- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الخميس, 29 أيلول/سبتمبر 2016 17:32
ما الذي حدث؟
شكل يوم 18 من شهر تموز 1936 بداية التمرد الفاشي العسكري الذي أدى الى الحرب الأهلية الإسبانية وأفضى من بعدها الى 38 عاما من حكم الديكتاتورية الوحشية الرجعية في إسبانيا.
غادر ملك إسبانيا، ألفونسو، نحو المنفى في العام 1931 وأُعلنت الجمهورية الإسبانية. تبعت ذلك خمسة أعوام من الصراع على السلطة بين اليسار واليمين الى أن كسبت الجبهة الشعبية الإنتخابات البرلمانية في شباط 1936، وكانت الجبهة إئتلافا من 15 تنظيما يساريا وأحزاب وسط، تضم إشتراكيين وشيوعيين وفالينسيين (نسبة الى منطقة) وغاليسيين (نسبة الى منطقة) وقوميين وديمقراطيين غير إشتراكيين.
بدأت حكومة الجبهة الشعبية التي ترأسها لفترة قصيرة (مانويل آثانيا) من الحزب الجمهوري اليساري المعتدل، وخلفه (سانتياغو كاسيريس كيروغا)، المعتدل أيضا، تجري إصلاحات حذرة لقوانين حيازة الأرض، والعمل، ونظام التعليم، والجيش.، ولكن حتى هذه الإصلاحات المتواضعة كانت مثيرة لمخاوف الطبقة الإسبانية الحاكمة واليمين السياسي. لقد شعرت الأرستقراطية الإقطاعية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية وأصحاب المشاريع الكبيرة وضباط الجيش بأنهم مهددون بهذه الخطوات البسيطة نحو إسبانيا أكثر عدالة. وأثار رعب القوميين منح الحكومة الحكم الذاتي للكاتالونيين (نسبة الى منطقة) والباسكيين (نسبة الى منطقة).
لم يكن للأحزاب اليمينية من الأصوات ما يمكنها من دحر الجبهة الشعبية، فشرعت بحملة زعزعة إستقرار إسبانيا. ولعبت تنظيمات الفالانج المتطرفة (الفالانج هي الكتائب الفاشية ومثلها سمى حزب الكتائب اللبناني نفسه، إطلع على الحرب الأهلية اللبنانية - م) دورا أساسيا في هذه الزعزعة. وفي الوقت نفسه كان فقراء الفلاحين وقطاعات من الطبقة العاملة غير راضية عن بطء إصلاحات الحكومة. وقد تجلى إنعدام الرضا هذا أحيانا بأعمال عنف يقودها الفوضويون. فيما كان بعض القادة اليمينيين يخفون علاقاتهم مع الفاشيين ويعملون بهمة عالية لجمع شتاتهم ونسف حكومة الجبهة الشعبية بكل وسيلة، وكانوا يحتاجون الى شرارة لإشعال الفتيل. وجاءت الفرصة عندما قتل ضابطُ شرطة (خوزيه كالفو سوتيلو) قائدَ أقوى حركة يمينية في البرلمان الإسباني والتي تعمل على عودة الملك ألفونسو. وكان الضابط مستاءً لأن الفاشيين قتلوا زميلا له.
هكذا توحدت كل قوى اليمين لدعم تمرد عسكري. تزعم التمرد أربعة جنرالات هم خوزيه سانخورجو، وغونثالو كيبو، وفرانسسكو فرانكو، وإميليو مولا. وتم تحريض وحدات من الجيش الإسباني في شمال أفريقيا، وقتلوا كل عسكري ومدني حاول إيقافهم، وتدبروا أمرهم للعبور سريعا الى البر الإسباني لينضموا الى الضباط المتمردين هناك، والى الميليشيات التي نظمها الفالانجيون ومجاميع اليمين الأخرى. قُتل سانخورجو ومولا في حادث تحطم طائرة فأصبح فرانكو هوالقائد.
