مدارات

العبادي يتهم "المتضررين" بعرقلة الإصلاحات ويقر بتأخر في منح القروض على الرغم من اطلاقها

طريق الشعب
اتهم رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، امس الاثنين، المتضررين من الإصلاحات بـ"العمل على عرقلتها"، وأكد أن الحكومة مستمرة بالإصلاح، وفيما أشار إلى أهمية تطوير القطاع الزراعي ومساهمته الفعلية في زيادة الناتج القومي، اقر بتأخر في منح القروض التي اطلقت في وقت سابق، وفيما اشار الى ان الدولة غامرت في انفاقها، بين ان الواردات النفطية الحالية هي اقل من الرواتب التي يحتاجها البلاد.
وقال العبادي في مؤتمر انطلاق اعمال الورشة الثانية لتنفيذ الاصلاحات للنهوض بالقطاع الزراعي الذي عقد، امس، في بغداد، وتابعته "طريق الشعب"، إن "بعض الإجراءات البيروقراطية تسهم بعرقلة العمل والإجراءات واتخذنا مشروعاً لتبسيط هذه الإجراءات ورفع الحلقات الزائدة المعرقلة وسنعمل على محاسبة كل من يتسبب بهذا الأمر"، مشدداً على "أهمية تطوير القطاع الزراعي ومساهمته الفعلية في زيادة الناتج القومي".
وأضاف العبادي، أن "المواطنين يريدون الإصلاح ونحن نعمل ومستمرون بتنفيذ الإصلاحات، وهناك عقبات تراكمية نعمل جاهدين لتجاوزها"، مبيناً أن "هناك محاولات لعرقلة هذه الإصلاحات وبخاصة من المتضررين منها، ونقول لهم إننا سنستمر بها وبتخفيض الإنفاق الحكومي حتى لو ارتفعت أسعار النفط لأن هذا المنهج خاطئ ومضر بالدولة".
وتابع العبادي، أن "هناك إمكانية للخروج من الأزمة بشكل أقوى ولكن نحتاج للصبر الايجابي وعدم اليأس"، لافتاً الى، "أننا في الوقت الذي نعمل فيه من اجل تنفيذ الإصلاحات ونواجه هذه التحديات الاقتصادية والمالية، فإننا نخوض حرباً مع عصابات داعش الإرهابية التي تتطلب أموالاً وأسلحة ونعمل لخلق توازن من اجل توفير الأسلحة التي تحتاجها المعركة".
وأشار رئيس مجلس الوزراء، الى أن "الثروة الحيوانية مازالت لغاية الآن ليست بالمستوى المطلوب"، مؤكداً على، ضرورة "العمل لتطويرها والاستفادة منها بشكل اكبر".
واعترف العبادي بأن "الاصلاحات في بدايتها لا نجد لها اثر في ظل التراكمات الكبيرة من حالة الفساد وضياع الثروة"، مشيرا الى ان "انفاق الدولة تضاعف بشكل غير طبيعي" .
وأضاف العبادي ان "الدولة غامرت عندما زادت انفاقها بعد ان افترضت خطأ ان انتاج العراق من النفط الخام سيصل الى اكثر من 8 ملايين برميل يوميا وان اسعار النفط سيتصاعد"، مؤكدا ان "هذا الافتراض مغامر ولا يمكن ان يتم التعامل مع المجتمع بهذه المغامرة باعتبار ان هذه تتعلق بحياة الناس".
وأشار العبادي الى ان "الدولة تتجه بالأنفاق بشكل غير معقول وطبيعي" ،مؤكدا اننا "نكافح اليوم حتى نسيطر على الانفاق وان الواردات النفطية هي اقل من الرواتب التي نحتاجها اليوم ونحاول ان نجد لها حلا ونحن حريصون على ذلك".
ويمثل انخفاض اسعار النفط مشكلة كبيرة بالنسبة العراق، الذي يعتمد على عائدات النفط بشكل اساسي كمصدر للدخل في الوقت الذي يواجه فيه تحديات كبيرة داخلية تتمثل بقتاله مع تنظيم داعش وضرورة توفير الاموال اللازمة للخدمات الاساسية التي يعاني من نقص كبير فيها.
ورأى العبادي، "نستطيع أن نحصل على افضل التشريعات بما يخص تطوير القطاع الزراعي لكن المشكلة في البيروقراطية وبطء التنفيذ لتلك القرارات".
وأضاف العبادي "وجهنا منذ شهر ايار الماضي بتسهيل كل ما يتعلق بقروض الفلاحين لكن ما زال هناك تأخير في ذلك".
واردف العبادي أنه "منذ عشر سنوات بدأت مستويات المياه بالانخفاض والتناقص في البلاد بعد لجوء بلدان اخرى لبناء سدود ومشاريع اروائية".
وأكد على ضرورة "البحث عن مصادر اخرى للمياه للاستفادة منها في دعم قطاع الزراعة".
يذكر أن البنك المركزي العراقي أعلن، الاثنين (7 أيلول 2015)، عن البدء باطلاق اكبر عملية تمويل لبرامج الاقراض بالعراق، مبينا انها تخص تمويل القطاعات الصناعية والزراعية والاسكان كما تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتنشيط الاقتصاد العراقي.