جرت يوم امس الأحد 18/9/2016 في روسيا الانتخابات البرلمانية للدورة السابعة وفق النظام الجديد ، النظام المختلط ، بدلا من نظام القوائم الحزبية وحدها الذي كان متبعا خلال انتخابات الدورة السادسة عام 2011. وحسب النظام الجديد جرى انتخاب نصف نواب مجلس الدوما ( البرلمان 450 مقعدا ) ، وفق القوائم الحزبية ، فيما تم انتخاب النصف الآخر بصورة فردية في الدوائر الانتخابية الآقليمية من بين 2100 مرشح تم تسجيلهم رسميا. كما سيتم في هذه الدورة انتخاب هيئات السلطات الاقليمية ومجالس الادارة الذاتية المحلية وعدد من محافظي ورؤساء المناطق والجمهوريات الروسية.

وبلغت نسبة مشاركة الناخبين 47.82 % تقريبا من العدد الاجمالي للناخبين والبالغ عددهم 111,6 مليون شخص.

وشارك في الانتخابات الحالية 14 حزبا وجاءت بالترتيب التالي حسب نسبة الأصوات التي حصلت عليها :

1 – حزب روسيا الموحدة – 54.28%

2 – الحزب الشيوعي الروسي – 13.45 %

3 – الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي – 13.24 %

4 – حزب روسيا العادلة – 6.17 %

5 – حزب شيوعيو روسيا – 2.33 %

6 – حزب التفاحة – 1.89 %

7 – حزب المتقاعدين من أجل العدالة – 1.74 %

8 – حزب الوطن – 1.45 %

9 – حزب التنمية – 1.21 %

10 – حزب الخضر – 0.75 %

11 – حزب " برناس " – 0.71 % ( اليمين الديمقراطي من انصار الرئيس الروسي السابق يلتسن ).

12 – حزب الوطنيين الروسي – 0.58 %

13 – حزب المنبر المدني – 0.22 %

14 – حزب التيار المدني – 0.14 %

ومن بين هذه الأحزاب تمكنت أربعة أحزاب فقط من اجتياز الحاجز الانتخابي 5 % للدخول الى البرلمان وهي حسب النتائج التي اعلنتها اللجنة المركزية الروسية للانتخابات البرلمانية :

1 – حزب روسيا الموحدة حصل على 343 مقعدا في مجلس النواب ( بشقيه الجماعي والفردي ).

2 – الحزب الشيوعي الروسي – على 42 مقعدا.

3 – الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي – على 39 مقعدا.

4 – حزب روسيا العادلة – على 23 مقعدا.

5 – حزبا الوطن والمنبر المدني والمستقلين – على مقعد واحد لكل منهم ( 3 مقاعد ).

وفي الدوائر الانتخابية الفردية ( نائب واحد عن كل دائرة انتخابية ) ، والتي يبلغ عددها 225 دائرة انتخابية ، صوت الناخبون بالشكل التالي :

1 – حزب روسيا الموحدة فاز في 203 دوائر انتخابية.

2 – الحزب الشيوعي الروسي وحزب روسيا العادلة فازا ب 7 مقاعد لكل منهما في مجلس الدوما.

3 – الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي – فاز بخمسة مقاعد.

4 – حزب الوطن والمنبر الوطني والمستقلون فازوا بمقعد واحد لكل منهم.

اذن ما الذي افرزته الانتخابات البرلمانية الحالية ؟

أكدت الانتخابات على صحة وثبات النهج الذي يتبعه الرئيس بوتين كونه هو الذي اسس حزب روسيا الموحدة ( حزب السلطة ) ويتزعمه حاليا رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف. وقال بوتين في تصريح له عقب اعلان نتائج الانتخابات ان النتائج تعبر عن ارادة الشعب وثقته الكاملة بحزب روسيا الموحدة وثبات مواقعه. واضاف ان المواطنين يهمهم الاستقرار وهو ما يعمل من اجله الحزب ، ورغم المشاكل الموجودة والتي علينا حلها فقد جاءت النتائج ردا على الضغوطات والعقوبات التي فرضتها البلدان الغربية ضد روسيا.

وفي الواقع ان نسبة مشاركة الناخبين لم تكن عالية هذه المرة مقارنة بمشاركتهم في الدورات الماضية ومردها الى سوء الأحوال الجوية. وحسب المراقبين فقد صوت لصالح حزب السلطة ( روسيا الموحدة ) ربع الناخبين فقط ووزعت اصوات الثلاثة ارباع الناخبين الأخرى على بقية الأحزاب البالغ عددها 13 حزبا المشاركة في الانتخابات البرلمانية الحالية.

وفيما يتعلق باحزاب اليسار ، وبالأخص قلة الأصوات التي حصل عليها الحزب الشيوعي الروسي هذه المرة مقارنة بالدورات السابقة ، فانها تعاني الى حد هذا اليوم من التفرقة وعدم امكانية الاتفاق على قائمة موحدة لخوض الانتخابات سواء البرلمانية او الرئاسية رغم شعور هذه الأحزاب بأهمية هذا الاتفاق. ويعتقد المراقبون أن حزب شيوعيي روسيا ، الذي دخل الانتخابات بشكل منفرد والذي لم يتمكن من اجتياز الحاجز الانتخابي 5 % ، قد انتزع من الحزب الشيوعي الروسي نسبة الأصوات التي حصل عليها البالغة 2.33 % ، وهي النسبة التي كانت تفرقه عن الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي في الدورات السابقة ، بينما جاءت نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزبان في الانتخابات الحالية متقاربة تماما. وتحاول الأحزاب اليسارية الروسية تجاوز هذه الحالة والتشاور في ضرورة واهمية ترسيخ وحدة صفوف قوى اليسار خلال الانتخابات المقبلة.

والحصيلة الرئيسية من بعد الانتخابات البرلمانية الحالية هي تجدد مجلس الدوما الروسي واعادة بنائه وفق النظام المختلط ( نصف المجلس من نواب الأحزاب والنصف الآخر من النواب المنتخبين بصورة فردية في الدوائر الانتخابية الاقليمية ). وجرى التأكيد على اهمية التعاون والتشاور مع الأحزاب التي لم تتمكن من اجتياز الحاجز الانتخابي والدخول الى مجلس الدوما.

ويعتقد المحللون السياسيون انه من المحتمل العمل مستقبلا بنظام تشكيل حزبين كبيرين او ثلاثة في روسيا ، كما هو المتبع في امريكا وفي اغلب البلدان الأوروبية ، وذلك من اجل ان تتمتع جميع الأحزاب بحقوقها الدستورية.