مدارات

ترشيد استهلاك الكهرباء / محمد شريف أبو ميسم

تتحقق معالجة ازمة الكهرباء والارتفاع بمستوى خدمتها من خلال العمل على مستويين: الاول زيادة انتاج الطاقة الكهربائية بانشاء محطات توليد جديدة، وتحديث القائمة منها وادخالها في الشبكة الوطنية. وهذا قيد الانجاز حسب التصريحات الصادرة من وزارة الكهرباء، مع اكتمال العمل بالعديد من المحطات ودخولها تباعا في الخدمة وتغذيتها للشبكة الوطنية. اما المستوى الآخر فيتمثل في ترشيد استهلاك الكهرباء، وهو ما يتطلب من وزارة الكهرباء والجهات الاعلامية الحكومية ان تكثف جهودها في مجال تثقيف وتوعية المواطنين الى أن الترشيد لا يراد به التضييق على المواطن بقدر أهميته في استمرار تقديم الخدمة له ، وهو مطلب وطني لا يتعلق بمصلحة أفراد أو أحزاب أو فئات انما هو ضرورة للحفاظ على امكانيات الشبكة الوطنية التي هي مال عام وملك للشعب قبل أن يشرع المطبلون بتنفيذ مشروع الخصخصة الذي بشر به البعض بعد أن تم تشريع قانون الاستثمار في قطاع الكهرباء بهدف تحقيق أحد شروط ما سميّ بـ»الاصلاح الاقصادي» الذي فرضته الدول الدائنة على العراق بهدف اسقاط المديونية..
اذن من المهم جدا المحافظة على ما تحقق على الرغم من معاناة سني الحرمان من هذه الخدمة ، ومن المهم أن نجعل من الـ( 11 ألف أمبير المتاحة الآن 14 ألف أمبير عند نهاية العام) بحسب ما تعلنه وزارة الكهرباء والمحافظة على هذا المنجز وتطويره وعدم القبول اطلاقا بمحاولات خصخصة هذا القطاع ،ولو تطلب الأمر النوم في الشوارع تعبيرا عن الرفض ، لأن الشبكة الوطنية هي ملك للناس ولا يقبل أحد أن تكون في يوم من الأيام ملكا لمجموعة شركات أو بضعة تجار ، وفي المقابل من الأهمية بمكان الارتقاء باحساس الناس والعاملين في هذه الشبكة الوطنية والجهات الساندة لها «ان هذه الشبكة هي ملك حقيقي لكل واحد منا فان أصابها الضرر سنلجأ الى شبكات القطاع الخاص بهدف شراء الخدمة» ، وبالتالي فان اطفاء المصابيح الفائضة عن الحاجة في كل منزل ، والاكتفاء بتشغيل جهاز تبريد واحد عوضا عن اجهزة متعددة والانتباه لمصابيح الطوابق العليا في بعض المنازل المتوقدة على مدار النهار والليل، وعدم التجاوز على خطوط شبكة التوزيع ، كلها سلوكيات من (الدين والأخلاق والسلوك الحضاري ..) ومن المهم أن تجتهد وزارة الكهرباء في تحقيق مثل هذا الهدف ، كأن توظف الديون التي بذمة المستهلكين في عملية الترشيد ، فتدعوا الى اسقاط نسب من الديون كلما قل استهلاك الوحدة السكنية أو الوحدة التجارية ، وبذلك ستحقق هدفين برمية واحدة ، اذ ستستقطب الناس بهدف التحاسب على الديون السابقة بنسب أقل مما هي بذمتهم وتساهم في شيوع نمط استهلاكي جديد يعتمد الترشيد في الاستهلاك .