مدارات

شيلي: قادة حركة الاحتجاج الطلابية يخوضون الانتخابات العامة / رشيد غويلب

وعدت رئيسة جمهورية شيلي السابقة، ومرشحة تحالف "أكثرية جديدة"، وهو تحالف يضم قوى الوسط واليسار، ويساهم فيه الحزب الشيوعي الشيلي، وعدت باصلاح النظام التعليمي في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية، التي ستجري هناك في السابع عشر من تشرين الثاني المقبل.
وأكدت ميشيل باشليه، التي تعد صاحبة الحظ الأوفر في الفوز في السباق الانتخابي، ان عملية الإصلاح ستضمن الدراسة المجانية لطلبة الجامعات، وسيتمكن 70 في المئة من الشبيبة الاستفادة من مجانية التعليم، وسيتم بواسطة الاستثمارات العامة التضييق من الفوارق الاجتماعية، جاء ذلك في لقاء عقدته باشليه، في الخامس عشر من آب الحالي، مع 100 من قادة سابقين ونشطاء في حركة الاحتجاج الطلابية. وخاطبت باشليه الحضور: " لقد تغيرت شيلي بفعل الاحتجاجات الطلابية، وانتم القوة الاجتماعية التي نجحت في جعل قضية إصلاح النظام التعليمي تتمتع بدعم سياسي". ويحتج الطلبة في شيلي منذ عام 2006 للمطالبة باصلاح قطاع التعليم، الذي تم خصخصته في عهد دكتاتورية اغستو بونشيت الفاشية. ونتيجة للخصخصة ارتفعت أجور الدراسة في الجامعات بشكل جنوني، لتصل الى 5 آلاف يورو للفصل الدراسي، مما أدى الى حرمان فقراء الطلبة من فرصة الحصول على شهادة جامعية، في حين غادر طلبة آخرون الجامعة، وهم مثقلون بديون كبيرة لا تتناسب مع الرواتب التي سيتقاضونها مستقبلا. وحاولت مشيل باشيله التي ترأست البلاد لأول مرة في الفترة 2006 2010، تهدئة الحركة الاحتجاجية من خلال القيام بإصلاحات ثانوية، إلا ان الإصلاحات الجوهرية بقيت بعيدة عن التحقيق. ولقد عمد خلفها مرشح تحالف اليمين المحافظ سباستيان بينيرا الى إخماد الاحتجاجات الطلابية، وعندما فشل في ذلك وظف عنفا بوليسيا واسع النطاق ضد التلاميذ والطلبة المحتجين. وما تزال الاحتجاجات الطلابية مستمرة حتى اليوم، فقبل وقت قصير جدا احتل الطلبة المحتجون مبنى إدارة جامعة شيلي في العاصمة سانتياغو. وتتضمن قائمة مرشحي تحالف "أكثرية جديدة" العديد من أسماء قادة الاحتجاجات الطلابية في السنوات الأخيرة، والذين انتقلوا بعد تخرجهم الى ممارسة النشاط السياسي مثل كاميلو باليستيروس عضو لجنة الشباب في الحملة الانتخابية لـ"ميشيل باشليه"، وكارول كاريلو السكرتير العام للشبيبة الشيوعية، وكاميلا فاييخو، التي كانت رئيسة اتحاد الطلبة في جامعة شيلي، وأشهر وجوه الحركة الطلابية، والمتحدثة السابقة باسم الطلبة المحتجين، والتي عرفت في جميع أنحاء العالم، بفعل جرأتها وقوة حجتها، وهي اليوم عضو في اللجنة المركزية للشبيبة الشيوعية. وستشهد الأسابيع القادمة من الحملة الانتخابية مرور الذكرى الأربعين للانقلاب الفاشي، الذي أطاح بحكومة تحالف "الوحدة الشعبية" اليساري بزعامة سلفادور اليندي في الحادي عشر من أيلول 1973، الذي كان احد ضحاياه البرتو باشليه، والد ميشيل باشليه، وقائد سلاح الجو الشيلي في عهد حكومة سلفادور اليندي، ولهذا تتمتع باشليه بسمعة طيبة ومصداقية كبيرة بسبب الاضطهاد القاسي الذي تعرضت له عائلتها بعد الانقلاب الفاشي.