مدارات

من ذكريات رشدي العامل عن الصحافة

لم يكن رشدي العامل مجرد شاعر مبدع ، او مناضل شيوعي ظل حتى اللحظة الاخيرة من حياته يحلم بيوم سقوط الدكتاتور ونظام القتلة ، كان صحفيا مثابرا واكب مسيرة الصحافة العراقية والشيوعية لسنين طويلة، من ارشيف "طريق الشعب" نقتطف بعضا من ذكرياته عن الصحافة .
المحرر
عملت في الصحافة قبل ثورة تموز، كيف كانت اوضاعها ؟
ــ لم تكن للصحفي اية ضمانة مهنية او سياسية ، وكانوا ـ الصحفيون ـ عرضة للملاحقة والمحاكمات بسبب نشر هذا المقال أو ذاك مما كان يعتبر تعريضا للسلطة الملكية. كانت الصحافة معارضة بشكل عام رغم انه لم يكن بوسعها الافصاح المباشر والجدي عن المعارضة . بالطبع كانت هناك صحف حكومية بحتة تمثل البلاط والحكومة القائمة انذاك، الا ان الحركة الوطنية استطاعت الاستفادة منها بأشكال مختلفة، فمثلا جريدة الزمان كانت تنشر بيانا سياسيا لحزبنا على سبيل ادانته الا انها تورد النص الكامل للبيان مما يتيح فرصة نشر اوسع وقد تعرض صحفيون كثيرون الى الملاحقات والمحاكمات ومن المحاكمات الشهيرة جدا محاكمة الجواهري على نشره قصيدة له في جريدته هي " اطبق دجى، اطبق ضباب.. الخ" واعتبرت تعريضا بالسلطة. وهذا نموذج صغير على اوضاع الصحافة والصحفيين وقد تشكلت لجنة للدفاع عنه من نقابة المحامين كما شكلت لجنة اخرى من المجمع العلمي للحكم على مضمون القصيدة .
وبعد ثورة 14 تموز ؟
ــ في الايام الاولى للثورة وجهت دعوة لاقامة اوسع تجمع للصحفيين والادباء والمثقفين بمقال كان لي شرف كتابته في جريدة "البلاد"، التي لعبت دورا هاما في نشر الفكر التقدمي والديمقراطي واكتسبت الصحافة حرية العمل على اختلاف وجهات نظرها .
تجربة اتحاد الشعب ؟
ــ على طول ممارستي للعمل الصحفي ، الذي هو العمل الاساس الذي مارسته ، كانت اتحاد الشعب بالنسبة لي على قصر فترة صدورها المدرسة الحقيقية للتجربة الصحفية ، وكان الرفاق قادة الحزب يعملون في اتحاد الشعب، ويساهمون في اغناء تجربتنا الصحفية وتعميقها، بالاضافة الى الروح الرفاقية المتميزة التي تسود العاملين جميعا من رئيس التحرير حتى شغيلة الجريدة وعمال المطبعة، كانت تجربة متميزة تسود فيها روح ديمقراطية عالية وحرص على اغناء التجربة.
ـــــــــــــــــــ
طريق الشعب العدد 1131 ــ في 15 حزيران 1977