مدارات

تركيا .. حزب الشعوب الديمقراطي يدعو الى إنهاء العنف المتبادل

رشيد غويلب
بعد مرور اسبوعين على بدء القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني داخل الحدود العراقية، دعا الرئيس المناوب لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاز الجانبين الى الإنهاء الفوري للعمليات العسكرية. وقال دميرتاز السبت الفائت: " يجب على حزب العمال الكردستاني رفع اصبعه عن الزناد، والعمل على ضمان وقف اطلاق النار"، وطالب دميرتاز المقاتلين الأكراد بانهاء العمليات العسكرية الجوابية، وعلى الحكومة ان تنهي في نفس الوقت عمليات قصف مواقع حزب العمال الكردستاني، وتعلن استعدادها لبدء المفاوضات.
وبعد ذلك زار زعيم حزب الشعوب الديمقراطي عائلة احد افراد الشرطة العسكرية التركية (22 عاما) في مدينة سلوبي، الذي قتل في احدى عمليات حزب العمال الكردستاني العسكرية. وقال بعد صلاة مشتركة مع عائلة القتيل: " لايمكننا تقسيم الموتى بين اتراك واكراد. وان الجندي القتيل هو أخونا أيضا، كما هم الشباب الآخرين الذين حملناهم الى القبر في هذه البلاد" واضاف "وان الطريق الوحيد لإنهاء هذا الألم هو الإصرار على السلام".
وواصل الجيش التركي القصف المدفعي على مواقع حزب العمال الكردستاني في منطقة الحدود التركية العراقية ، ومن جانبهم اعلن المقاتلون الأكراد، انهم قتلوا الجمعة الفائتة 14 جنديا في هجمات متفرقة. وفي تصريح لها نهاية الأسبوع لوكالة الفرات الأخبارية، اكدت سوزان بيركلان قائدة الوحدات النسوية المسلحة التابعة لحزب العمال الكردستاني: "نحن مستعدون للسلام والحرب". ودعت سوزان الشعب الى الإنتفاضة: " لقد اصبح مسار الثورة مفتوحا، وان الوقت قد حان لنضال شعبي شامل". ويتساءل متابعون لتطورات القضية الكردية في تركيا، ياترى هل ستتبع هذه الأقوال افعال، ويؤكدون ان مسلحي حزب العمال الكردستاني يشعرون بألإلتزام بوقف اطلاق النار، الذي اعلنه زعيمهم المسجون عبد الله اوجلان في عام 2013 ، ولكن طالما استمرت هجمات الجيش التركي، فان المقاتلين سيردون عليها.
و منذ بدء عمليات القصف ظلت الاحتجاجات المنظمة محدودة نسبيا. و يبدو ان وراء ذلك يقف قلق قيادة حزب العمال الكردستاني من حدوث اشتباكات عنيفة مع الشرطة والمليشيات الإسلامية، والتي يمكن أن تتحول إلى حرب أهلية، وتدمر كل أمل في السلام على المدى البعيد. يذكر ان تشرين الاول الفائت قد شهد صراعات عنيفة بين انصار حزب الشعوب الديمقراطية، وافراد تنظيم سري من المتعاطفين مع ارهابي داعش يطلق على نفسه تسمية "حزب الله"، راح ضحيتها خلال ايام معدودات 40 مواطنا، تحت مرآى ومسمع الشرطة التركية التي لم تقم بشئ يذكر.
وسلط الأحد الفائت تقرير لوفد برلماني لحزب "الشعب الجمهوري" الكمالي، الضوء مجددا على العلاقة الوطيدة بين حزب العدالة والتنمية الأسلامي الحاكم في تركيا ومنظمة داعش الإرهابية، على اثر زيارة الوفد البرلماني لمدينة اديمان في جنوب شرق تركيا. وكشف التقرير ان الإنتحاريان الذين فجرا المركز الثقافي في العشرين من تموز الفائت، وادى الى استشهاد 30 ناشطا من الشبيبة اليسارية، وكذلك تفجير التجمع الإنتخابي لحزب الشعوب الديمقراطي في حزيران الفائت، والذي ادى الى استشهاد اثنين من الحضور، قد قدما من المدينة . وكشف التقريرايضا ان أئمة مسجدين حكوميين قد دعيا علنا الى دعم المجاهدين في سوريا، وان مقاهي المدينة كانت تشهد كسب الشباب للإنظمام الى صفوف داعش،في حين لم تحرك قوى الامن التركية ساكنا. واشار التقرير الى قيام سيارات الإسعاف بنقل الإرهابيين من والى داخل الأراضي السورية. وبرر قائد شرطة المدينة امام الوفد الزائر ما حدث بوجود حرية التنقل والسفر. وفي القرى العلوية المحيطة بالمدينة يسود الخوف والقلق، ولا يجرء السكان المحليون على ترك منازلهم، ويقومون بتنظيم حراسات ليلية، تحسبا لهجمات تنظيم داعش الأرهابي.