مدارات

الشيوعي السوداني: لماذا ولمصلحة من تشترى الطائرات المقاتلة؟!*


تعاقدت الحكومة السودانية مع إحدى الشركات الروسية على شراء (42) طائرة هيلوكوبتر. استلمت منها (18) في العام 2012 وتعد الشركة بتسليم (24) طائرة أخرى . السؤال الموضوعي الذي يفرض نفسه هو: لمصلحة من تشترى هذه الطائرات في وقت يحتاج فيه شعب السودان المنكوب بكارثة الأمطار والسيول إلى الخيام والمأوى الآمن والقوت الضروري وتصريف المياه التي تحيط بما تبقى من المساكن وتهددها بالانهيار التام على رؤوس ساكنيها؟!ويراقب بخوف الفيضانات التي تؤشر بها المحابس المائية في الارتفاع المتصاعد للمياه،
ذكرنا من قبل وسنظل نكرر أن حكومة حزب المؤتمر الوطني لا يجمعها جامع مع شعب السودان الذي يعاني من الكوارث المتوالية. فهي حكومة للرأسماليين الطفيليين المستعدين لامتصاص دم الشعب في سبيل الربح السريع من الصفقات المشبوهة، والتصرف في مواد الاغاثة ، وبيع الأراضي في الحفر والمصارف والخيران ومجاري السيول.
أكد ما كتبناه في هذه الصحيفة والي ولاية الخرطوم ومسؤولون متنفذون في السلطة والعديد من النواب داخل المجلس الوطني بشنهم هجوماً عنيفاً على الحكومة (حكومتهم) لتخطيطها وبيعها منازل سكنية في مثل هذه الأماكن. وطالبوا بالقبض على من فعلوا ذلك. وذهب بعضهم إلى قطع أيدي سارقي مواد الإغاثة.
ومن بين هؤلاء المسؤولين رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني الذي اعترف بوجود أخطاء هندسية مزمنة في كل مدن السودان. وقال:( اذا قلنا الحكومة تعمل مصارف دائمة ما بتعملها لما القيامة تقوم(.
كذلك وجد عدم إعلان الحكومة للسودان منطقة كوارث استنكاراً حاداً وطالب بعضهم بعدم التحدث باسم المنكوبين لأن الذين يقولون بذلك هم غير متضررين. وهم يتفقدون أحوال المنكوبين بطائرة هيلوكوبتر بدلاً من خوضهم الأوحال ليتحسسوا عن قرب مدى معاناتهم.
ومن تجاربنا التي لاتحصى مع المجلس الوطني أن ما قيل فيه لن يكون سوى زوبعة في فنجان ولا يخرج من فرقعة الطبل الأجوف الذي قصد به امتصاص الغضب الكاسح لشعب السودان. وأنه سينتهي بانتهاء الجلسة التي قيلت فيه. لأن معظم من آثاروا هذه الزوبعة أعضاء في المجلس الوطني منذ تكوينه. وظل الحديث يتكرر كل عام على مدى ربع قرن من الزمان وظل الحال على حاله.
شعب السودان وعلى رأسه شبابه وشاباته من مختلف القوى السياسية لا ينتظر تصرفاتهم الجوفاء، بل تصدى لنجدة أهله وسيظل في غرفة عملياته النشطة يقظاً وفاعلاً كل ما بوسعه لانقاذ ما يمكن إنقاذه.
صحيفة الميدان 21آب2013 *