا اضافيا من المحررين، مع طائفة من القواعد التنظيمية، والإدارية، اذكر منها مثلا:
أولا- القرار بضرورة فصل هيئة التحرير عن إدارة الجريدة، وانتقال الهيئة إلى مكان عمل جديد كان عبارة عن ملحق من البناء شيد على عجل، ووقع الاختيار على دار المطبعة اختزالا لمشكلات التعامل بينها وبين هيئة التحرير. وعلى نمط الأبواب السابقة والمستحدثة التي كانت تحملها الجريدة، وزع المحررون على غرف هذا "المشتمل" وعلقت عليها اللوحات التي ترمز إلى مختلف الأقسام: قسم الأخبار المحلية، قسم الحياة الدولية، حياة العمال والفلاحين، الشؤون الكردية، بالإضافة إلى رئاسة التحرير، وغرفة الإنصات إلى الإذاعات العربية والأجنبية... الخ.
ثانيا- إلزام المحررين بالدوام المنتظم في مقر الجريدة، على غرار ما هو متبع في الدوائر الحكومية، والعمل ثمان ساعات كحد أدنى، وذلك لقاء اجر كان يحدد على ضوء الحاجات الفعلية لكل رفيق. وعلى أساس هذه القاعدة، كان يجري التحقق من التزام الرفاق المحررين ومحاسبتهم عند التقصير واذكر في هذه المناسبة ان عدد المحررين قد جاوز في خريف عام 1959 "الأربعين" محررا كانوا كلهم أعضاء في الحزب.
ثالثا- رغم وفرة المواد التي كانت تنصب على الجريدة من كل أنحاء العراق على صورة أخبار وتعليقات ومقالات، فقد جرى التأكيد على ضرورة انصراف كل محرر إلى إعداد أو تحرير أو ترجمة مادة ما بنفسه، وذلك بروح المبادرة والإبداع والعناية في اختيار الموضوعات.
رابعا- تجهيز جميع الأقسام بالمواد الداخلة باختصاصاتها عدا بعض الأخبار المحلية والعالمية أثناء النهار وتقديمها إلى مسؤول التحرير للنظر فيها وتقرير ما يراه بشأنها. ولا تقدم للطبع دون ان تحمل مصادقة وتوقيع مسؤول التحرير.
ظواهر سلبية
كانت هذه هي القواعد التي اعتمدها الحزب في إعداد وإصدار "اتحاد الشعب".. ومع ذلك، لا يمكن القول بان الأمور جرت تماما حسبما خطط لها، كما لم تحسم في غمار التجربة بعض الصعوبات والنواقص، بينما برزت في مجرى العمل مواهب وابتكارات لم تكن محسوبة.
اذكر مثلا ونحن في بداية العمل، اننا لم نستطع ان نوازن المواد المطلوبة مع حجم الاستيعاب في الجريدة.. كنا نتحرك أحيانا وفق "أهواء المطبعة" فمرة تكون المواد فائضة ينبغي استبعاد بعضها أو اختزال الآخر.. ومرة تطالبنا المطبعة في آخر الليل بـ"عمود" أو "نصف عمود" كنا نعده بشكل متكلف لمجرد إملاء الفراغ. ولقد بقينا نعايش هذه المشكلة حتى آخر الشوط، حيث كان البعض منا يمضي الليل وهو يتفحص المواد المطبوعة، ويعدل فيها، ويختزل ويصحح.. وبالتالي كانت تتاح له فرصة "مسامرة العمال" حتى مطلع الفجر. والواقع ان الأمر لم يقتصر على هذه المسامرة الملذة، لان بعضا من العمال - حزبيين ولا حزبيين - كان ينتدب نفسه "رقيبا" على بعض المواد والصيغ والعبارات التي لا يراها منسجمة مع سياسة الحزب فينبهنا اليها، وقد حدث ذلك مرة بعد أخرى.
واذكر أيضا اننا أخفقنا في فتح باب في الجريدة للدراسات الاقتصادية باستثناء تلك الدراسة الناضجة التي أعدت بشان الإصلاح الزراعي، ومقالة بشأن تنظيم الأوضاع المالية بالارتباط مع خروج العراق من الكتلة الإسترلينية. كما أخفقت الجريدة بلوغ مرحلة مناسبة من التحليلات للوضع الدولي أو الدراسات النظرية.
