مدارات

تكريما لدور شهداء الصحافة الشيوعية ونضالهم *

نحتفل اليوم بمشاعر تفيض حباً ووفاءاً واعتزازاً، لتكريم كوكبة رائعة من الرفاق الافذاذ الذين عملوا في اعلام الحزب الشيوعي العراقي لسنوات طويلة، وناضلوا ببسالة الشيوعيين من اجل تحقيق شعارنا الاثير في الوطن الحر والشعب السعيد.
ويأتي هذا التكريم عرفانا منا بدورهم الكبير في صياغة وإشاعة الثقافة الديمقراطية والوطنية في المجتمع العراقي، عبر الكلمة الحرة الصادقة، والحس الانساني الرفيع، والانحياز المطلق للحقيقة، وبالتالي ايصال سياسة ومواقف حزبهم الى العمال والفلاحين وسائر ابناء شعبنا.
لقد افنى هؤلاء المتميزون، قبل ان يطويهم الردى، زهرة شبابهم في مهنة المتاعب كما تسمى، وتحدوا كل المصاعب والممارسات القمعية للانظمة الدكتاتورية والمستبدة التي تعاقبت على حكم العراق، واستشهد العديد منهم ببطولة نتيجة اصرارهم على مواصلة هذه المهمة النبيلة، المهمة النضالية الاستثنائية.
ان نجاح هؤلاء المبدعين في انجاز المهمة المزدوجة للصحافة الشيوعية بشقيها الدعائي والتنظيمي، صار مضرباً للأمثال، فضلا عن الارتقاء بوعي المواطن العراقي وشحذ يقظته، وتدريبه على كيفية التمسك بحقوقه ومصالحه الجذرية، والدفاع عنهما امام المستغلين على اختلاف انواعهم والمتاجرين بالكلمات والشعارات البراقة، لكنها جوفاء لان مطلقيها كانوا فاسدين حتى النخاع.
ما احوجنا اليهم في هذه الايام العصيبة، حيث تسود ثقافة العنف والارهاب والقتل المجاني، وتعلو رايات الطائفية السياسية، بفضل المحتلين، وسياسيي الصدفة، الذين تولوا مقادير العراق في غفلة من الزمن.
كما تسود الامية بنوعيها الابجدي والمعرفي، ومعها كل افكار التخلف والانحطاط سياسيا واجتماعيا وثقافياً، بل ان هؤلاء الاوفياء لشعبهم ووطنهم، يرتقون الآن الى مرتبة الرمز، لانهم رفعوا لواء التنوير والحداثة والثقافة العلمية، وناضلوا باقلامهم وبثقافتهم الموسوعية، وبكل ما يملكون من مواهب وطاقات نضالية، من اجل اقامة مجتمع سليم ومعافي يزهو بأبنائه، ولا يتحول الى قوة طاردة لهم كما هو الحال اليوم. مجتمع ترفرف عليه بيارق السلام والمحبة والتقدم والعدالة الاجتماعية.
ما احوجنا الى ابي سعيد وشمران الياسري وعدنان البراك ورحيم شريف، وصفاء الحافظ، وحميد بخش.. الخ قائمة اعلاميينا الافذاذ. انهم الامثولة التي يتطلع اليها الصحفيون والعاملون في وسائل الاعلام الاخرى.
تحية من القلب، مكتنزة بآيات التقدير والاعتزاز والاكبار لهؤلاء الاحبة، الذين فقدناهم قبل اوانهم، نهم مفخرة شعبنا والقدوة لكل من تعز عليه قضية الشعب والوطن، ولكل من يبحث عن النور في دياجير الظلمة التي خيمت بكلكلها الثقيل على عراقنا الغالي. وتحية لكل من سار على دربهم وقام بدورهم المشرف.
قائمة باسماء العاملين في اعلام الحزب، والذين جرى تكريمهم في عيد الصحافة الشيوعية الثمانين. وهم من الشهداء والراحلين:
عبد الجبار وهبي، عبد الرحيم شريف، عدنان البراك، شمران الياسري، محمد سعيد الصكار، رشدي العامل، سعود الناصري، صفاء الحافظ، عبد الحميد بخش، رجاء الزنبوري، حسين قاسم العزيز، مصطفى عبود، ثائرة بطرس، سامي العتابي، خليل المعاضيدي، حاجي جمال، ذياب كزار، اسماعيل خليل، هادي صالح، قاسم محمد حمزة، هاشم الطعان، ابراهيم رشيد، حسن عوينه، ستار مهدي، ملا حسن، مؤيد نعمة، قاسم عبد الامير عجام، حسن العتابي، عبد الستار زبير، مصطفى عبد الله، دلمان آميدي، محمد كريم فتح الله، فيصل عبد الغفار العاني، عمار جبار، عبد القادر اسماع?ل، محمد حسين ابو العيس، ثابت حبيب العاني، محمود صبري، مهدي عبد الكريم، رحيم عجينة، عبد الامير الحبيب، كامل شياع، محمد درويش علي، مهدي محمد علي، سليم عبد الامير حمدان، خالد الحلي، بحر الخالدي، باسم محمد غانم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* كلمة استذكار وتكريم شهداء الصحافة الشيوعية، ألقاها الرفيق محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي.