مدارات

مصر :فساد وزير الزراعة يطيح بالحكومة والعمليات العسكرية تستمر في سيناء

«طريق الشعب»
بعد أيام من فضيحة القبض على وزير الزراعة بتهم تتعلق بالفساد، تقدمت الحكومة المصرية باستقالتها اليوم السبت إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب اجتماع طارئ في مقر رئاسة الوزراء، فيما كلف وزير البترول والثروة المعدنية في حكومة محلب شريف إسماعيل بتشكيل حكومة جديدة.
وجاءت استقالة حكومة محلب بعد أيام قليلة من استقالة واعتقال وزير الزراعة صلاح هلال، على خلفية تورطه في قضية فساد كبرى، طالت قيادات في الوزارة بالإضافة إلى رجل أعمال، ومحمد فودة طليق الفنانة غادة عبد الرازق.
واستقبل السيسي، صباح امس السبت، محلب في مقر رئاسة الجمهورية، وقدم تقريراً شاملاً عن أداء الحكومة خلال الفترة الأخيرة. ووضع استقالة الحكومة تحت تصرف الرئيس الذي قبلها.
سؤال محرج
وتأتي استقالة محلب بعد أيام قليلة أيضاً، من تعرضه لسؤال محرج في تونس، عن تورطه هو شخصياً في وقائع فساد قضية القصور الرئاسية التي يحاكم فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال، لاسيما أن محلب كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولين العرب التي تولت بناء قصور مبارك ونجليه في شرم الشيخ والقاهرة، واضطر محلب إلى قطع المؤتمر الصحافي.
وجاءت إقالة الحكومة لتؤكد عدم رضا السيسي عن أداء نحو تسعة وزراء على الأقل، من المجموعة الإقتصادية والخدمية، بعد فشلهم في متابعة المشروعات والإتفاقيات التي أبرمتها الحكومة أثناء المؤتمر الإقتصادي الذي عقد في شهر آذار الماضي، وغياب الرؤية في إدارة وتطوير وزاراتهم".
غير أن قضية الفساد الكبرى التي تورط فيها وزير الزراعة، وتحدثت تقارير أخرى عن تورط تسعة وزراء فيها، عجلت بإقالة الحكومة كلها، لاسيما أنها تعاني التخبط في تنفيذ سياسيات السيسي في النهوض الإقتصادي، وتتعثر في متابعة وتنفيذ الإتفاقات الإقتصادية التي يعقدها من مختلف الحكومات في الخارج، لاسيما روسيا والصين وفرنسا وإيطاليا.
الرشاوى
وقالت النيابة العامة إن قضية الفساد تورط فيها وزير الزراعة ومسؤولين آخرين إلى جانب رجل أعمال وطليق الفنانة غادة عبد الرازق، وأوضحت في تقرير لها عن القضية: تبين إن الهدايا موضوع الرشاوى، تمثلت في عضوية عاملة بالنادي الأهلي بمبلغ 140 ألف جنيه لأحد المتهمين، ومجموعة من الملابس من أحد محلات الأزياء الراقية قيمتها 230 ألف جنيه، والحصول على هاتفين محمولين قيمتهما 11 ألف جنيه، وإفطار في شهر رمضان في أحد الفنادق الكبرى بتكلفة قدرها 14 ألفا و 500 جنيه، وطلب سفر لأسر المتهمين وعددهم 16 فردا لأداء فريضة الحج عن طريق ?حدى الشركات السياحية بتكلفة 70 ألف ريال سعودي للفرد الواحد، وطلب وحدة سكنية بأحد المنتجعات بمدينة السادس من أكتوبر قيمتها 8 ملايين و250 ألف جنيه".
القبض على وزير الزراعة
وكشفت التحريات أن المتهم في القضية كل من: صلاح الدين هلال وزير الزراعة (المستقيل) ومحي الدين محمد سعيد مدير مكتب وزير الزراعة، ومقدم الرشوة أيمن محمد رفعت عبده الجميل، والوسيط محمد فودة، الذي كان مسؤولا في وزارة الثقافة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وسبقت إدانته في قضية فساد قبل ثورة 25 كانون الثاني التي أطاحت بمبارك.
وحسب مكتب النائب العام فإن وزير الزراعة السابق صلاح هلال متهم "في قضية تلقي رشوة لتسهيل استيلاء رجل أعمال على أراض مملوكة للدولة".
وأشارت النيابة إلى أن الأجهزة الرقابية ألقت القبض على وزير الزراعة عقب مغادرته مجلس الوزراء وتقديم استقالته، وأنه تم التحقيق مع جميع المتهمين وحبسهم احتياطيا على ذمة التحقيقات". واشارت النيابة العامة إلى سبق صدور قرار بحظر النشر في القضية، وأن القرار مازال ساريا عدا ما يصدر من بيانات بشأنها من مكتب النائب العام، حفاظا على التحقيقات وأدلتها.
عمليات سيناء تستمر
قال المتحدث العسكري المصري إن الجيش واصل لليوم الخامس عملية "حق الشهيد" التي يقوم بها في سيناء بالتعاون مع جهاز الشرطة المدنية.
وقال بيان للمتحدث العسكري ان اربعة جنود قتلوا 4 جنود من قواته واصابة 3 ضباط و4 أفراد آخرين، كما أدت العملية إلى مقتل 98 من العناصر المسلحة التي يسميها الجيش التكفيريين.
وطبقا لبيان القوات المسلحة فإن العملية تستهدف "مداهمة البؤر الارهابية في العريش ورفح والشيخ زويد ووسط سيناء."
وأشار البيان إلى أن المدفعية والقوات الجوية والقوات الخاصة البحرية شاركت في العملية.
وطبقا للبيان فإن القوات البحرية تحاول "منع تسلل العناصر الارهابية التى تحاول الهرب فى اتجاه البحر."
وأسفرت العملية في يومها الخامس، حسب البيان، عن مقتل 98 مسلحا والقبض على 23 من المشتبه بهم وتدمير عدد من العربات والدرجات النارية وتدمير عدد من أماكن اختباء المسلحين وتفجير عدد من العبوات الناسفة التي كانت مزروعة على الطريق."