مدارات

قتيل والعديد من الجرحى في احتجاجات البصرة

البصرة - طريق الشعب، علي أبو عراق
اندلعت احتجاجات واسعة في البصرة والجنوب عموما بسبب انقطاع التيار الكهربائي في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وفي درجات حرارة تجاوزت الخمسين, قتل خلالها متظاهر واحد في الأقل. فيما أصيب آخرون في سلسلة من الاشتباكات المسلحة مع الشرطة بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر في البصرة، كما استمرت التظاهرات في جميع أنحاء المحافظات الجنوبية في العراق لليوم الثاني على التوالي، وهددوا بوقف مشروع حقل مجنون النفطي العملاق.
وبالرغم من ان قضاء المدينة الغني بالنفط والواقع شمالي البصرة، يعد من اكثر المناطق التي قدمت شهداء بين صفوف القوات المسلحة ومتطوعي الحشد الشعبي فانه مهمل من قبل المتنف ذين ,لذلك يندفع الاهالي في كل الاتجاهات ,والتمرد هو أحد وجوه الاحتجاج على الاهمال.
وقال مصدر امني أن "شابا سقط قتيلا على يد قوى أمنية خلال احتجاجات في منطقة المدينة كما أصيب ثلاثة محتجين وأربعة من رجال الأمن في الاشتباكات التي اندلعت في وقت متأخر من ليل الخميس وصباح الجمعة الماضية". وأوضح المصدر أنه "خلال التظاهرة التي ضمت أكثر من 1000 متظاهر بسبب انقطاع الكهرباء، حاول المتظاهرون الدخول إلى محطة الكهرباء، ولكن قوات الأمن منعتهم من ذلك ، لذلك توجه عدد من المحتجين الى مقر القائم مقامية والمجلس البلدي لمحاولة الاعتداء"، مشيرا الى أن الشرطة "حاولت منعهم من القيام بذلك عن طريق إطلاق ال?ار بالذخيرة الحية في الهواء ما أدى إلى مقتل شخص واحد بالرصاص العشوائي".
وتابع المصدر؛ أنه في احتجاج آخر اندلع في منطقة القرنة ، قام محتجون بغلق الطريق الرئيسة البصرة - بغداد عند منطقة الشرش وحدثت مواجهات مع الشرطة أصيب اثنان من المتظاهرين خلالها نقلا الى المستشفى.
ويعاني قضاء المدينة مشاكل عديدة، منها مسألة الارض المفوضة باللزمة من زمن الحقبة الملكية لملاكين اقطاع معدودين وحرمان الفلاحين من حقهم في الارض، كما ان شركة النفط بحسب المطلعين، تمنع اي مشروع حكومي او اهلي من الانشاء بحجة عائدية الارض للنفط اضافة إلى شح المياه وقلة الخدمات مع الفقر والبطالة، في حين يرى مراقبون أن الازمة ستستمر وتنتقل بين مدة واخرى بدفع من قوى أو من دونه لان اسباب الازمات وتعديها الحدود الانسانية تكون بيئة حاضنة للتمرد.
وفي منطقة النشوة بالقرب من حقل مجنون النفطي؛ اندلعت احتجاجات للمطالبة بتزويد سكان المنطقة بالتيار الكهربائي من شركة "شل" التي تستثمر حقل مجنون وقد قطع المحتجون الطريق على موظفي الشركة ونصبوا السرادقات في الطريق المؤدية الى الحقل لليوم الثالث على التوالي".
وقال علي حسين وهو مهندس في حقل مجنون النفطي "لقد هرع العشرات من السكان المحليين من المناطق والقرى في منطقة النشوة لقطع الطريق ومنع الموظفين من الوصول إلى عملهم، ما اضطر البعض إلى العودة إلى ديارهم"، وذكر علي حسين ان المحتجين "هددوا بأنهم سوف يستمرون في قطع الطريق حتى يتم توفير الكهرباء".
ونتيجة لفشل الحكومة المستمر في تلبية الحاجة الى التيار الكهربائي في فصل الصيف، تندلع احتجاجات واسعة النطاق كل عام وتتسبب في اضطرابات كبيرة .
وأصدر مكتب محافظ البصرة بيانا إلقى فيه اللوم على نقص الوقود في محطات الكهرباء.
وذكر في البيان "إنه لأمر محزن تلقي تقرير يؤكد وفاة أحد المدنيين وإصابة آخرين بجروح"، وقال مكتب محافظ البصرة في بيان منفصل. "إن أعداء البصرة استغلوا تلك الاحتجاجات للاعتداء على بعض المرافق الحكومية والممتلكات غير العامة لذلك فإن الاضطرابات يمكن أن تنشأ، وتضعف قوة الدولة."
وقال محافظ البصرة أنه "كان على اتصال مع مجلس الوزراء العراقي وقوات الأمن المحلية ومديرية الكهرباء في محاولة "لفرض الأمن وتهدئة المتظاهرين".
واشار البيان الى أنه "تم فتح تحقيق في وفاة متظاهر واصابة آخرين".
وتكررت الاحتجاجات في القضاء على اثر وفاة الشابين وعشائرهما وذويهما الذين يريدون الثأر من القاتل المجهول وبحدود الف شخص قاموا بحرق الاطارات ودفعها الى مركز شرطة القضاء الذي تتواجد فيه قوة امنية كبيرة وجرى تبادل اطلاق نار من الطرفين ولم يصب فيه احد بأذى وبعد ذلك تدخل رجال دين وعشائر وتم عقد هدنة لغاية يوم الجمعة المقبل بعد نهاية عطلة العيد.