مدارات

الشيوعي المصري: مصر تقترب من إنهاء انفراد إسرائيل بامتلاك الطاقة النووية

وتضع قدماً على طريق تعزيز التصنيع والتنمية والتخلص من التبعية
سنوات قليلة فقط تفصل مصر عن امتلاك الطاقة النووية لتنهي انفراد إسرائيل بامتلاكها في المنطقة, مع بداية العقد الثالث من هذا القرن سيتم تشغيل أول المفاعلات الأربعة في محطة الضبعة النووية التي تم الاتفاق عليها بين مصر وشركة "روس أتوم" الروسية, والتي يبدأ العمل في إنشائها خلال يناير المقبل. لقد فشلت كل المحاولات الأمريكية الصهيونية لمنع مصر من توقيع هذا الاتفاق, وإجبارها على استيراد مفاعلات من الدول الاستعمارية كفرنسا أو التي تدور في الفلك الأمريكي مثل كوريا الجنوبية, لتكون خاضعة لشروطها المخلة بالسيادة الوطنية. وجاءت امتيازات العرض الروسي غير مسبوقة لاقتناع روسيا بأن مصر هي الشريك الأهم في المنطقة, ومن أهم تلك الامتيازات أنها أتاحت للحكومة المصرية تخفيض زمن إنشاء وتشغيل المحطة, وضمان استدامة توريد الوقود النووي اللازم للتشغيل الآمن والمستمر بغض النظر عن أي تغيرات سياسية في البلدين, إلى جانب تعزيز الصناعة المحلية وتوطن ونقل التكنولوجيا النووية, كما أن محطة الضبعة من الجيل الثالث الأحدث والأكثر أماناً, والذي يمثل 65% من المفاعلات العاملة على مستوى العالم . لقد سعت أمريكا وإسرائيل بكل الوسائل لمنع مصر من امتلاك الطاقة النووية منذ بدأ التفكير في تحقيق هذا الحلم الوطني عام 1955 بإنشاء لجنة الطاقة الذرية برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر, إما بالعدوان المباشر كما حدث في عام 1967, الذي كان أحد أهم أهدافه منع مصر من امتلاك العلم النووي, أو بالسيطرة على سلطة القرار في مصر عقب وقوع تلك السلطة كاملة في يد الرأسمالية المصرية التابعة بعد حرب أكتوبر 1973, بل إن إسرائيل أعلنت بوضوح على لسان آمنون شاحاك رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق بقوله "كل الوسائل مقبولة لحرمان الدول العربية من القدرات النووية". واتبعت إسرائيل أساليب عديدة لإعاقة برنامجنا النووي, فعلى المستوى الدولي نلاحظ أسلوباً متكرراً تمارسه إسرائيل كلما أبدت مصر الرسمية أو الشعبية اهتماما باستئناف برنامج المحطات النووية, يتمثل في حملة تشويه شرسة تحركها مزاعم صهيونية- أمريكية بسعي مصر لتطوير سلاح نووي، أما داخل مصر فتتحرك إسرائيل معتمدة على شبكة من المصالح المباشرة وغير المباشرة من مافيا الأراضي على ثلاثة محاور رئيسية هي: الزعم بأن الطاقة النووية ملوثة للبيئة وأن دول العالم تتراجع عن استخدامها, والتشكيك في صلاحية موقع الضبعة لإنشاء محطات نووية رغم الدراسات المستفيضة التي أجريت عليه من أواخر السبعينيات, والتشكيك في نزاهة وأمانة العاملين في الهيئات النووية. ويؤكد الحزب الشيوعي المصري أن امتلاك الطاقة النووية يمثل خطوة مهمة في طريق التخلص من التبعية لرأس المال الاستعماري العالمي بقيادة أمريكا, وتحول مصر إلى دولة ذات ثقل سياسي واقتصادي في المنطقة, بما يصاحب تشغيل نلك المفاعلات من مزايا استراتيجية وتنموية هائلة, إذا ما توافرت خطط شاملة للاستفادة من الطاقة الضخمة الناتجة عن تلك المفاعلات في التصنيع وكافة المجالات الاقتصادية, كما يمكن أن يؤدي إلى تعبئة الجماهير وبث روح التحدي، وتدعيم الأمن القومي المصري, لتكون تلك الطاقة منطلقا وقاطرة لمشروع قومي للنهضة.
المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري
القاهرة 21 نوفمبر 2015