مدارات

قوى يسارية عالمية ترفض املاءات التقشف على اليونان

رشيد غويلب
تتواصل ردود الأفعال في اوساط اليسار العالمي بشأن اتفاق اللحظة الأخيرة، الذي اجبر رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسبراس على توقيعه صباح الثالث عشر من تموز الجاري. واذا ما تجاوزنا مواقف احزاب اليسار المتشددة، والتي تتبنى موقفا مسبقا في رفض العمل في اطار الإتحاد الأوربي والمطالبة الشعبوية بالخروج فورا من منطقة اليورو، فان اكثرية قوى اليسار في العالم شددت على رفض سياسة التقشف وألإملاء والإبتزاز، وعبرت عن تضامنها مع الشعب اليوناني.
وفي مايلي عرض شديد الإختصار لمواقف عدد من الأحزاب الشيوعية واليسارية من اتفاق بروكسل:
الحزب الشيوعي الفرنسي
اكد رئيس حزب اليسار الأوربي والسكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي بيير لوران على"ان الفضل في التوصل الى الإتفاق يعود الى شجاعة رئيس الوزراء اليوناني، الذي تجرأ على معارضة الأوساط المهيمنة، والتي تعتقد ان بامكانها ان تفعل ما تشاء"، جاء ذلك في تصريح مباشر له بعد اعلان الإتفاق، وكرر لوران مواقف حزبه في مقابلة اجرتها معه جريدة اللومانيه الشيوعية في 15 تموز الجاري. وفي الوقت الذي رحب لوران بموقف الحكومة الفرنسية في رفض املاءات الحكومة الألمانية، الداعي الى اخراج اليونان من منطقة اليورو، مع الإشارة ان هذا الموقف جاء متأخرا، ولم يمنع معاقبة الشعب اليوناني. وجدد الزعيم الشيوعي تضامن حزبه مع حزب اليسار اليوناني.
الحزب الشيوعي النمساوي
ووصف ميركو ميسنر المتحدث باسم الحزب الشيوعي النمساوي (سكرتير الحزب)، في مقالة له نشرت على موقع الحزب، وصف الإتفاق بالفضيحة في اشارة منه الى التهديد الذي تعرضت له الحكومة اليونانية، وتعريض الشعب اليوناني الى كارثة انسانية ، في حال رفض حكومته الإتفاق الجائر. ونقد مينسر موقف الحكومة النمساوية ورئيس الجمهورية المتماهي مع مواقف المراكز المالية. وان الغرض من فرض الإتفاق هو عزل حكومة اليسار في اليونان، ومنع وصول اليسار الى السلطة في كل من اسبانيا والبرتغال، ، مشددا على ان معركة التي خاضها حزب اليسار اليوناني اكدت معنى، ان تخوض صراعا مكشوفا مع مراكز الراسمال المالية وحجم عدوانيتها .
حزب اليسار الألماني
قال عريغور غيزي رئيس كتلة حزب اليسار في البرلمان الالماني في كلمة له في جلسة البرلمان الخاصة بالتصويت على الإتفاق "لوكنت عضو في البرلمان اليوناني لصوت، رغم المي الشديد لصالح الإتفاق"، وذكر غيزي بالظروف التي تم بها فرض الإتفاق على الحكومة اليونانية، وابرز اهمية التضامن مع اليونان شعبا وحكومة. وبخصوص التصويت في البرلمان الألماني شدد على" في البرلمان الألماني لا يمكننا التصويت بنعم، لإننا في هذه الحالة سنقول نعم لسياسة الحكومة الالمانية المعادية للديمقراطية، والتعاون الإجتماعي، والمعادية لإوربا"، "واننا نحتاج المانيا أوربية، وليس اوربا ألألمانية"، وفي السياق نفسه جاءت تصريحات قيادة حزب اليسار الألماني.
حزب الشغيلة التقدمي القبرصي (اكيل)
وجدد غورغيوس لوكاديس المتحدث باسم اللجنة المركزية لحزب الشغيلة التقدمي القبرصي (اكيل) ، موقف حزبه المبني على عدم التدخل في الشؤوون الداخلية لليونان، ولكنه اشار الى ان الهدف من فرض الإتفاق سياسي بامتياز، وهو اعادة اليونان - مرة أخرى تحت سيطرة اللجنة الثلاثية (صندوق النقد الدولي، البنك المركزي الوربي، والفوضية الأوربية)، ومعاقبة الحكومة اليونانية وحزب اليسار اليوناني، ومنع اي امكانية لتطور مماثل في بلدان الجنوب الأوربي.
الحزب الشيوعي البرتغالي
وفي تصريح للمكتب الصحفي للحزب الشيوعي البرتغالي جرت ادانة الإبتزاز وزعزعة الاستقرار والخنق المالي لليونان، وان الإتفاق يكشف عن الطبيعة السياسية لعملية التكامل الراسمالية في اوربا والأزمة العميقة التي تعيشها، وبرهن الإتفاق على ان التضامن والتماسك في الإتحاد الأوربي غير موجود اصلا. ووجه البيان نقدا للحكومة البرتغالية، مؤكدان ان ماحدث يؤكد صحة تحليلات الحزب القائمة الى ضرورة اعتماد سياسة وطنية يسارية تخرج البرتغال من الخضوع الى منطقة اليورو وتعيد التفاوض بشأن ملف ديون البلاد.
قوى اليسار الأسباني
أكدت قوى اليسار الأسباني ان الخطر الحقيقي الذي يهدد اوربا هو النهج الذي يعتمده وزير المالية الألماني شويبله، ووجهت هذه القوى في ذات الوقت نقدا حاد لمواقف حكومة اليمين في بلادها.
وقال رئيس اليسار الأسباني المتحد كايو لارا ان اليونانيون عوقبوا لممارستهم الديمقراطية خلال الإستفتاء العام، وان فرض الإتفاق يمثل رسالة الى شعوب جنوب اوربا، في حين اكد القيادي الشيوعي والمرشح لزعامة اليسار الاسباني المتحد البرتو غارثون، ان الهدف من الإبتزاز والفرض الذي مورس في اليونان هو تحديد مسار سياسة لعموم القارة الأوربية، وعبر عن امله في ان ينعكس ما حدث هناك ايجابا على المساعي من اجل عمل مشترك بين قوى اليسار الرئيسة في اسبانيا.
اما بابلو اغليسياس السكرتير العام لحزب "نحن قادرون" اليساري، فقد عبر في تغريدة له على التويتر، عن تضامنه مع حكومة وشعب اليونان، وان موقف الحكومتين الاسبانية والبرتغالية يمثل خيانة صريحة لمصالح شعبيهما.