بدأت حرب شعواء دامت حتى نيسان 1939. وفيما كان الفاشيون يتقدمون في المدن والقرى بصعوبة، وهم يواجهون مقاومة بطولية مستميتة، كانوا يقتلون كل من يشكون في كونه شيوعيا أو إشتراكيا أو نقابيا أو يهوديا أو ناشطا إجتماعيا أو موظفا لحكومة الجبهة الشعبية، وأحيانا يكون القتل بأبشع طريقة يمكن أن تخطر على بالهم. وقد وثق (ﭙول ﭙيترسون) كل هذا بتفصيل مرعب في كتابه (الهولوكوست الإسباني: التحقيق والتصفية في إسبانيا القرن العشرين)الصادر سنة 2012. وقد استمرت الإعدامات الجماعية حتى بعد الحرب وتلقى فرانكو وأعوانه دعما هائلا من هتلر وموسوليني، فيما تلقت الجمهورية الإسبانية الدعم من الاتحاد السوفييتي فقط وبقدر أقل من المكسيك. أما قادة ما تسمى بالدول الديمقراطية فقد كان في تغافلهم دعم كاف لنظام فرانكو.
بقي فرانكو في السلطة حتى وفاته في تشرين الثاني 1976 وخلال حكمه تم قمع النقابات والمثقفين والصحافة وداعمي حقوق الأقليات، خصوصا الكاتالونيين والباسكيين. و لم يمنع هذا قوى الناتو من الوقوف في صف النظام الفاشي، ففرانكو، بعد كل شيء، معاد للشيوعية.
عندما مات فرانكو كانت تجري عملية دمقرطة جزئية ولكن الروح الفاشية القديمة بقيت في قطاعات من المجتمع الإسباني، فحزب الشعب الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء الحالي (ماريانو راخوي) له علاقات مع أيام فرانكو، وقد عمل بنشاط لوقف كل محاسبة على الجرائم التي أُقترفت وحتى عارض فتح القبور الجماعية، لأن مؤسسي الحزب هم من الشخصيات السياسية لفترة فرانكو الأخيرة.
لم تندمل جروح الحرب الأهلية وديكتاتورية فرانكو بعد، ولم تشمل أية عقوبة أزلام الديكتاتورية من الذين ما زالوا أحياء. وفي حين أن الكنيسة الكاثوليكية قدمت إعتذارا الى الشعب عن الدور الذي لعبته في الحرب الأهلية، لم يبد أحد من رجالات فرانكو أي ندم.
ــــــــــــــــــــــــــ
إيميل شيبرز/بيبلز وورلد، جريدة الحزب الشيوعي الأميركي
*********
رحيل آخر المقاتلين
توفي (ديلمر بيرغ) عن عمر ناهز 100 عام في آذار من هذا العام 2016 وكان أحد المتطوعين لمقاتلة فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، ولم يتوقف حتى نهاية حياته عن القتال من أجل القضايا اليسارية ومن المرجح أنه كان آخر من بقي حيا من الذين تطوعوا في لواء إبراهام لنكولن.
لكن بيرغ كان من الممكن أن يموت قبل 77 عاما في إسبانيا عندما قُصف الدير الذي كان يقيم ورفاقه فيه فأصيب بشظية في كبده. هذه الشظية كانت لا تزال في كبده عندما توفي في بيته بكاليفورنيا. قال مرة: «لم أكن أعرف في السياسة شيئا. كنا مجرد صبيان. أردنا فعل شيء لمساعدة الشعب الإسباني». من بين 3000 شاب تطوع للقتال في اللواء فَقدَ 800 حياتهم دفاعا عن الجمهورية الإسبانية، وانتهت الحرب عام 1939 بانتصار فرانكو وبداية الفترة المظلمة. لم يركن بيرغ بعد عودته للولايات المتحدة الى حياة الدعة والطريقة الأميركية في الحياة بل تجند مباشرة في الجيش ولكنه سرح بسبب جروحه التي أصيب بها في الحرب الإسبانية التي شارك في معاركها الكبرى ومنها معركة إيبرو.
إنتمى الى الحزب الشيوعي، وكان على نهج المدرسة اليسارية القديمة التي يأتي مناضلوها ليس من دراسة النظرية بل من الحياة. عمل مساعد رئيس الفرع المحلي لجمعية تقدم الملونين وقيل أنه كان الرجل الأبيض الوحيد في الجمعية، وعمل في نقابة عمال الزراعة المتحدين، وشارك في الإحتجاجات ضد الأسلحة النووية وحرب فيتنام. خضعت عائلته في الخمسينيات الى تحقيقات العملاء الفيدراليين بخصوصه لأنهم لم يستطعوا الإستدلال على مكانه حتى انتهت الفترة المكارثية. قال في مقابلة مع «نيويورك تايمز» في العام الماضي : «يقلقني قليلا أن المرء في التاسعة والتسعين قد يموت في أية لحظة فأنا لدي الكثير من الأشياء التي أريد القيام بها».
ــــــــــــــــــــــــــــ
ديفيد غريم/مجلة «ذي اتلانتك» الأميركية
********

تصوير فوتوغرافي:الكاميرا على دفاعات برشلونة
في فجر يوم 19 تموز 1936 تسلل المتمردون أتباع فرانكو الى داخل برشلونة، وإذا كان الغرب الإسباني الذي يغلب عليه الطابع الريفي قد إصطف مع المتمردين القوميين فإن العاصمة الكاتالانية قاومت على غرار مدريد والمناطق الصناعية في الشرق.
استمع المصور الشاب آغوستي سينتيليس (1909-1985) في غرفته ببرشلونة من الراديو الى الأخبار في الصباح الباكر، وخرج ليكون من بين الأوائل الذين يشهدون المواجهات على متاريس مقاتلي النقابات أو الى جانب قوات الحرس الهجومية ووثق المعارك طوال يومين بكاميرا من نوع لايكا، ثم غادر ليغطي المعارك على الجبهة الشرقية قبل أن يعود الى برشلونة ليعمل بإمرة وزير الإعلام الجمهوري. بعد إنتصار قوات فرانكو سنة 1939 والذي شكل بداية الحكم الديكتاتوري اضطر المصور الصحفي الى الذهاب الى المنفى في فرنسا. غادر مع حقيبة مليئة بالكليشيات الفوتوغرافية الأصلية ولم يعد بها الى إسبانيا إلا في ربيع 1976 بعد موت الدكتاتور ببضعة أشهر.
********

من أبطال الحرب الإسبانية الذين رحلوا عن عالمنا في السنوات الأخيرة
عندما التقط المصور خوان غوثمان هذه الصورة لمارينا جينيستا وهي تقوم بالحراسة على سطح فندق كولون الذي تحول الى مركز تطوع، كانت هي في السابعة عشرة من عمرها. ولدت في تولوز لأبوين إسبانيين وجاءت الى إسبانيا وهي في الحادية عشرة، وانتمت في كاتولونيا الى تنظيم الشبيبة الإشتراكية التابع للحزب الشيوعي الإسباني. عندما إندلعت الحرب أدت عدة مهمات كمراسلة وأحيانا مترجمة للصحفي السوفييتي ميخائيل كولتسوف.
جرحت في معارك بيرينيس أثناء التراجع وعولجت داخل فرنسا ولكنها هربت ما أن شفيت جراحها عندما تسلم نظام فيشي السلطة متوجهة الى المكسيك على ظهر سفينة غيرت مسارها الى جزيرة سان دومينك، وتوجب عليها مغادرتها أيضا سنة 1946 تحت تهديد نظام رافائيل تروخيللو راجعة الى إسبانيا وهي محمية هذه المرة بزواجها من دبلوماسي نرويجي. أقامت في الثمانينات في باريس ونشطت في منظمة العفو الدولية، توفيت يوم 6 كانون الثاني 2013.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة "لو موند" الفرنسية
***********

الأدباء غير الإسبان والحرب الاهلية الاسبانية
توافد الى إسبانيا عند اندلاع الحرب، وخصوصا بعد مقتل الشاعر لوركا، الكثير من الكتاب والسينمائيين، كانت غاية البعض دعم الفاشية فيما جاء أغلبهم للتضامن مع الجمهورية والحريات. بالنسبة الى مثقفي العالم فإن أوان العمل قد حان.
في فرنسا كانت الإستجابة فورية من قبل عدد من المثقفين، فالشابة الأرستقراطية المثقفة والفيلسوفة مستقبلا، سيمون ﭬيل (1909-1943) التي لم تكن تعرف شيئا عن السلاح والقتال، بادرت فورا الى الذهاب الى الجبهة في منطقة أراغون. وفيما كانت الحكومة الجمهورية تتحرك بطريقة مرتبكة لمواجهة فرانكو، تحدى أندريه مالرو المخاطر ليصل الى مدريد ويقابل الرئيس الجمهوري (مانويل آثانا) ويبدي له إستعداده لتشكيل سرب جوي مكوّن من متطوعين. وقد كتب فيما بعد عن سبب مبادرته هذه قائلا: «لأني كنت مقتنعا بأن مساعي العالم الكبرى ضد الحرية قد بدأت». ونتجت عن تجربته على رأس هذا السرب واحدة من أعظم الروايات وهي (الأمل) التي أشبع فيها الرغبة التي تراود كل كاتب في التعبير عن الفعل الحقيقي.

البلد الأوربي الآخر الذي أثارت الحرب الإسبانية فيه إهتماما مباشرا هو بريطانيا. وقد أوضح الشاعر ستيفن سبندر في مراسلاته قائلا:
«لم تنفعنا الجامعة سوى في الإلتقاء بأناس مثلنا يستبد بهم التعب والملل مع رغبة في التحول الى معارضين، ولكن معارضين لأي شيء؟ لكل شيء وللا شيء. دعونا أنفسنا بالشيوعيين ولكن كلامنا لم يكن سوى سفسطة (.....)حتى اليوم الذي اندلعت فيه حرب إسبانيا، ففكرنا عندها بأن أفقنا أصبح مضاءً، وهكذا بدأ كل شيء».
كان يوجد من الإنكليز في الحرب الإسبانية 1300 مقاتل وفقا لما ذكره المؤرخ (هغ توماس)، وقد كتب الكتّاب الإنكليز ما بين العامين 1936 و 1939 حوالي 730 رواية ومجموعة شعرية وقصة صحفية. وفي الواقع فإن عددا من أعظم الشعراء الإنكليز المعاصرين قد إرتبطوا بهذه الحرب وفي طليعتهم (أودن) الذي دشنت قصيدته الطويلة (إسبانيا) المنشورة في العام 1937 بداية الشعر الإنكليزي الحديث، الملتزم والمقاتل. تبعه سبندر ولويس ماكنيس وكذلك جون كرونفورد وصديقه جوليان بيل الذي قتل وهو يقود سيارة إسعاف في معركة برونيت.
من بين الروايات والوثائق والمذكرات التي طبعت خلال بداية الصراع كان الكثير بأقلام نسوية من بينها (عاصفة على إسبانيا) للكاتبة ميرين ميتشل وهي كاثوليكية آيرلندية مناصرة للحركة الإنفصالية الآيرلندية، و(نار على إسبانيا) للدوقة داتول وهي إرستقراطية تميل الى الشيوعيين، أما (موت في الفجر) و(السرير المطلي) لهيلين نيكلسون فهما مناصرتان تماما للفرانكويين، و(المؤلفون يختارون معسكرهم) لنانسي كونارد وهي مليونيرة مؤيدة للجمهوريين، و(راقصة في مدريد) لجانيت ريزنفيلد، وهذه الروايات كلها طبعت بين عامي 1937 و1939.
إن أفضل شهادتين هما (كانت الأوتار زائفة) 1966 للويس ماكنس الذي يعطينا رؤية دقيقة جدا ومعقدة لإسبانيا الممزقة، و(عالم داخل عالم) 1951، وهي مذكرات مثيرة كتبها ستيفن سبندر ويروي فيها كيف قضى فترة الحرب الإسبانية يبحث عن صديقه الفار من الفيلق الأممي.
غير أنه مما لا يقبل النقاش أن الممثلين الأساسيين للأدب الإنكليزي اللذين إرتبطا بشكل حميم بالحرب الإسبانية هما أرثر كويستلر وجورج أورويل. غلف كويستلر شخصه بهالة خاصة وملغزة تخلق عند القارئ رغبة لا تقاوم في قراءة نصوصه، وهو يشكل مع إيليا إيهرنبرغ الثنائي الصحفي-الأدبي الأعظم في القرن العشرين .و كان كويستلر هنغاريا يهوديا أرسله الى باريس الحزب الشيوعي السوفييتي، وذهب من باريس الى إسبانيا كصحفي من الناحية الرسمية، ولما تراجع الجمهوريون وهم يقاتلون الى مالاقا بقي كويستلر دون مبرر واضح في مدينة أندلسية، حيث أصبح سجينا للفرانكويين، «سجينا غاية في الخصوصية» حسب تعبير جنرال فاشي استخدم معه كل وسائل التعذيب لينتزع منه معلومات مفيدة.
تدخلت الحكومة الإنكليزية وأخرجته من السجن وسط دهشة الجميع.و من هذه التجربة ولد واحد من أشهر الأعمال عن هذا الصراع هو (العقد الإسباني) سنة 1938.
في هذا الكتاب يصف الحرب الإسبانية بأنها «حرب مصنوعة من مآس وليس من معارك».
إكتسب كتاب جورج أورويل (تحية الى كاتولونيا)- 1938 أهمية متزايدة وقد اقتبسه المخرج كين لوش للفيلم الناجح (الأرض والحرية) سنة 1995.
