مدارات

اختتام اعمال منتدى ساو باولو في دورته الحادية والعشرين

رشيد غويلب
انتهت السبت الفائت في العاصمة المكسيكية «مكسيكو سيتي» اعمال الدورة الحادية والعشرين لمنتدى ساو باولو لقوى اليسار في امريكا اللاتينية. وكانت اعمال المنتدى قد بدأت الأربعاء الفائت بمشاركة 104 حزب ومنظمة يسارية يمثلون 23 بلدا من بلدان امريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بالإضافة الى وفود تمثل قوى يسارية في اسيا وافريقيا واوربا. وقد اهتمت اعمال هذه الدورة بمناقشة سبل ومفاهيم تعزيز دور القوى التقدمية في المنطقة، و الدفاع عن الحكومات اليسارية والنضال في سبيل الإستقلال والمزيد من العدالة الاجتماعية
وركزت المناقشات على استراتيجية مشتركة للدفاع ضد هجوم الليبرالية الجديدة المضاد، والساعي الى اسقاط حكومات اليسار المنتخبة ديمقراطيا. وقال خوسيه رامون بالاغير، رئيس دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي: « ان مستقبل امريكا اللاتينية مرتبط بالاستمرار في عملية التكامل، وايضا بقدرة الحكومات اليسارية والتقدمية على الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجوم المتنوع لقوى اليمين» . ودعا بلدان القارة إلى مزيد من اليقظة والوحدة. لأن ما يحدث في بلد واحد، «يؤثر علينا جميعا». وتستضيف العاصمة المكسيكية اعمال المنتدى للمرة الرابعة بدعوة من حزبي الثورة الديمقراطية ، والعمل في المكسيك. واشار كارلوس نافاريتي رئيس حزب الثورة الديمقراطية الى ان شعوب امريكا اللاتينية عانت عقودا طويلة من سياسات الليبرالية الجديدة، والدكتاتوريات العسكرية، واليوم تقود السلطة في 12 بلدا من بلدان القارة حكومات يسارية وتقدمية، وهذا التطور جدير بالإحترام وبالدفاع عنه. من جانبها، اشارت ممثلة حزب العمال في البرازيل، والسكرتيرة التنفيذية للمنتدى مونيكا فالنتي، الى ان انعقاد هذه الدورة يتزامن مع الاحتفال بمرور 25 عاما على تاسيس المنتدى، مؤكدة أن الليبرالية الجديدة ليست نظرية الحكم الوحيدة ،وفي الوقت نفسه، شددت على الحاجة إلى مزيد من التقدم في دمج السلاسل الإنتاجية والتكامل الإقليمي في مجال الطاقة.
وعلى الرغم من أن المجتمعين رحبوا باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والولايات المتحدة وبعملية التطبيع التي بدأت بين البلدين، لكنهم حذروا من الأوهام بشأن سياسة جديدة لواشنطن في أمريكا اللاتينية. واشاروا الى استمرار الحصار الامريكي على كوبا، واستمرار احتلال الولايات المتحدة لغوانتانامو. وذكروا بدعم الولايات المتحدة لمحاولات زعزعة الإستقرار في كل من فنزويلا، الإكوادور، بوليفيا، والبرازيل.
وشهد اليوم الثالث من ايام المنتدى افتتاح المؤتمر السادس للمرأة في امريكا اللاتينية الذي ركز على المساواة بين الجنسين في المناصب السياسية في مختلف بلدان أمريكا اللاتينية. وركز البيان الختامي بين قضايا اخرى على عملية التكامل بين بلدان المنطقة، ومساندة المطالبة بحق تقرير المصير والاستقلال (على سبيل المثال، في بويرتو ريكو)، وآثار الأزمة العالمية للنظام الرأسمالي على بلدان القارة، وقضايا الهجرة و حقوق الإنسان ودور وسائل الاتصال في بلدان المنطقة. ويذكر ان منتدى ساو باولو قد تأسس عام 1990 على اثر مبادرة مشتركة للزعيم الكوبي فيدل كاسترو، ورئيس جمهورية البرازيل السابق لولا دي سلفيا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والبلدان الاشتراكية السابقة، في وقت كانت فيه قوى اليسار في موقع المدافع عن الذات. وفي لقاء جمع كاسترو ولولا ولدت فكرة انشاء اطار للحوار المفتوح وتبادل وجهات النظر. وفي عام 1990 دعا حزب العمل البرازيلي للاجتماع الاول للملتقى الذي اتخذ من اسم المدينة التي استضافت اجتماعه الاول اسما له. وبدأ المنتدى بمشاركة 48 حزبا، ولكنه يضم اليوم أكثر من 104 حزب، ومنظمة، وحركة اجتماعية. وهو اطار فكري واسع من الاحزاب الشيوعية والعمالية، وأحزاب يسارية، ومجموعات ماركسية، وبعض من يسار الاحزاب الاجتماعية الديمقراطية، مثل الحزب الاشتراكي الشيلي. وفي السنة التي تأسس فيها المنتدى كان الحزب الشيوعي الكوبي، الحزب الوحيد الذي يقود السلطة في بلاده، واليوم تقود أو تشارك غالبية الاحزاب المنضوية في المنتدى في السلطة.