مدارات

حشود المحتجين في ساحة التحرير تعلن: لا أمل لأحد في المساومة على مطالب المتظاهرين

طريق الشعب
أحتشد عشرات الآلاف من المواطنين في ساحة التحرير وسط بغداد، الجمعة، للمطالبة بالإسراع بتشكيل حكومة كفاءات ونزاهة بعيدة عن المحاصصة الطائفية وتمتلك برنامجاً إصلاحياً.
وقد حذروا القوى السياسية المتنفذة من الالتفاف واعتماد آلية تدوير الوزراء في الكابينة الوزارية المرتقبة، ودعوا إلى محاسبة السراق واسترجاع الأموال المهربة.
وقال أحد المشاركين في التظاهرة، خالد وليد، إن "الآلاف من المتظاهرين حضروا الى ساحة التحرير ومن مختلف المشارب والتوجهات السياسية، للتعبير عن مطالبهم والضغط على الحكومة العراقية، باتجاه الإسراع بتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الاصلاحات".
من جانبه حذر أحد المشاركين في التظاهرة، حسن عباس، القوى السياسية الرئيسة اضافة الى رئيس الحكومة الحالية، من "محاولات اجتزاء المطالب الجماهيرية بتشكيل حكومة كفاءات والالتفاف على مضامينها واخضاعها الى المزاجات الحزبية في اختيار الوزراء المرشحين"، مبيناً أن "بعض التسريبات الاعلامية خلال اليومين الماضيين حول وثيقة الاصلاحات التي قدمها العبادي لمجلس النواب اظهرت تدويراً للوزراء وليس تشكيل كابينة وزارية بأسماء جدد".
بدورها ، قالت المتظاهرة أم عمار التي حضرت الى ساحة التحرير منذ الساعات الأولى لبدء تظاهرات التحرير، إن "الحضور الجماهيري الذي تشهده ساحة التحرير، يمثل التأييد الشعبي الواسع في اجراء الاصلاحات وانهاء المحاصصة الحزبية في تسنم المناصب الحكومية الحساسة"، مشددة على أن "العبادي يمكنه الاستفادة من ذلك الدعم في تمرير حكومة تقنية ومهنية والخلاص من ضغوط الكتل السياسية".
وبعد كلمة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، التي بثت عبر شاشات عملاقة وزعت في ساحة الاحتجاج، ألقى من على منصة جمهور التيار المدني، الطالب علي العسكري، كلمة الطلبة المتظاهرين، التي أكد فيها ضرورة تنفيذ مطالب الطلبة بتحسين واقع التعليم وتخليصه من سيئاته التي لحقت به، بسبب السياسيات الخاطئة للحكومات المتعاقبة.
وألقى الناشط والشاعر أحمد عبد الحسين، كلمة المتظاهرين جاء فيها: ايها الصابرون منذ سنين وسنين وانتم تنتظرون الانصاف والعدالة والحصول على الامل بحياة انسانية كريمة يعز فيها المواطن والوطن العراقي العريق باطيافه المتنوعة المبهرة.. كما هو معروف فان الحراك الاحتجاجي الدائر في بلادنا اليوم ما كان له ان يكون لولا صبركم وثباتكم ومطاولاتكم في ساحات الاحتجاج والتظاهر وانتم تمثلون كل الطيف العراقي في هبة جماهيرية ستحتل الصدارة في صفحات تاريخ العراق المعاصر".
وأضاف: نعلنها ان لا أمل لأحد في المساومة على مطالب المتظاهرين في تشكيل حكومة كفاءات مهنية مصغرة من خارج الكتل السياسية الممثلة في الحكومة وفي البرلمان الحاليين. والبدء فورا من دون ابطاء في كشف ملفات الفساد الفاسدين وتقديمهم الى محاكمات علنية واسترداد الاموال المنهوبة . ووضع برنامج عمل وطني للارتقاء بعمل الدولة ومؤسساتها يأخذ في الرئيس منه وضع خطط حقيقية لملفات الخدمات المتعلقة بحياة عموم المواطنين وكذلك تحسين شروط حياة الفقراء والمحرومين.
وختم الكلمة قائلاً: المتظاهرات والمتظاهرون الاحرار.. يا من رفعتم مناسيب الوطنية الحقة التي تريد ان تقدم صورة ناصعة مغايرة عن هذا الخراب الذي اشاعته حقب الاستبداد والتحاصص البغيض والفساد والفشل والتمسك الاخرق بالمناصب والكراسي ، ها دقت ساعة الحقيقة التي علينا المضي فيها الى نهاياتها المشروعة الا وهي ابراز قيم المواطنة الاصيلة واعلان حب العراق المتآخي الذي يسوده السلام والعدل والامل .