واذكر ان بعض الرفاق المحررين لم يكونوا يلتزمون بالمواظبة الدقيقة على العمل، فيعرضون أنفسهم للوم والحساب، بينما آخرون، لا يحسبون للوقت حسابا، وكثيرا ما كانوا يلتقون على غير موعد في أواخر الليل نشطاء مرحين، كأنهم لم يصرفوا يومهم في جهد مستديم.
وصورة مشرقة
لقد انبثقت من بين أفراد الأسرة كوكبة موهوبة مبدعة. اذكر مثلا حقل "كلمة اليوم" الذي فتحه الرفيق الشهيد "أبو سعيد"..كان أبو سعيد يكتب من قلبه.. ينتقي موضوعاته بعناية فائقة.. يتحسس بدقة الفنان نبض الشعور الشعبي.. وكان فوق ذلك ماهرا في اختيار الكلمة المعبرة والأساليب الأخاذة.
"كلمة اليوم" التي كان القراء ينتظرونها بلهفة ويقرأونها سطورا مرصوفة بأناقة هي حصيلة جهد جهيد كان يعتصره "أبو سعيد" من فكره وقلمه. كأني أراه اليوم وهو منكب ساعات طويلة على أوراقه يكتب ويشطب ويعدل ويمزق.. كان يتعذب، لأنه لم يكن طليقا في قول الحقيقة، خصوصا عندما تجهمت سماء تموز.. كان يلوي أعناق الكلمات ويستعين بالرمز.. ومع ذلك كان الناس يفهمون "أبو سعيد" فهمهم للحقيقة المرة التي بدأوا يتذوقونها.
اذكر الرفيق "عبد الرحيم شريف".. كاتبا موهوبا، واسع المعرفة، دؤوبا منظما في كل شيء. لم يكن يكتب إلا بعد إعداد وتفكير.. نقاط وكلمات يصوغها بعناية دون انفصال أو تعجل. لم يكن يشطب كما كان يفعل "أبو سعيد" ـ كان يستخدم قلم الرصاص والممحاة.. لعله كان حريصا ان تظل صورة أفكاره أمامه أنيقة منسقة. تلك كانت طريقته في الكتابة، ولشدّما استعظمنا مهمته عندما أناط الحزب به رئاسة تحرير "اتحاد الشعب" في وقت طغى فيه موج الردة.
كان نصيره في هذه المهمة الشاقة الشهيد "عدنان البراك".. اذكره وهو يمارس موهبته المبكرة في المرحلة الأولى من صدور "اتحاد الشعب".. وكان يشق طريقه كالسهم إلى مصاف أكثر كتاب الصحافة قدرة وموهبة، تدهشك انطلاقاته في الكتابة كأنه كان يستنسخ مادة جاهزة. ونادرا ما كان يتوقف أو يتمهل أو يشطب.. لابد ان أفكاره كانت ناضجة ومنسقة إلى أقصى حد، وفي قلمه مرونة عجيبة.
اذكر ابتكارات ولمحات جاوزت ما كان مقدرا لبعض الكتاب المبتدئين.. باب بالعامية "بصراحة" بتوقيع "أبو كاطع". لشدّما استهوت هذه الكلمات النابعة من وجدان الكادحين نفوس الفقراء..
كان من بين رفاقنا الشهداء كتاب قديرون.. سلام عادل، ومحمد حسين أبو العيس، وجمال الحيدري، ونافع يونس.. ولقد أعطى كل منهم جريدة الحزب قدر ما يستطيعون من جهد وفكر ومقال..
