مدارات

المهرجان التاسع لنادي الرافدين في برلين غِنى في الشكل والمضمون.. ولكن !! / داود أمين

ربما اكون محظوظاً، لمساهمتي في معظم المهرجانات السنوية السابقة، لنادي الرافدين في برلين، وقد وفرت لي هذه المساهمات، صداقات عديدة وحميمة، مع مجموعة كبيرة من المبدعين العراقيين في ألمانيا ومختلف البلدان، كما أضافت لمعارفي، تفاصيل متنوعة وجديدة، في الفنون والأداب والثقافة عموماً، إذ لم أكن احظَ بكل تلك التفاصيل، لولا مهرجانات النادي، وحُرص وفدائية هيئاته القيادية المتعاقبة ومنتسبيه في إستمرار إقامته.
اليوم الأول للمهرجان


قبل يوم من بدء فعاليات المهرجان وصلت برلين، وقرب الباص الذي أوصلني من كوبنهاكن إلى برلين، إستقبلني عراقي طيب هو السيد( خضير الدجيلي )، لينقلني للفندق الذي ساقيم فيه لياليي الأربع القادمات. في الغرفة التي سأشغلها صدمتني الأسرة الأربعة ذات الطابقين! وقبل أن أعلن عن إحتجاجي وتذمري، أن أنام في غرفة فيها ثمانية أشخاص، دخلت فتاتان كنديتان، سالتني إحداهما: أنت مقيم معنا في الغرفة!؟ قلت لها يبدو ذلك! ثم إكتشفت أن سريرين آخرين، من أسرة غرفتنا، تشغلهما فتاتان فرنسيتان! فتلاشت حدتي وخف تذمري! وقلت لنفسي هي تجربة جديدة لم أعشها من قبل، إذ لم يخطر ببالي، النوم مع أربع فتيات أوربيات في غرفة واحدة! ولكن التجربة كانت عادية ومرت بسلام، و( الشيطان ) الذي صدعوا رؤوسنا به، كان ( يشخرُ ) بعيداً عن غرفتنا وعن الفندق بكامله!!
مساء نفس اليوم، حضر الشاعر أحمد أحمد من السويد، ليشاركني الغرفة إياها، ويعيش مثلي التجربة الجديدة لأول مرة!
في اليوم التالي( الخميس 22آب ) كنا نفطر،احمد وأنا، في مطعم تركي قريب من مقر ( نادي الرافدين )، الذي إعتقد كلانا أن إفتتاح المهرجان، في الساعة الثانية ظهراً، سيكون فيه! ولأن لا أحد زارنا أو إتصل بنا، فقد ضاعت علينا الساعة الأولى الهامة من إفتتاح المهرجان، ففيها _ كما عرفت فيما بعد_ كانت كلمة الإفتتاح، لمسؤولة اللجنة الثقافية في النادي السيدة وفاء الربيعي، التي رحبت بالضيوف وتمنت نجاح فعاليات المهرجان، ثم قدمت رئيس النادي، الدكتور مجيد القيسي، ليلقي كلمة الهيئة الإدارية، التي أشار فيها، لعدم حصول المدعوين من الوطن، على تأشيرة دخول لألمانيا! مما حرم الحاضرين من مساهماتهم. كما شكر القيسي في كلمته الموجزة، الضيوف المساهمين من السويد والدانمارك وهنكاريا وإنكلترا وهولندا ومدن ألمانيا المختلفة، وأشار للتعثر في العملية الديمقراطية في الوطن، ومعاناة المثقف العراقي، تحت وطأة الأوضاع غير الطبيعية وصعوبة ممارسته لعمله الفني والفكري بحرية. بعده كانت كلمة السفير العراقي السيد محمود حسين الخطيب، الذي أشاد فيها بالنادي وتأريخه ونشاطاته الثقافية المتنوعة، وأعلن عن أسفه لعدم حصول ضيوف الوطن على تأشيرة الدخول، كما تحدث عن الوضع في العراق، مؤكداً أنه مختلف عن عراق صدام حسين، ففي العراق الآن حرية رأي، وصحافة وفضائيات متنوعة! بعد كلمة السفير طلب الدكتور كاظم حبيب الكلام، وتحدث عن إنعدام الديمقراطية وعن القمع وغياب الحرية داخل الوطن، ويبدو أن كلمة الدكتور حبيب لم تُعجب السفير، فغادر قاعة المهرجان مع طاقم السفارة المرافق له!
