مدارات

حقيقة اللهو الخفي / فاروق جويدة

أخيرا عرف المصريون حقيقة اللهو الخفي الذي طاردهم في الشوارع وقتل المئات واحرق أقسام الشرطة واخرج المساجين من السجون‏..‏ عرف المصريون من هو الطرف الثالث الغامض الذي كان سببا في إجهاض ثورة يناير وتشريد الثوار وإلقائهم في السجون‏.. عرف المصريون أخيرا قصة انتقال السلطة بصورة غامضة اقرب للمؤامرة منها للانتخابات الحقيقية.
علينا الآن ان نراجع الأحداث التي مضت بكل جوانب التحايل والغموض فيها فقد كان ذلك وراء الظلم الشديد الذي وقع على جهاز الشرطة طوال أيام الثورة ثم اتضح لنا أخيرا أننا عشنا مؤامرة كبرى.. كانت اتهامات الإخوان دائما لجهاز الشرطة وكانت دعواتهم للتطهير والتغيير حتى ان البعض منهم اقترح إنشاء جهاز شرطة بديل من المواطنين.
الآن أدركنا ان السبب في ذلك ان جهاز الشرطة كان يعرف الحقيقة ولكنه لم يجد من يصدقه.. قالوا ان الإخوان كانوا وراء إحراق السجون.. وتهريب رموزهم في عملية اقتحام تشبه الأفلام الأمريكية.. وقالوا ان الإخوان قتلوا المتظاهرين في موقعة الجمل.. وقالوا ان الإخوان كانوا يتفاوضون مع النظام السابق من وراء شباب الثورة وقالوا ان هناك علاقات مشبوهة بين أمريكا والإخوان تبدأ بالتمويل وتنتهي بصفقات سرية مع إسرائيل.
مرت كل هذه الأحداث على المصريين طوال عام كامل سقط فيه مئات الشهداء وانطلقت مئات المليونيات في الشوارع والميادين وكانت أحداث ماسبيرو والسفارة السعودية ومجلس الوزراء وإحراق المجمع العلمي ووزارة الدفاع ومحاولات اقتحام المناطق العسكرية وإفساد العلاقات بين الشعب والجيش وحصار المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامي. شاهد المصريون كل هذه الأحداث كان هناك من يقول انه اللهو الخفي الذي يظهر ليلا ويرتكب جرائمه ويهرب وكان هناك من يقول إنهم الفلول وبقايا النظام السابق.. ولأن الشرطة المصرية كانت تعرف وحدها الحقيقة انطلقت في الأيام الماضية لتستعيد مكانتها وتثبت براءتها أمام الشعب وكانت المواجهة التي أظهرت كل جوانب الإرهاب في جماعة الإخوان المسلمين وكأنهم يقدمون صورة كاملة لما حدث في ثورة يناير من القتل والحرائق والإرهاب.
لقد نجح جهاز الشرطة في ان يكشف الصورة الحقيقية للإرهاب الإخواني وكشف للناس الحقيقة ومن هو اللهو الخفي ومن هي الأيدي التي أحرقت مصر ودمرت مؤسساتها.
ـــــــــــــــــــــــــ
جريدة "الأهرام"
20 / 8 / 2013