مدارات

191 دولة تطالب بانهاء الحصار على كوبا

رشيد غويلب
عندما اعلنت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية سامانثا باور الإربعاء الفائت، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك،ان بلادها ستتحفظ لأول مرة عند التصويت على قرار للمنظمة الدولية يدعو الى رفع الحصار الأمريكي عن كوبا، قوبل الإعلان بالتصفيق. وللمرة الـ 25 تدين الجمعية العامة للأمم المتحدة الحرب الاقتصادية الامريكية المنافية للقانون الدولي ضد كوبا، وكانت النتيجة هذه المرة واضحة اكثر من اي وقت مضى: 191 من الدول الأعضاء في الامم المتحدة البالغ عددها 193 دولة وافقت على القرار، ولم يكن هناك معارضون. اما الصوتان المتحفظان فكانا كما هو معلن مسبقا صوتي الولايات المتحدة واسرائيل.
وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز انتقد في خطابه الحصار الذي تنفرد الولايات المتحدة بفرضه على بلاده منذ اكثر من 50 عاما، وطالبها باتخاذ خطوات ملموسة لانهاء حصارها الجائر، الذي كلف كوبا في 12 شهرا فقط، حتى نيسان 2016 خسائر بلغت قيمتها اكثر من 4 مليارات دولار امريكي .
وكانت باور قد بينت الاسباب التي دفعت الولايات المتحدة للمرة الأولى الى عدم رفض القرار والإكتفاء بالتحفظ عليه، فقالت ان المناقشة السنوية في الأمم المتحدة بينت بوضوح أن محاولة عزل كوبا قد فشلت. ولكن السفيرة الامريكية عارضت في الوقت نفسه مقولة ان الحصار الأمريكي ضد كوبا يتنافى مع القانون الدولي . وقالت ان تحفظ الولايات المتحدة لا يعني الموافقة على سياسات الحكومة الكوبية. وعلى الرغم من ذلك قيم وزير الخارجية الكوبي التحفظ الامريكي باعتباره"خطوة ايجابية نحو مستقبل العلاقة بين بلدينا".
لقد تطلب الأمر 24 عاما "لكي تصحح الولايات المتحدة، طريقة تصويتها على الاقل في هذه القاعة". وحسب رودريغيز جاء ذلك نتيجة لمواقف كوبا الثابتة، ويعود الفضل في ذلك للشعب الكوبي ولدفاعه عن استقلاله وسيادته ضد الحصار وجميع الهجمات الاخرى. واكد وزير الخارجية الكوبي ان كوبا لن تعدل عن مسارها الإشتراكي، واضاف: "لن نعود ابدا الى الراسمالية".
تاكيد التضامن مع كوبا
وعلق ممثل جامايكا على نتيجة التصويت بالقول: "لقد فشل الحصار"، واكد نجاح كوبا بالقول "ان ايام الحصار اصبحت معدودة". وأدان مندوبون من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وممثلو الصين وروسيا العقوبات التي تفرضها واشنطن خارج حدودها باعتبارها "انتهاكا للقانون الدولي"، و "انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة". ووصف السفير البوليفي العقوبات بانها "غيرشرعية، ولا اخلاقية واجرامية"، فيما طالب ممثل نيكاراغوا واشطن بمراجعة عامة لسياستها، واعادة المناطق الكوبية التي تحتلها في محافظة غوانتانامو. ووصفت جنوب افريقيا مساعي كوبا بكونها املاً للعديد من شعوب العالم، وان كوبا تلعب دوراً مهما لمستقبل كوكبنا. اما السفير الفنزويلي والمتحدث الحالي باسم مجموعة عدم الإنحياز رافائيل راميريز فأكد فشل السياسة الامريكية طيلة 57 عاماً ضد امريكا اللاتينية. واخلاقيا استطاعت كوبا ان تهزم اكبر القوى العظمى منذ سنين.
من جانبها شددت الصين على ان سياسة الحصار قد عفى عليها الزمن، وطالبت واشنطن بالإلتزام بالقانون الدولي وقواعد ومبادئ الأمم المتحدة. وذهب ممثل روسيا ابعد من ذلك بقوله ان العالم لا يستطيع ان يتسامح مع سلوك واشنطن. وطالب باصلاح الأمم المتحدة قائلاً: "نحن نحتاج الى نظام عالمي قادر على ضمان احترام جميع الدول بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية لميثاق الأمم المتحدة".