بعد ذلك بدأت الفعاليات الفنية والأدبية للمهرجان، بأناشيد وطنية وأغان، للفنان مفيد الناصح، الذي كان يعزف على العود، ويغني بصوت مؤثر وشجي، أعذب الأغاني العراقية والتراثية.
ثم أعقب الفنان الناصح حوار حول مستجدات المرحلة الراهنة في الشرق الأوسط، شارك فيه الدكتور صادق إطيمش، والدكتور عصام حداد، والدكتور عقيل الناصري، وقد أشار الدكتور إطيمش، إلى الجيل الجديد من الشباب، ونموذجه الشباب المصري، الذي لم يصبر سنة واحدة، على الذين وصلوا إلى السلطة عن طريق الإنتخابات، فثار عليهم وأزاحهم! أما الدكتور حداد، وهو مناضل ومفكر فلسطيني، فقد تحدث عن عودته القريبة من بيروت ودمشق ومراقبته للوضع عن قرب هناك، مشيراً لإنعكاس مشاكل المنطقة، وخصوصاً الوضع في سوريا، على الدولة اللبنانية والقوى المختلفة فيها، كما تحدث عن إستعمال الطائفية والتحشيد ضد العلويين، وأشار للموجة الثانية من الثورة، التي بدأت في مصر وقد تمتد للبلدان الأخرى. الدكتور الناصري تحدث عن الإختلاف بين مفهومي ( العراق الحديث ) الذي بدأ عام 1830، ومفهوم( العراق المعاصر ) الذي بدأ مع مطلع القرن العشرين وتأسيس الدولة العراقية، كما تحدث عن أن تأسيس الدولة العراقية وتأسيس الأحزاب من قبل رجال الحكم الملكي، وأكد إنها جميعاً، قامت من خلال عامل خارجي، في حين كانت ثورة 14 تموز، حدث داخلي بإمتياز. وقد أثارت مداخلات المحاضرين الثلاثة، الكثير من الأسئلة والمداخلات من قبل الجمهور.
بعد الإستراحة بدأت آخر نشاطات اليوم الأول من أيام المهرجان، فكانت واحة الشعر الأولى، التي ساهم فيها أربعة شعراء، هم بلقيس حسن، داود أمين، صبري هاشم، ومفيد البلداوي، وقد قدمتهم الشاعرة وفاء الربيعي، حيث قرأوا نماذج من قصائدهم متنوعة الأشكال والأساليب، والتي حظيت بإستحسان وإعجاب جمهور الحاضرين.
اليوم الثاني من المهرجان
يوم 23 آب، اليوم الثاني من المهرجان، كان زاخراً بالفعاليات والنشاطات الأدبية والفنية والثقافية العامة، ففي صبيحته بدأت أولى الفعاليات، بمحاضرة قيمة للسيدتين وفاء الربيعي وتالار، عن واقع المرأة في العراق، وفي كردستان بشكل خاص، وقدم السيدتين الدكتور صادق إطيمش، الذي بادر لتحليل مصطلحي( العَوْرَة والفتنة ) مشيراً لخطل إستخدامهما من قبل المتأسلمين ومُدعي التدين. السيدة وفاء تحدثت عن معاناة المرأة العراقية، وإستمرار هذه المعاناة، رغم سقوط النظام الدكتاتوري، ورغم الميزانيات الضخمة للدولة، مشيرة لظاهرتي الشحاذة والدعارة، الشائعتين بين صفوف النساء العراقيات! أما السيدة تالار فقد أكدت أن المرأة لم تحصل على حقوقها كاملة، وفي كردستان كان إضطهاد المرأة مضاعفاً، في العهود السابقة، فهي مضطهدة لأنها كردية، وهي مضطهدة لأنها إمرأة، وذكرت السيدة تالار أرقاماً، عن عدد النساء في البرلمان الكردستاني، والوزارة والقضاء والمديريات والوظائف، وهي أرقام جيدة، كما اشارت للسلبيات التي تتعرض لها المرأة في كردستان، وأهمها مسألة القتل غسلاً للعار، وحالات الإنتحار، التي كثرت في السنوات الأخيرة في صفوف النساء.