ارتباط وثيق بالجماهير
لابد للمرء ان يؤكد وهو في معرض الاستذكار، انه ما كان لـ "اتحاد الشعب" ان تشغل تلك المكانة المرموقة في نفوس الجماهير، لولا الجو الرفاقي الودي ومشاعر الألفة والتضامن التي كانت تسود بين أفراد الأسرة. فمن هذا المحيط المفعم بالصحة، كانت تخرج "اتحاد الشعب" وهي تجسد بحق روح العمل الجماعي، والمبادرات الفردية المبدعة. لابد من القول أيضا، ان "اتحاد الشعب" التي حظيت بكل تلك الشعبية الواسعة، ما كانت لتكون كذلك، لولا ارتباطها الوثيق بالجماهير. فلقد كانت رسائل القراء والمراسلين والمواطنين تنهمر كالسيل كل يوم على مقر الجرريدة. وكان على المحررين ان يقراوا دون كلل.. كان ذلك واجبا وضرورة من اجل التعرف على أمزجة ومشاعر الجماهير، ولتحسس النبض الأصيل لضمير الشعب. وبالطبع، كان كثيرا مما يتدفق على الجريدة من رسائل ومقالات ومواد، لا يأخذ طريقه إلى النشر.. ولكنه كان يقرأ.. وبعد الفراغ منه فقط كان يذهب إلى "المحرقة". ولتجنب الأخطاء والهفوات والأهواء والاجتهادات، لضمان الالتزام بسياسة الحزب، كان لابد من خطة للجريدة تطبق بعناية وإبداع.
خطة الجريدة
كانت خطة الجريدة كما اذكر قد نوقشت وأقرت في اجتماع المكتب السياسي وحددت اتجاهاتها الأساسية على ضوء القرارات ومهمات العمل التي رسمها اجتماع أيلول الموسع للجنة المركزية عام 1958. وقد تصدرت هذه الخطة الصفحة الأولى من "العدد الأول" لـ "اتحاد الشعب" وبقيت مرشدا لعمل الجريدة عبر الأحداث والأعاصير والتقلبات التي مرت بها ثورة تموز.
المسيرة مستمرة
ستظل الجماهير تذكر "اتحاد الشعب" مشعلا على طريق النضال.. لأنها كانت تقرأ فيها آمالها العظيمة وهمومها الكبيرة.. وفي مقابل ذلك، كانت تغفر لها نواقصها، ومعايب شكلها ومضمونها.. فالذين أجهدوا أنفسهم في اعتصار قدراتهم وأفكارهم، لم يستطعوا، وهم يقتحمون هذا الميدان لأول مرة، ان يمتلكوا ناصية الفن الصحفي، في وقت باتت فيه الصحافة في عداد الفنون.. واحسب ان "طريق الشعب" وهي تواصل اليوم مسير شقيقتها "اتحاد الشعب" قد وعت هذه الحاجة، بقدر لا يستهان به من الاهتمام. ومع ذلك، فهي ما تزال مطالبة من القراء في ان تواصل سعيها لاتقان فن مخاطبة الجمهور، والتلاؤم مع ذوق القراء. ولئن استطاعت "اتحاد الشعب" ان تستحوذ على قلوب وعقول الألوف من الناس في العراق، والوطن العربي، والعالم.. وان توزع كل يوم قدرا كبيرا من النسخ، فلا بد ان يكون في مسيرتها وتجربتها ما يستحق الدراسة والاقتداء. وحسنا اليوم ان تستكمل "طريق الشعب" نهج شقيقتها "اتحاد الشعب".
هذه الصورة
ختاما، أود ان أشير إلى انني أجهدت ذاكرتي في استعادة بعض من صفحات الماضي، بعد ان أمست بعيدة كل البعد.. وليس بمستطاع المرء في هذه الحالة، ان يستذكر الصورة بتمامها وتفاصيلها.. وقد تجاوزت الحديث عن دور العديد من الرفاق الذين لا يزال عطاؤهم مستمرا.. ولابد اني نسيت أشخاصا وأدوارا ومواقف.. وقد أكون قد قصرت في إنصاف البعض، دون ان اشعر اني ظلمت أحدا..
انها قصة قصيرة لرحلة طويلة حافلة بالأحداث، اترك لغيري من الرفاق الذين كانوا ضمن هذا الموكب المجيد ان يصححوا أو يتداركوا ما فات عليّ.. ان يستكملوا رواية القصة لهذا الجيل من شبابنا الثوري الذي يتطلع بشغف فريد لمعرفة الحقيقة واستخلاص الدروس من وقائع التاريخ.
ــــــــــــــــــ
"طريق الشعب" العدد 574 الخميس 31 / 7 / 1975.
"اتحاد الشعب" العدد 1 الاحد 25 كانون الثاني 1959.