مدارات

برلمان كولومبيا يصادق على اتفاقية السلام مع "فارك"

طريق الشعب
صادق البرلمان الكولومبي بشكل نهائي الأربعاء الفائت، على اتفاقية السلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك). وكانت الحركة اليسارية قد وافقت على اتفاق السلام المعدل مع الحكومة الكولومبية لإنهاء حرب أودت بحياة 250 ألف ضحية.
وصوت في الاجتماع 130 عضوا حضروا الجلسة ، فيما قاطع الجلسة 30 آخرون يمثلون كتلة اليمين المتطرف . ويمثل التصديق والتوقيع على الاتفاق بداية لنهاية الصراع المسلح بين الحكومات اليمينية المتعاقبة وحركة فارك التي ستتحول إلى حزب سياسي يمارس النشاط السلمي.
وفي هذا الصدد، قال المفاوض الحكومي سيرغيو غاراميلو "دعونا لا ننسى ما نفعله اليوم، فنحن نحاول إنهاء أكثر من 50 عاما من الحرب".، في إشارة منه إلى عمر النزاع المسلح الذي انطلق في عام 1964 . ومعلوم ان الحزب الشيوعي الكولومبي وبالتعاون مع منظمات الفلاحين كان قد اطلق الكفاح المسلح دفاعا عن حق الفلاحين في امتلاك ارضهم التي سلبها الإقطاع المتحالف مع المافيا وقوى اليمين السياسية ويريد الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام الشهر الماضي لجهوده من أجل السلام في بلاده، تطبيق الاتفاق في أسرع وقت ممكن للحفاظ على وقف هش لإطلاق النار ساري المفعول. وأعلن الرئيس يوم الخميس من موقعه على شبكة تويتر، أن جميع مقاتلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية سيتجمعون من الآن وخلال 30 يوما في مناطق محددة، للبدء بتسليم الأسلحة والاندماج في الحياة المدنية.
وخلال المناقشة البرلمانية حذر ممثل الامم المتحدة في كولومبيا، تود هاولاند، من انتشار المليشيات وعصبات الجريمة المنظمة في المناطق التي ستخليها فارك. وهو أمر بدأ بشكل ملحوظ بعد مغادرة مقاتلي الحركة بعض المناطق وانتقالهم إلى نقاط التجمع المتفق عليها مع الحكومة.وان من واجب الحكومة تنفيذ برامج اقتصادية واجتماعية في هذه المناطق ، بدلا من زراعة الكوكا. ويعيش ما لا يقل عن مليوني شخص في المناطق الريفية على زراعة الكوكا أو التعدين غير المشروع. ولا وجود فعلي للحكومة في هذه المناطق التي تعاني اختفاء الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم. و يرى اليميني المتطرف والرئيس السابق ألفارو أوريبي أن هذا الاتفاق يقدم تنازلات كثيرة لحركة فارك ويدعو إلى استخدام العنف المنفلت والحرب الشاملة للقضاء على الحركة الثورية.
وأغضبت وثيقة السلام هذه العديد من الكولومبيين المحافظين، إذ انتقد البعض الرئيس سانتوس لكونه قرر التصديق عليها في البرلمان بدلا من طرحها في استفتاء شعبي آخر. يذكر أن الاتفاقية الجديدة حول السلام بين الحكومة الكولومبية و"فارك" التي صدق عليها البرلمان تم توقيعها يوم 24 تشرين الثاني الفائت، بعد صياغتها منتصف تشرين الأول، وذلك عقب رفض صيغتها الأولى بفارق 6 آلاف فقط خلال استفتاء عام أجري يوم 2 تشرين الأول الفائت. وكان مجلس الشيوخ الكولومبي قد صادق مساء الثلاثاء على اتفاق السلام الجديد المؤلف من 300 صفحة. وينص الاتفاق على انهاء الصراع المسلح بين الطرفين.
وفي الوقت نفسه، أعلنت حكومة سانتوس ان المحادثات مع جيش التحرير الوطني ثاني أكبر منظمة مسلحة في البلاد، ، ستستأنف يوم 10 كانون الثاني المقبل.