ثم قدم الفنان كمال البياتي فلماً مختصراً عن فلم طويل عنوانه( بغداد الراقصة) أو( بغداد الأنثى ) وهو عمل تعبيري موسيقي راقص، يحكي قصة بغداد منذ عصر المأمون حتى الآن، بلغة حلمية ملونة ومدهشة.
بعد الفلم تحدث المهندس المعماري محمد الحسني عن حملة (إنها بغداد ) التي يشترك فيها مجموعة من المعماريين والمثقفين، والحريصين على عاصمة بلدهم وآثارها ومعالمها الهامة، التي تتعرض للهدم والخراب، على يد الجهلة والنفعيين، وقد رافق حديثه عرض سلايدات لصور وخرائط توضح آثار التخريب، والمواقع التي هدمت وتلك المهددة بالهدم والإندثار، إن لم تتسع وتتوحد الأصوات الرافضة والمنبهة والمحتجة.
ثم اعلن عن إفتتاح المعرض التشكيلي الذي ساهم فيه برهان أرز،نسرين شابا، سمية ماضي، قتيبة منقاري، وسوزان العبود، وقد تنوعت المعروضات، بين لوحات تشكيلية مرسومة بالزيت والألوان المائية، وأعمال نحتية، ونقش على الزجاج.
الفنان سعد عزيز دحام قدم محاضرة عن( جماليات الإخراج المسرحي ) متحدثاً عن تأريخ المسرح العالمي وأشهر مدارسه، مركزاً على مدرسة ستانسلافسكي، التي كانت تؤكد على أهمية التقمص لدى الممثل، وقد أثارت المحاضرة الكثير من الحوار بين الفنان والحاضرين.
أما الفنان منير العبيدي فكانت محاضرته بعنوان( المشكلة الوجودية في الفن النسوي العراقي ) وقد رافق حديثه عرض سلايدات، لأعمال حوالي عشر فنانات تشكيليات عراقيات، إبتداءاً من الفنانة ليلى العطار وشقيقتها الفنانة سعاد العطار، حتى ميسلون فرج، مروراً ببتول الفكيكي ورؤيا رؤوف وعفيفة لعيبي و وداد الأرفلي وغيرهن، كما عرض الفنان العبيدي، المرأة بعين رجل، من خلال لوحات للفنانين فاروق حسن وعلي آل تاجر.
ثم قدمت الدكتورة إقبال المؤمن مادة عن الإعلام العراقي الحالي، حيث تعرضت لواقع الدولة العراقية، الذي قالت أنه مفكك، وموزع على تفرعات وتفاصيل إثنية وطائفية، لا تعكس وحدة ومركزية لكيان واضح، وقد أثارت مادتها الكثير من الجدل والحوار.
حول الموسيقى الأيزيدية، كانت المحاضرة التي قدمها الأستاذ صباح كنجي، مشيراً لنوعين من الموسيقى لدى هذه الشريحة العراقية الأصيلة، نوع يختص بالموسيقى الدينية، إذ لا يوجد طقس في الديانة الأيزيدية دون موسيقى، من الولادة حتى الموت، ونوع يختص بالموسيقى الفنية، وتحدث بإسهاب عن (القوالون ) وأقسامهم، وهم فئة دينية تتوارث الموسيقى، كما أشار للآلات المستخدمة وأشهرها الناي والدف والزرنة والطنبور.
