مدارات

الدورة الــ19 لمنتدى ساو باولو: من أجل تعزيز وحدة اليسار / رشيد غويلب

استضافت مدينة ساو باولو في الفترة 29 تموز 4 آب أعمال الدورة الـ 19 لمنتدى ساو باولو لقوى اليسار في أمريكا اللاتينية. وشارك في أعمال الدورة وفود تمثل أحزاب وحركات اليسار من عموم القارة سواء تلك التي تقود الحكومات في بلادها، او المشاركة في التحالف الحكومي، وكذلك القوى التي ما تزال تناضل من موقع المعارضة في بلدانها.
وركزت أعمال الدورة على القضايا المركزية الآنية مثل توسيع التكامل بين قوى اليسار في امريكا اللاتينية والعالم عموما، والأزمة الحالية للرأسمالية وتأثيراتها على بلدان القارة. وفي الطاولات المستديرة، التي جرى نقلها مباشرة عبر شبكة الانترنيت، تم تحليل وسائل عملية التكامل المتعددة، كما نوقشت بوضوح النجاحات والتحديات المستقبلية للتحالفات العديدة القائمة بين بلدان القارة.
وفي تصريح لوسائل الإعلام قال فالتر بومار المنسق التنفيذي للمنتدى: "ان منتدى ساو باولو احد المختبرات التي يتم فيها بلورة الافكار والمؤسسات الضرورية لاندماجنا، الذي يحظى بشعبية كبيرة. ونحن نناضل ضد التكامل، الذي تسعى لفرضه أوساط واسعة من البرجوازية، لأنها تركز، بشكل رئيسي، على التكامل بين الأسواق، وهذا النوع من التكامل يؤدي الى مزيد من عدم المساواة".
والى جانب مشاريع التنمية المحلية اهتم المشاركون في أعمال المنتدى بعلاقات أمريكا اللاتينية مع القارة الإفريقية، بلدان الشرق الأوسط، بلدان مجموعة البريكس، الولايات المتحدة، وأوربا. وبموازاة الجلسات الرئيسية للمنتدى تم للمرة الثانية تنظيم ملتقى نسوي ناقش تأثير النساء في عملية التكامل المحلي، وقضية التحرر السياسي لنساء أمريكا اللاتينية. وفي فعالية المنتدى الختامية تم استذكار الرئيس الفنزويلي الراحل هيغو شافيز، وتم تثمين مساهمته في تحقيق التحولات التقدمية في أمريكا اللاتينية.
وفي مساء 31 تموز تعرض لقاء للشبيبة المشاركة في اعمال المنتدى في مكان عام الى هجوم من قبل مجموعات يمينية متطرفة، ولم يؤد الهجوم الى اصابات جدية، وقامت الشرطة باعتقال بعض المساهمين فيه. ويؤكد فالتر بومار ان الهجوم العدواني، جاء في سياق حملة يمنية معادية للمنتدى.
وتأسس منتدى ساو باولو عام 1990 على اثر مبادرة مشتركة للزعيم الكوبي فيدل كاسترو، ورئيس جمهورية البرازيل السابق لولا دي سلفيا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والبلدان الاشتراكية السابقة، في وقت كانت فيه قوى اليسار في موقع المدافع عن الذات. وفي لقاء جمع كاسترو ولولا ولدت فكرة انشاء اطار للحوار المفتوح وتبادل وجهات النظر. وفي عام 1990 دعا حزب العمل البرازيلي للاجتماع الاول للملتقى الذي اتخذ من اسم المدينة التي استضافت اجتماعه الاول اسما له. ويضم الملتقى اليوم أكثر من 100 منظمة وحزب وحركة اجتماعية. وفي السنة التي تأسس فيها المنتدى كان الحزب الشيوعي الكوبي، الحزب الوحيد الذي يقود السلطة في بلاده، واليوم تشارك غالبية الاحزاب المنضوية في المنتدى في السلطة. والتغيير في المشهد السياسي في امريكا اللاتينية انعكس على توجهات المنتدى. ولهذا ركزت الدورات الاخيرة للمنتدى على استكشاف اوجه التشابه بين اطياف واسعة لليسار، وتوثيق العلاقة في ما بينها. وبهذا الخصوص يقول بومار: "ان موقفنا هو دعم الحكومات اليسارية، والعمل على ضمان استمرارها. ونريد دعم مجتمعاتنا لتنفيذ برامج التحولات لتتحرر من الوضع الراهن، ولتسريع عملية التكامل". وتضمنت كلمة الافتتاح، التي ألقاها الرئيس البرازيلي السابق لولا دي سلفيا جملاً تحذيرية: " يجب علينا ان لا نفقد الصلة بالشعب"، في إشارة منه الى التظاهرات الجماهيرية في بلاده. واضاف ان "السلطة شيء سحري، وعندما يصل المرء اليها، يبدو الشعب جميلا وغير عادي، وهذا الواقع لم يعد قائما". وشكلت مشاركة الرئيس البوليفي ايفو موراليس، لأول مرة في اعمال المنتدى الحدث الابرز فيه، ولم يقدم موراليس في كلمته التحية فقط للمشاركين في جلسات المنتدى، وانما دعاهم لعقد الدورة العشرين في العاصمة البوليفية لاباس. يذكر ان حركة مورايس الاشتراكية انضمت مؤخرا الى المنتدى، كما انضم حديثا اليه ايضا، "المسيرة الوطنية" الكولومبي، حزب الشعب من البيرو، و"جبهة غوازو" من الباراغواي.