في الولايات المتحدة وجدت أخبار الحرب الإسبانية صدى عظيما لدى كتّاب مثل جون دوس باسوس وريتشارد رايت وجون شتاينبك.، وكان أعضاء رابطة الكتاب الأمريكيين في معظمهم مدافعين متحمسين عن الجمهورية الإسبانية، وشجعوا عددا من مواطنيهم للتطوع في كتيبة لنكولن الأسطورية التي تكللت بالمجد في الجبهة.
أول رواية مكرسة كليا للصراع هي (حياة وموت مدينة إسبانية) لأليوت بول الذي باغتته الحرب أيضا مثل الكاتب الفرنسي جورج برنانوس وهو في إسبانيا، وأرعبته قسوة الفاشيين تجاه الفلاحين والصيادين.
وبرز روائيان لهما معرفة سابقة بإسبانيا هما جون دون باسوس وأرنست همنغواي الذي تعود علاقته بإسبانيا الى ما قبل 1926 حين نشر (والشمس تشرق أيضا) ونشر (موت في الظهيرة) 1931 ثم (لمن تقرع الأجراس) عن الحرب الأهلية.
جاء كتاب آخرون الى إسبانيا نخص بالذكر منهم أوبتن سنكلير مؤلف (لن يمروا!) و(قصة عن معركة مدريد)، وجاء كذلك أبو الواقعية الأميركية ثيودور درايزر، بالإضافة الى أرسكين كالدويل ومالكوم كاولي، دون أن ننسى الشاعرين الشابين اللذين إشتركا في القتال وقتلا وهما (سام ليفنجر) و(جوزيف سيلجمان)، ومن بين الذين كتبوا مذكراتهم (ستيف نيلسون) و(جون غيتس) و(ساندر فوروس).
كان هناك أيضا (ألفاه بيسي) كاتب السيناريو الهوليوودي الكبير مؤلف النص النموذجي (رجال في المعركة). ومن الكاتبات نذكر ليليان هيلمان والصحفية آنا سترونغ التي كتبت سيرة مثيرة للجدل. بعض الكتّاب ميزوا أنفسهم بموقفهم المناصر للفرانكوية مثل الكاثوليكي (هازل شولي) مؤلف (الليل يحل على إسبانيا) 1939 وروبيرت لاوري الذي كتب (دفاع في يونفرستي ستي) 1938 الذي أثار إطراءاً متحمسا من قبل الشاعر عزرا باوند.
من بين الكتاب الروس ميخائيل كولتسوف وإيليا إيهرنبورغ الذي كان قد زار إسبانيا سابقا كصحفي وكان فيها عند إندلاع الحرب وكتب مذكرات قيمة.
بالنسبة الى الكتاب الألمان سواء كانوا شيوعيين مثل (لودفيج رين) أم يميلون الى الفاشية مثل (إرنست يونغر) فإن الحرب الإسبانية جهد عبثي لأن إسبانيا برأيهم فريسة للخراب ولا أمل فيها. أما الكاتب المسرحي اليساري الكبير المنفي في الولايات المتحدة (أرنست تولر) فقد انتحر وهو يرى لا أبالية الحكومة الأميركية إزاء التراجيديا الأوربية، وظل الكاتب المنفي الآخر (توماس مان) يحاول إقناع نفسه أن في أوربا يكمن رهان المستقبل الإنساني، وغادر ولداه الى إسبانيا ليكونا شاهدين على المأساة. تبنى الكتّاب الكاثوليك الألمان، مثل معظم أقرانهم الفرنسيين، وخلافا للمتوقع موقفا معاديا للفاشية جدا. وكتبت جيرترود فون لو فورت رواية (الأخيرة على منصة الإعدام) التي نقلها جورج بيرنانوس الى المسرح.
وكتب المسرحي بيرتولد بريخت (بنادق الأم كرّار حيث ترفع كرار صوت الإدانة لنفاق وكذب الدول الديمقراطية. لكننا نرى إنعكاسا ضعيفا لهذه الحرب على الأدب الإيطالي في زمن موسوليني سوى ما كتبه بضعة كتاب من بينهم (ليوناردو سياسيا)، إلا أن كاتبا رأى في هذه الحرب نقطة تحول تاريخي هو إيليو فيتوريني في كتابه (حديث في صقلية) 1939 الذي شكل بداية للأدب الإيطالي لما بعد الحرب.
أخيرا نذكر اليوناني نيكوس كازانتزاكيس مؤلف (المسيح يصلب من جديد) والذي استمد من تجربته في إسبانيا دفاتر مذكرات.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إميليو سانث دي سوتو/جريدة لو موند دبلوماتيك