وكانت آخر نشاطات هذا اليوم الزاخر بالفعاليات، واحة شعرية أخرى، شارك فيها، الشعراء أحمد أحمد، مفيد البلداوي، كريم الأسدي، وفيها تعددت الوان ما تجود به القرائح، ففي الوقت الذي إقتصر فيه الشاعر أحمد أحمد على قصيدة النثر، حيث قدم نماذج تقع بين الومضة والقصيدة الطويلة، زاوج الشاعر مفيد في الوان قصائده المختلفة، فكانت صوره المدهشة تترى بدلالاتها الموحية، في حين تنقل الشاعر كريم الأسدي بين العمودي وشعر التفعيلة، وتفوق في ترجمة وقراءة قصائده بالألمانية.
اليوم الثالث والأخير
أول فعاليات هذا اليوم الأخير من أيام المهرجان، كانت محاضرة للفنان التشكيلي منصور البكري، عن ثقافة الطفل في العراق، وفيها تحدث الفنان مطولاً عن ضرورة الإهتمام بالطفل، إذ أن ذلك سينعكس على بناء وطن مزدهر، ثم تناول تجربة مجلة( مجلتي ) الخاصة بالأطفال وعمله كرسام فيها، وهو لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، وذكر أسماء العاملين فيها، من رسامين ومحررين ومصممين وخطاطين، وسياستها التي كانت تؤكد على الروح الجماعية ونبذ البطل الفردي، ونبذ القسوة والعنف، وإبراز القيم الإنسانية والوطنية، غير المنحازة لحزب أوفئة أو جماعة، كما أشار لأدب الأطفال، مؤكداً أنه جديد في العالم، وفي الوطن العربي والعراق، ثم عرض الفنان سلايدات لأغلفة المجلة، ولأشهر مسلسلاتها وموضوعاتها، ونماذج لأبطالها ومن رسمهم.
الفعالية الثانية لهذا اليوم كانت محاضرة للصحفي جمال خزندار، عن أرشيف الصحافة الكردية، وقد قدمه الأستاذ لقمان البرزنجي، متحدثاً عن مؤلفاته الكثيرة، والمهام الوظيفية والثقافية المتنوعة، التي تسلمها خلال حياته، وقد ركز المحاضر في مادته على تأريخ أول صحيفة كردية حملت إسم (كردستان) وصدرت في القاهرة في 22 نيسان 1898، من قبل مقداد مدحت بدرخان، ويعتبر هذا التأريخ الآن، يوماً وعيداً للصحافة الكردية، في جميع أرجاء كردستان، وأشار المحاضر للصعوبات الجمة، التي واجهت الباحثين، للحصول على الجزء الأكبر من أعداد الصحيفة، في مراحل إصدارها الثلاث، في مكتبات العالم المختلفة، وقد أعقبت المحاضرة حوارات متنوعة حول اللهجات الكردية، ومن هي اللهجة السائدة، أو لغة الثقافة المعتمدة للشعب الكردي؟
بعد المحاضرة تم عرض فلم قصير بعنوان( إمرأة إخترقت الجدار ) يتحدث الفلم عن الفنانة سناء علي الدليمي، أول مصورة سينمائية في العراق والعالم العربي، وفي الفلم يتحدث مجموعة من زملائها الفنانين، وبينهم صباح مهدي علي، وعواطف نعيم، وثائر الحاج محمد، عن جرأة المصورة سناء، وصمودها وصلابتها وتحديها، لكل الضغوط التي واجهتها، منذ سبعينات القرن الماضي، ولا تزال تواجهها لحد الآن.
في الساعة السابعة من مساء نفس اليوم، إنتقل جمهور الحاضرين، للقاعة التي تم فيها حفل الإفتتاح، وكانت أولى الفعاليات في هذه القاعة الواسعة، عرض مسرحي عنوانه( حقيقة حلم ) من إخراج الفنان كمال البياتي، وتأليف وتمثيل الفنان سعد عزيز دحام، الذي قدم لأكثر من نصف ساعة عرضاً شيقاً، برزت فيه إمكانياته الواضحة في تطويع الجسد، والقدرة على إبراز الإنفعالات، من خلال تعابير الوجه وحركة اليدين، والحوارات الدالة على أكثر من شخصية.
بعد ذلك كان عرض مسرحي آخر عنوانه( رقصة الروح ) مستوحى من قصائد الشاعرة وفاء الربيعي، التي كانت تقرأ نصوصها من خلف الكواليس طوال زمن العرض، والعمل من تمثيل وإخراج الفنان كمال البياتي، وقد شاركته التمثيل والعزف على الدف فنانتان أجنبيتان، وقد أبدع الجميع في تقديم عمل متميز كانت حركة الجسد فيه هي الموحية والمفسرة.
وقبل الحفل الغنائي، قرأ الدكتور مجيد القيسي كلمة الختام، شكر فيها المساهمين والضيوف، القادمين من مختلف البلدان، معتذراً عن النواقص والهفوات، ثم قدمت السيدة وفاء الربيعي والشيخ أحمد البرزنجي، نيابة عن الهيئة الإدارية، هدايا تكريمية لعدد من المساهمين في المهرجان، بعد ذلك بدأ الحفل الغنائي، الذي أحياه الفنان جاسم مراد، يرافقه على الإيقاع خالد حسون وعلى الدف محمد الصوفي وعلى العود كمال وعلى الأورك وهيب، وكانت الساعات تمر والجمهور يتنقل بين( إشاعة وداعتك والله إشاعة ) و( لا خبر ) و( شلونك عيني شلونك ) و( أحلم بيك أنا أحلم بيك ) وغيرها من الأغاني العراقية والعربية الجميلة، والتي دفعت البعض لساحة الرقص والدبكة.
ولكن ...!!
هذه ال( ولكن ) وضعتها في العنوان، لأقول لأصدقائي العراقيين في برلين ومدن ألمانيا الأخرى، كلمة صديق حريص، يهمه نادي الرافدين كثيراً، ويتمنى بصدق وتجرد، أن يقدم النادي الأفضل والأهم، وأن يتحول كما كان، لخيمة وارفة الظلال، تلم شمل المشتتين من مبدعينا، بل أن يتعدى دوره الثقافي والتنويري، لدور آخر يكون فيه بيتاً لكل العراقيين، إذ لمست في هذا المهرجان، رغم كل هذا الغنى، في شكله ومضمونه، وهذه العنوانات الهامة لفعالياته، لمست تراجعاً عن مستوياته السابقة، وابرز ملامح هذا التراجع في غياب الكثير من العاملين السابقين في هيئاته الإدارية، عن حضور الفعاليات، وغياب الجمهور الواسع، الذي كانت تغص به قاعة الحفل الختامي، في أقل تقدير! وغياب الكثير من المبدعين المُدرجين في البرنامج، وبينهم من يعيش في ألمانيا! كما إن التبكير في دعوة الضيوف من العراق كانت أكثر من ضرورية، إذ يفترض منذ الآن أن تُرسل الدعوات للمهرجان العاشر، ليتسنى رسم خارطة واضحة لمهرجان ناجح، كما كان للتغييرات الآنية والمتعجلة في البرنامج، والتقديم والتأخير والتبديل في الفقرات، أثر سلبي، وربما اربك البعض. أشد على يد الهيئة الإدارية وجميع العاملين، الذين عملوا بصمت خلف الكواليس، من أجل أن يكون الطعام حاراً ولذيذاً وعراقياً بإمتياز، ومن أجل أن ينعم المدعوين بدفء شاي عراقي أصيل.